TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > في الواقع الاقتصادي :جدلية الأمن الغذائي

في الواقع الاقتصادي :جدلية الأمن الغذائي

نشر في: 17 سبتمبر, 2010: 05:54 م

عباس الغالبي من المعلوم أن البطاقة التموينية تشكل حالياً ركناً أساسياً من أركان الأمن الغذائي للمستهلك، في وقت ما يزال القطاع الزراعي برمته غير فاعل ولا يشكل سوى 3% من الناتج المحلي الإجمالي .وتشهد البطاقة التموينية فوضوية
 وتلكؤاً واضحاً وأصبح من الصعوبة بمكان ان نتحدث عن سمات نجاح لآليات التوزيع والاستيراد والنوعية لمفردات البطاقة التموينية التي عانت ما عانت من ارتباك وتلكؤ وفساد منقطع النظير خلال السنوات الست الماضية.ولأن الأمن الغذائي للمستهلك يتحقق عبر توافر أركان ومستلزمات عدة تقع جلها على عاتق الحكومة الملزمة بحكم الشرع والقوانين والأعراف والدساتير تحقيقه على أكمل وجه ، لاسيما ان كثيرا من المنطلقات التي تتحرك على وفقها الأحزاب والتيارات الحاكمة الآن في العراق تكمن بتحقيق العدالة الاجتماعية، ولعل من أولى هواجس هذه العدالة تحقيق الأمن الغذائي، حيث لا نريد هنا ان نستغرق في الحديث عن البعد الشرعي الديني والآخر السياسي، بقدر مايعنينا البعد الاقتصادي الذي يكمن بضرورة توفير المستوى المعيشي اللائق للمواطن الذي أثقلته الأزمات والوعود الفارغة التي تنطلق رنانة قبيل الانتخابات وتضمحل وتذوب وتذهب أدراج الرياح بعد انتهاء الانتخابات مباشرة في مشهد فوضوي تترسخ فيه المكتسبات السياسية والسلطوية وتبرز فيه المكتسبات الشخصية والحزبية الضيقة التي تخلق فجوة بين الوعود والتطبيق العملي.ولكن الأمن الغذائي ارتبط في غالب الأحيان إن لم أقل بالكامل بجدلية البطاقة التموينية التي غدت ظاهرة مرتبكة لازمت المشهد الغذائي في العراق ، الامر الذي أدى الى تذمر عال المستوى من الاوساط الشعبية ولاسيما التي ترزح تحت مستوى خط الفقر، حيث فشلت وزارة التجارة فشلاً ذريعاً في إدارة ستراتيجية البطاقة التموينية ولم تأت بالبدائل والحلول الناجعة حتى في عهد الوزارة الأخيرة بعد اتهام الوزير السابق السوداني بحالات فساد مالي وإداري ، والأدهى من ذلك أن الوزارة ومعها مجلس الوزراء لم يفصحا عن الأسباب الحقيقة الكامنة وراء هذا المشهد المتعثر المرتبك الفوضوي ، حيث تسير الامور الى المجهول في ظل هذا الصمت والتبريرات غير الواقعية والتي لاتستند الى معطيات تتحرك على أرض الواقع ، حيث أصبح المستهلك لا يعرف مالأسباب التي تقف وراء هذا الارتباك ، ولم يتعرف على البدائل سوى تقليص مفردات البطاقة التموينية وعدم الحصول على المفردات المتبقية الرئيسة.ان جدلية الامن الغذائي مازالت ماثلة ولم نلمس ان هنالك ستراتيجية معينة للمؤسسات الحكومية يمكن ان تعطي بارقة أمل في ظل التنافس السياسي المحموم للظفر بالسلطة وسط غياب حقيقي للخدمات ومستلزمات العيش التي تتوافق مع مبدأ العدالة الاجتماعية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

جلسة "القوانين الجدلية" تحت مطرقة الاتحادية.. نواب "غاضبون": لم يكن هناك تصويت!

القانونية النيابية تكشف عن الفئات غير مشمولة بتعديل قانون العفو العام

نيمار يطلب الرحيل عن الهلال السعودي

إنهاء تكليف رئيس هيئة الكمارك (وثيقة)

الخنجر: سنعيد نازحي جرف الصخر والعوجة

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram