كربلاء / آكانيوز يشكو الكثير من المواطنين في محافظة كربلاء من تردّي الخدمات وارتفاع الأجور في العيادات الطبية الخاصة، حيث الغرف الضيقة والجدران المتهالكة وعدم الالتزام بالشروط الصحية كلها أصبحت منظراً مألوفاً في معظم العيادات. ويقول المواطن علي داخل بحسب وكالة (أكانيوز) امس الاول إن "معظم العيادات الطبية في كربلاء تفتقر لأدنى الشروط الصحية وبالرغم من أنها عيادات خاصة إلا إن أكثر الأطباء جعل من مهنته الإنسانية عملية تجارية مربحة على حساب المواطن البسيط".
ويتابع قوله انه "من مساوئ العيادات الطبية الخاصة حالياً تواجدها في أبنية قديمة وقذرة وغير خاضعة للرقابة الصحية، فضلاً عن تزاحم المراجعين على طبيب واحد وكشفه لثلاثة أو أكثر من المراجعين في الوقت نفسه، الأمر الذي يخرج عن أصول المهنة، ناهيك عن ارتفاع أجور الطبيب والتي تصل إلى 15 ألف دينار وهي بذلك تعد أجوراً عالية بالنسبة لأصحاب الدخل البسيط"، مشيراً إلى أن ضعف الرقابة الصحية من قبل وزارة الصحة السبب الرئيس للظاهرة".من جانبه يوضّح المواطن حسام محمد بأن افتقار المدينة للمستشفيات الحكومية، واقتصارها على مستشفى واحد، وقلة الخدمات المقدمة فيها سبب آخر يدفع المواطن إلى العيادات الخاصة، حيث يرجو تلقي العلاج الكامل لدى الطبيب الخاص، إلا أنه وللأسف يفاجأ بسلب نقوده في العيادات، وعدم التشخيص الدقيق للحالة المرضية مما يضطره إلى مراجعة طبيب آخر".ويضيف محمد ان "كربلاء شهدت في الآونة الأخيرة بناء مجمعات طبية وحديثة، والأطباء العاملون فيها متميزون إلا أن ارتفاع أجورهم يقف عائقاً كبيراً أمام المواطن الفقير للكشف عن حالته المرضية، وهناك مشكلة وجود أجهزة السونار والأشعة التي يبقى المواطن ينتظر لأيام طويلة لكي يتم فحصه في المستشفى الحكومي، وبالتالي قد يموت نفسياً جراء الحالة المزرية".ويرى رجل الدين الشيخ هاشم الزيدي أن "فحص الطبيب الخاص في العيادات الطبية في الوقت الحاضر يأتي بنصف العلاج بسبب عدم سماع الطبيب لحالة المريض بصورة كاملة نتيجة لتزايد أعداد المراجعين التي قد يصل عددهم الى 100 مراجع في اليوم الواحد، وبالتالي سيؤثر عليهم جميعاً ولن يتمكنوا من تحقيق الفائدة المرجوة من طلب التشخيص والعلاج". ويتابع الزيدي قوله انه "على الأطباء عدم نسيان أصول المهنة الإنسانية ويبتعدوا عن الجشع والطمع ويراعوا المريض في تشخيص الحالة بصورة صحيحة وكاملة، والتقليل من أجورهم التي تتبعها تكاليف الدواء ومتطلبات الشفاء". من جانبه، يؤكد طبيب الأسنان أحمد المنكوشي ان عمل الأطباء في العيادات الخاصة يتطلب الكثير من الأمور، منها ارتفاع بدلات إيجار العيادة، وشراء المستلزمات الطبية مما يضطر الطبيب إلى رفع أجوره، أما بالنسبة لتوفر الشروط الصحية فهو أمر ضروري للحفاظ على راحة المرضى وسلامتهم، وعلى الأطباء توفيرها في عياداتهم الخاصة.ويشير الطبيب الجراح علي كاظم إلى أن هنالك الكثير من العيادات تخلو من الشروط الصحية، خاصة في مركز المدينة حيث تكون قديمة والأبنية آيلة إلى السقوط وتحتاج للرقابة عليها، وهنالك في الوقت نفسه العيادات الطبية الحديثة والمتطورة والتي بدأت بالانتشار في الأحياء السكنية للمدينة".ويقول الدكتور علي أبو طحين نقيب الأطباء بكربلاء "من الشروط الصحية للعيادات الخاصة توفير الجو الصحي الملائم من التدفئة والتبريد والنظافة والحمامات الصحية، فضلا عن مراعاة المواطن في استحصال أجور العلاج". ويتابع قائلاً "نقوم دائماً بزيارات إلى العيادات الخاصة للرقابة على عملها وحثّها على الالتزام بالشروط الصحية وعند إيجاد أي خلل يتم ردع الطبيب أو إغلاق عيادته في حال عدم التزامه بالشروط الموضوعة، وبالنسبة لأجور الطبيب فهو امر إنساني يجب على الطبيب مراعاته، وهو أمر خارج عن حدود صلاحياتنا كنقابة أطباء ويحتاج إلى الالتفات من قبل وزارة الصحة لتنبيه الأطباء ووضع الضوابط الصحيحة.
مواطنو كربلاء يشكون ارتفاع أجور الأطباء فـي العيادات الخاصة
نشر في: 17 سبتمبر, 2010: 06:11 م