الرياض/ متابعة اخبارية على الرغم من عدم دخولها حيز التنفيذ وامامها وقت طويل حتى يمكن ان تكون واقعا ، الا ان صفقة السلاح الامريكية السعودية والتي قدرت قيمتها بأكثر من 60 مليار دولار وكشف عن تفاصيلها الاثنين الماضي باتت مادة دسمة يتناولها المحللون والصحف في ارجاء المعمورة بالمزيد من التحليل والرصد ، حيث يكاد معظم المهتمين بهذه الصفقة يجمعون على انها ستؤثر كثيرا في ميزان القوى في منطقة الشرق الاوسط لاسيما بين السعودية وايران
اضافة الى تأثيراتها الأخرى في الداخل الامريكي الذي يستعد لدخول انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الامريكي . محللون اكدوا لوكالة فرانس بريس ان صفقة التسلح الضخمة التي تنوي السعودية ابرامها مع الولايات المتحدة تهدف الى تعزيز التفوق الجوي للمملكة ازاء ايران، فضلا عن سد بعض الثغرات الدفاعية التي ظهرت خلال حرب القوات السعودية مع المتمردين الحوثيين على الحدود مع اليمن.وبموجب الصفقة التي تبلغ قيمتها 60 مليار دولار على عشر سنوات، سيسمح للسعوديين بشراء 84 مقاتلة جديدة من طراز "اف 15" فضلا عن تحديث 70 مقاتلة اخرى من الطراز نفسه تملكها السعودية، اضافة الى شراء 178 مروحية هجومية وعدد من الصواريخ المتنوعة.وبحسب المحللين، تمنح هذه الصفقة السعودية تقدما حاسما تجاه ايران وباقي دول المنطقة باستثناء اسرائيل.وقال خبير سعودي في مجال الدفاع ان الصفقة التي كشف عنها مسؤولون في وزارة الدفاع الاميركية الاثنين الماضي ستمثل نقلة نوعية في قدرات السعودية العسكرية، مع العلم انه يمكن ان تضاف الى هذه الصفقة صفقة اخرى تشمل شراء عدد من السفن الحربية وانظمة الدفاع الصاروخية بقيمة تتراوح بين 24 و27 مليار دولار.واكد الخبير السعودي "انها صفقة ضخمة جدا لاننا بكل بساطة بحاجة الى اجراء عملية تحديث شاملة لقواتنا المسلحة".ويرى المحللون العسكريون ان هدف هذه الصفقة هو تكريس تفوق عسكري نوعي للسعوديين في المنطقة .وقال الخبير السعودي الذي لم يكشف عن اسمه "نحتاج الى ضمان امننا وامن حلفائنا".ولعل اكثر ما يقلق السعودية في المجال الدفاعي هو برامج ايران لصناعة صواريخ دقيقة وطويلة المدى، مع امكانية حصول الجمهورية الاسلامية على السلاح النووي.الا ان تفوق السعودية الجوي موجود اصلا بفضل مقاتلات "اف 15" السبعين التي تنوي المملكة تحديثها الى جانب حوالي 80 مقاتلة "تورنادو" الاوروبية تملكها و72 مقاتلة "تايفون يوروفايتر" تتسلمها حاليا تدريجيا، وذلك بحسب تيودور كاراسيك المحلل في معهد الشرق الادنى والخليج للتحليل العسكري الذي مقره دبي.وقال كاراسيك "ان الطيران الايراني لا يتمتع بقدرات كبيرة. انا اعتقد ان السعوديين او الاماراتيين يمكنهم القضاء على هذا الطيران بسرعة واي نزاع مسلح مع ايران سيشكل خطرا على المنشآت النفطية السعودية، وصفقة التسلح المنتظرة ستعزز قدرات المملكة الدفاعية فضلا عن قدراتها على شن هجمات مضادة ".وبحسب المحلل، فان تزويد القوات السعودية بالمروحيات الهجومية وبالقنابل الذكية وبتقنيات متطورة للرؤية الليلية سيعزز قدراتها في سيناريوهات مشابهة للحرب مع الحوثيين.وذكر محلل عسكري آخر طلب عدم الكشف عن اسمه ان السعوديين ارادوا الحصول ايضا على طائرات من دون طيار قادرة على حمل صواريخ شبيهة بطائرات "بريداتور" التي تستخدمها القوات الاميركية في افغانستان، الا ان من غير المرجح بحسب الخبير ان يحصلوا عليها.ولم تشر وزارة الدفاع الاميركية الى اي تفاصيل حول هذه النقطة. الا ان نشرة "افييشن ويك وسبيس تكنولوجي" اشارت في اب الى ان السعودية تسعى الى شراء نظام استشعار "اكتيف الكترونيكلي سكاند اراي" الذي يسمح للطيارين برصد نقاط متحركة صغيرة، كالمقاتلين مثلا، على بعد 278 كيلومترا.وبحسب النشرة، فان الرادارات المعتمدة حاليا لا ترصد على هذه المسافة الا الكتل الكبيرة كالطائرات.وربطت صحيفة الديلي تلغراف بين صفقة السلاح السعودية بقيمة 60 مليار دولار وانتخابات التجديد النصفي للكونغرس الامريكي التي اعلنت الصفقة قبلها.وتقول الصحيفة ان الصفقة تعد انقلابا لصالح ادارة الرئيس اوباما، اذ يواجه الديمقراطيون ضغوطا في الانتخابات احد اسبابها زيادة معدلات البطالة في الولايات المتحدة.وستفيد الصفقة السعودية الصناعات الدفاعية الامريكية في 44 ولاية من الولايات المتحدة وتسهم في حماية 77 الف وظيفة.وستبلغ وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) الكونغرس الامريكي بالصفقة، حيث يمكن للنواب اجراء تعديلات عليها بل ويمكن رفضها تماما لو بدا ان اسرائيل يمكن ان تشعر بعدم الامان بسببها.الا ان التلغراف لا تستبعد تمرير الصفقة، خاصة وان امريكا لم تضمنها نظام الصواريخ طويلة المدى الذي يحمل على طائرات اف-15 للسعودية.هذا في الوقت الذي ستقدم واشنطن لاسرائيل مقاتلات اف-35 الاكثر تطورا بكثير من اف-15.واشارت الصحيفة الى ان الصفقة، التي تأتي بعد صفقة اسلحة امريكية ايضا للامارات، ربما تسهم في تسريع سباق التسلح في منطقة الخليج.وارجعت ذلك الى استمرار ايران في مشروعها النووي الذي يعتقد انه يستهدف انتاج اسلحة، رغم اصرار ايران على ان برنامجها النووي لاغراض سلمية فقط.
صفقة التسلح الأميركية السعودية الضخمة ستؤثر في ميزان القوى الاقليمي

نشر في: 15 سبتمبر, 2010: 05:23 م