إكرام زين العابدينانطلقت منافسات الدوري الكروي في اغلب بلدان المعمورة والدول المجاورة بينما اتحادنا الوطني أنهى للتو موسمه الكروي الطويل بمشاركة 36 فريقاً منها من لا يستحق اللعب حتى في دوري الفرق الشعبية وهذا العدد غير موجود في كل الدول المتطورة والمتأخرة باللعبة حيث ان الاتحادات الرياضية تقسّم الفرق حسب الدرجات المستحقة وفق نظام ينسجم مع أجوائها على ان لا يزيد عدد فرق الدوري الممتاز على 20 فريقاً .
إن العبرة ليست بعدد الفرق المشاركة في الدوري الممتاز التي ارتفعت بفعل فاعل وليس وفق استحقاقات الأندية لأننا سابقا كنا نشاهد الفرق وهي تلعب دوري الدرجات الرابعة والثالثة والثانية والأولى وصولا للتواجد في الدرجة الممتازة ، على إن يتخطى كل هذه الدرجات ليصل هدفه وهو متخم بالخبرات الرياضية والإدارية ويضم لاعبين بمستوى فني عالٍ .حقيقة ان الاتحاد العراقي لكرة القدم جامل العديد من الأندية ووضعها في غير مكانها الصحيح لأسباب شتى وكان من الممكن ان يقلص عدد الأندية منذ الموسم الماضي لكن الاستحقاق الانتخابي جعل الاتحاد يتراجع ويرضخ لطلبات الأندية التي ما لبثت أن أعلنت خواء خزانتها وهي بحاجة إلى دعم مالي لإكمال مشوارها الرياضي ناهيك عن الوضع السيئ لملاعبها الرياضية التي تذكرنا بملاعب الفرق الشعبية الترابية .وانعكس الوضع الكروي المتردي على المنتخبات الوطنية التي كانت سابقاً عبارة عن عدد كبير من اللاعبين المهرة الذين يملكون خبرة كبيرة واليوم أصبحنا نعتمد على عدد محدد منهم بغياب منتخبات المواهب الكروية الحقيقة التي باتت على عدد أصابع اليد .قد يخالفني الآخرون بالرأي من خلال تواجد أكثر من لاعب في الدوري الممتاز في الموسم الماضي، لكنني أؤكد إن اللعب والتواجد في المنتخبات الوطنية يختلف بشكل كبير عن الأندية والخبرة المكتسبة من خلالها ، وان الاتحاد كان يشكل العديد من المنتخبات الظل والثاني و (أ) و(ب) منتخبات المحافظات التي كانت لها بطولاتها الخاصة الخارجية والداخلية ، بينما بتنا اليوم لا ننظم إلا دورياً واحداً بعدد كبير من الفرق وبلاعبين غير موهوبين .إن المتابع لكرتنا من المدرجات ملّ كثيراً من المباريات العقيمة التي لا تمثل كرة القدم الحديثة ما يجعله يصاب بإحباط كبير ونتمنى ان يعالج الاتحاد وضع الدوري بجعل عدد الأندية في الممتاز 16 فريقا ، تضم فرق النخبة الـ12 إضافة إلى أربعة فرق يتم تأهيلها من خلال الفرق الـ 12 التي بقيت بالدوري الممتاز والفرق التي ستتأهل للدوري الممتاز ، ولكن هذا القرار يحتاج الى شجاعة بعيدا عن المصالح الآنية .وفي الجانب الآخر سيلعب منتخبنا الوطني اليوم الخميس مباراته التجريبية الأولى أمام نظيره الأردني بعد غياب طويل عن المباريات والبطولات التي لعبها أول مرة في نهاية العام الماضي استعداداً لبطولة غرب آسيا السادسة .وللأسف ان الاهتمام بالمنتخبات الوطنية أصبح هدفاً مغيباً في عمل الاتحاد، لأننا لم نشاهد منتخبنا الوطني وهو يلعب في أيام (فيفا ) أمام منتخبات قوية من أفريقيا او أوروبا او حتى آسيا ، ويكتفي باللعب مع منتخبات الأردن وسوريا وقطر والإمارات وفي بعض الأحيان السعودية وعُمان التي باتت تستفيد هي من المباراة وتطوّر نفسها على حسابنا .كفانا مبررات وأوهام وعلينا ان نعمل بروحية جديدة تنقل كرتنا نحو الأفضل ولا نجعلها تنزلق الى الهاوية بسبب خطط عشوائية وقرارات إرتجالية .Ikramsport@yahoo.comrn
في المرمى: روزنامة الاتحاد وغرب آسيا
نشر في: 15 سبتمبر, 2010: 05:49 م