TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > أعمال العنف تورث الكآبة للعراقيين والآلاف منهم يشكون الاضطرابات

أعمال العنف تورث الكآبة للعراقيين والآلاف منهم يشكون الاضطرابات

نشر في: 14 سبتمبر, 2010: 07:02 م

 بغداد / المدىحددت شبكة ايرين الانسانية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة الآثار التي تركتها اعمال العنف على العراق، في نفوس العراقيين، اذ لا يزال العديد منهم يعاني من الصدمة من هول ما شاهدوه"، مشيرةً إلى أن الآثار لا تُمحى، حتى بانسحاب القوات الأميركية.
وروت"ايرين"كيف"يتذكّر عمار خليل صادق (34 عاماً)، كلما رأى سيارة مسرعة، صيف 2006 كيف فجر انتحاري سيارته الملغمة مستهدفاً دورية شرطة على بعد بضعة أمتار من محل بيع الأدوات الموسيقية الذي يملكه في بغداد". آنذاك، وجد عمار نفسه، بعد ثوانٍ من الانفجار،"ممدداً تحت رفوف المحل ومحاطاً بشظايا الزجاج المحطم والهواء الثقيل المحمل بالدخان والغبار ورائحة مادة تي إن تي القوية تعم المكان". يتذكّر الشاب كيف"لم يأبه لما أصابه من جروح"، فقد"أردتُ الاطمئنان على شقيقي الذي كان يقف في الشارع قبل لحظات فقط من وقوع الانفجار". ونقلت الشبكة التابعة للامم المتحدة عن المتحدث باسم وزارة الصحة صباح الكركوكلي إقراره بأن"السلطات العراقية لم تبدأ، إلا اخيرا بالاهتمام بقضايا الصحة العقلية والنفسية الناتجة عن ثلاثة عقود من الحروب والاضطرابات الاجتماعية والاقتصادية". وأضاف الكركوكلي أن وزارة الصحة بدأت في 2009 برنامجاً للعلاج النفسي وتدريب الموظفين لتلبية الحاجة المتزايدة لهذا النوع من العلاج في كافة أنحاء البلاد. وأوضح أن العراق فتح وحدة للصحة النفسية في جميع المستشفيات والوحدات الصحية في البلاد والبالغ مجموعها نحو 3 آلاف و500 مستشفى ومركز صحي. ويوجد في البلاد مؤسستان للطب النفسي، هما مستشفى الرشاد وابن رشد في بغداد، فضلا عن ستة مراكز أخرى افتتحت اخيرا لعلاج الصدمات النفسية. وأضاف الكركوكلي"بدأنا تدشين وحدات في كل مؤسساتنا الصحية وتشجيع الأطباء على الانخراط في دورات تدريبية حول العلاج النفسي ونسعى لرفع الوعي بالأمراض العقلية وتشجيع الناس على طلب العلاج كلما شعروا بأنهم بحاجة إليه". فمن بين نحو 5 آلاف شخص، شملهم المسح الذي أجرته وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، عانى نحو17 في المئة من اضطرابات عقلية، تتراوح بين إجهاد ما بعد الصدمة والاكتئاب. كما لوحظ وجود نسبة أعلى من الاكتئاب الشديد والخوف المرضي مثل الخوف من مغادرة المنزل، بين النساء. وأوضح المسح، الذي يقع في 102 صفحة، أن العديد من الحالات الموثقة مرتبطة بفترة الغزو الأميركي في 2003، وما بعده. وأضاف التقرير أن نحو 70 في المئة من الأشخاص الذين يعانون اضطرابات عقلية أقرّوا بأنهم فكروا في الانتحار. كما أشار إلى وجود 437 مختصاً نفسياً واجتماعياً فقط على الصعيد الوطني في بلد يناهز عدد سكانه 30 مليون نسمة. الا ان تقرير الامم المتحدة وجد في خضم هذه الصورة القاتمة للعراق،"قصة نجاح في البصرة". وأشار التقرير إلى تجربة"الطبيب النفسي عقيل الصباغ وثلاثة من زملائه، الذين تلقوا تدريباً حول تشخيص وعلاج حالات الصدمة في الولايات المتحدة ضمن برنامج للتعاون مع وزارة الصحة الأميركية، ثم افتتحوا مركزاً للصحة العقلية في محافظة البصرة، جنوب العراق، في كانون الأول/ديسمبر 2009". ونقل التقرير عن الصباغ قوله أن"الطلب على الخدمات التي يوفرها المركز كان منخفضاً جداً في البداية، بسبب وصمة العار المرتبطة بالأمراض العقلية ونقص الوعي بين الناس الذين عادة ما يلجأون إلى رجال الدين أو الدجالين طلباً للمساعدة".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

متابعة/المدىرأت منظمة "كير" الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، إن التغير المناخي في العراق أصبح عائقاً أمام عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.وبحسب دراسة أجرتها منظمة كير الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، فبعد ان كانت المعارك والاوضاع الأمنية في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram