بغداد / خليل جليل الدعوة الأخيرة التي أطلقها مدرب منتخب الشباب حسن احمد ومناشدته الجهات الرياضية سواء اللجنة الاولمبية العراقية او اتحاد كرة القدم لإبداء الدعم الكامل لمنتخبه المتأهب لمشاركة لافتة في نهائيات القارة الشهر المقبل، تضع منتخبنا الشبابي إزاء مستقبل يكاد يكون غامضاً في مهمته المقبلة بعدما كان من أشهر فرسانها في نهائيات النسخ السابقة للبطولة وحصوله على لقبها أكثر من مرة وبلوغه مونديال الشباب مرتين أيضاً.
 إن الواقع المرير الذي يواجهه منتخب الشباب مع مرور الوقت بسبب ضعف محطات الإعداد وغياب البرنامج التدريبي المستقر الذي يفترض ان يحظى به منتخب الشباب من شأنه ان يجعل هذا المنتخب يواجه مصيراً عصيباً في نهائيات الصين لاسيما وانه سيتواجد في مجموعة تضم منتخبات متطلعة الى المنافسة على اللقب وليس بلوغ الدور الثاني والاكتفاء بخطوة واحدة. فليس من المعقول والمنطقي ان يتنقل منتخب الشباب حامل اللقب الآسيوي للأعوام 1975 و1977و1978 و1988 و2000 ووصوله الى مونديال الارجنتين بعد آخر لقب له بقيادة المدرب عدنان حمد، في أكثر من ملعب لكي يجد ما يساعده على تأدية تدريباته بشكل منتظم بعدما أخذت تلك الملاعب تقفل أبوابها بوجهه تحت حجج وتبريرات عدة وآخرها ما واجهه المنتخب عند دخوله ملعب الشعب الثاني الذي وجده المنتخب غارقاً في المياه حسب ما كشفه المدرب حسن احمد قبل ايام عدة.نتساءل هنا مع الاتحاد العراقي لكرة القدم :اين البرنامج الاستعدادي الذي يفترض ان يأخذه الاتحاد على عاتقه لكي يوفراجواءً تدريبية منتظمة لمنتخب الشباب، وكذلك اللجنة الاولمبية العراقية التي تأمل الاوساط الكروية ان تتبنى برنامجاً مفيداً مع الاتحاد العراقي لمنتخب الشباب لكي يصل الى مرحلة مستقرة من الإعداد فضلاً عن أهمية توفيرها كل اشكال الدعم المادي والمعنوي ،وهل لدينا منتخب اول يمثل الكرة العراقية حتى يحظى باهتمام المعسكرات والمحطات الاعدادية؟ نعتقد ان زيارة ميدانية يتفقد بها رئيس اللجنة الاولمبية العراقية مراحل التدريب لمنتخب الشباب واطلاعه عن قرب لكل ما ينقص المنتخب واستماعه لمتطلبات واحتياجات المنتخب تكفي لرفع المستويين المعنوي والنفسي لدى اللاعبين والجهاز التدريبي ويضعهم في أجواء تزيد من إصرارهم  للمنافسة والحال نفسه بالنسبة للاتحاد العراقي لكرة القدم. إن منتخبنا الشبابي هو ليس منتخب الاتحاد العراقي ، بل منتخب العراق والعراقيين والمؤسسة الرياضية العراقية وما يحصل عليه من انجاز هنا او هناك لا يحسب للاتحاد، بل للمؤسسة الرياضية العراقية التي ينضوي تحتها الاتحاد العراقي ويستمد منها كل مقوماته المادية والفنية. عموما ان منتخب الشباب يواجه الآن مرحلة حساسة ودقيقة منذ تتويجه بطلاً لتصفيات المجموعة الآسيوية الثالثة ووصوله إلى نهائيات الصين بسبب الإرباك الذي يمر به ودعوات المدرب التي أخذت تتصاعد مع بدء العد التنازلي لانطلاق النهائيات حيث يواجه منتخبنا كلاً من كوريا الشمالية والبحرين واوزبكستان في الدور الأول، فهذه المنتخبات قد وصلت الى مرحلة الجاهزية الكاملة، فالمنتخب البحريني الذي سنواجهه في المباراة الأولى كان اول الواصلين إلى إحدى المدن القريبة من اقليم زيبو الصيني الذي سيحتضن النهائيات للتأقلم هناك على الأجواء المشابهة لظروف التنافس، فليس من المعقول ان يكتفي منتخبنا الشبابي بعد أشهر عدة من الراحة بعد التصفيات بمعسكر تدريبي أقيم في مدينة العين لمدة أسبوع خاض خلاله مواجهتين وديتين قرعتا جرس الإنذار بوجه المدرب بخسارته أمام شباب وناشئة الإمارات في إطار المعسكر المذكور الذي شارك فيه 21 لاعبا، فضلا عن التغييرات المستمرة التي يجريها احمد بين وقت وآخر. واذا ما كتب لمنتخبنا الشبابي ان يخوض منافسات الدور الأول الى جانب منتخبات تمتلك مستويات متقاربة تقريبا من مستوياته لكنه من دون شك سيصطدم بمنتخبات اقوى وضعتها القرعة في المجموعات الأربع مثل منتخبات اليابان واستراليا وكوريا الجنوبية وإيران والسعودية، اذا ما وصل الى مراحل متقدمة اي يفترض ان يكون تفكير الجهاز الفني ابعد من رؤية الدور الأول اذا كان يبحث عن انجاز وليس مشاركة تقليدية مشابهة لمشاركتيه السابقتين في الهند وماليزيا.