الناصرية / حسين العاملتقول أم عباس وهي تشير إلى صحن من الفافون  يحوي  بضعة أكوام من السمك الصغير إلى إنها أصبحت لا تحصل من بيع السمك في سوق مدينة الفهود المتاخمة لأهوار الناصرية إلا ثلاثة آلاف دينار في اليوم الواحد أي ما يعادل ( دولارين ) وان ذلك ما عاد يسد نفقات أسرتها التي تضم بين أفرادها خمسة أولاد عاطلين عن العمل .
وتضيف المرأة الخمسينية "أن حالة البيع في السابق كانت أفضل أما الآن فقد أصبحت في الطين " في إشارة إلى تراجع أرباحها من بيع السمك خلال العامين الأخيرين فبعدما كانت تحصل على 100 ألف دينار في اليوم الواحد حسبما تقول باتت اليوم لا تحصل إلا على بضعة آلاف من الدنانير .وبدوره استعرض حيدر جبار 20 عاما مشكلته مع البطالة قائلا :إن فرص ومجالات العمل في ناحية الفهود تكاد تكون معدومة وهي تقتصر في الغالب على الوظائف الحكومية وهذه غير متوفرة في الوقت الحاضر . وأضاف " قد أصبح الشاب في الناحية يعمل يوما وعشرة أيام عاطلا عن العمل". مشيرا إلى توجه عدد غير قليل من شباب ناحية الفهود صوب المحافظات العراقية الأخرى للبحث عن فرص عمل مناسبة . وتتباين المعلومات والأرقام عن معدلات البطالة في العراق ففي الوقت الذي قدرت فيه منظمة العمل الدولية نسبة البطالة مابين الربع والثلث أشارت تقديرات أخرى إلى إنها تزيد على النصف ، وفي كل الأحوال فان حصة الأسد من هذه الأرقام تكون في الغالب من نصيب سكان الاهوار الذين مازالت مناطقهم في طور التكوين بعد مأساة تجفيفها على يد النظام المباد.ويرد رئيس المجلس البلدي في ناحية الفهود صفاء الجابري أسباب تراجع النشاط الاقتصادي لسكان مدينته التي تضم نحو 50 ألف نسمة إلى انعدام فرص العمل وتراجع صيد الأسماك وتربية الجاموس ومهن أخرى نتيجة انحسار المياه عن مناطق عديدة من اهوار الفهود  ويبين الجابري رأيه قائلا :إن انحسار المياه عن معظم مناطق اهوار الفهود خلال الأعوام الأخيرة تسبب ارتفاع معدلات البطالة حتى أصبحت تقدر بنحو 80% بين السكان المحليين وذلك  نتيجة تراجع النشاط الزراعي وتربية الجاموس وفقدان صيادي الأسماك لمصدر رزقهم الوحيد، ناهيك عن افتقار الناحية للمشاريع الكبيرة التي يمكن من خلالها تأمين فرص العمل. وتكاد معاناة ناحية الفهود لا تقتصر على انحسار مياه الاهوار وارتفاع معدلات البطالة وإنما تتعدى ذلك إلى مشاكل اجتماعية واقتصادية أخرى تتمثل بارتفاع معدلات الفقر بين السكان المحليين ونقص الخدمات الأساسية وشح مياه الشرب حيث تواجه ناحية الفهود      (  65 كم  ) شرق الناصرية مشكلة حقيقية في نقص مياه الشرب فهي ما زالت تعاني شحة كبيرة نتيجة انخفاض مناسيب المياه في نهر اللعيوسية المغذي لمحطات تصفية المياه.ويتابع رئيس المجلس البلدي حديثه عن تفاقم معاناة سكان  ناحية الفهود قائلا :" كما إن حالات النزوح من مناطق اهوار الفهود ما زالت متواصلة باتجاه المدن ولاسيما بين شريحتي الصيادين ومربي الجاموس الذين تأثروا بصورة مباشرة بانحسار المياه عن المناطق المذكورة " . وأردف الجابري: "ما زاد الأمر تعقيدا هو نزوح أكثر من 1000 عائلة مهجرة من المناطق الساخنة إلى ناحية الفهود وهذه الأعداد الكبيرة بحاجة إلى المزيد من فرص العمل حيث لا تتوفر فرص العمل إلا في الدوائر الحكومية وهذه محدودة جدا".