TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > كربــلاء تشـن الحرب على"لعب العنف": لهو الصغار ينذر بجيل يتعاطى السلاح

كربــلاء تشـن الحرب على"لعب العنف": لهو الصغار ينذر بجيل يتعاطى السلاح

نشر في: 17 سبتمبر, 2010: 06:46 م

 كربلاء/المدى كلما جاءت العطلة الصيفية أو كان جوا طبيعيا كلما خرج الأطفال إلى أزقتهم والساحات المتروكة بين البيوت ليمارسوا لعبتهم المفضلة التي انتشرت بشكل مخيف ألا وهي لعبة الرشاشات والحراب والمسدسات..في زماننا كانت اللعب بدائية وهي الدعبل والجعاب إذا لم نحصل على فرصة للعب كرة القدم مع فريق الحي.  العاب الأطفال أصبحت خطرة ويقول احد الآباء انه يحب ابنه لكن المشكلة ان الابن كلما شاهد لعبة فيها عنف راح يبكي ولا يصمت حتى نشتريها له لأجده يحاول اللعب معي بطريقة عدوانية
 وكثيرا ما أصابني برأسي باطلاقاته البلاستيكية لأبدأ بمعاقبته بشدة إلا ان ذلك لا ينفع ما دامت هذه الألعاب تملأ الأسواق. rnتجار وأصحاب محال لا يوجد محل صغير أو كبير في تجمعات الأسواق الكبيرة أو في محال الجملة في المولات التجارية إلا وتجد لعبا للأطفال واغلبها لعب عنف وكأن هناك كما يقول الأب ذاته إصرار على أن يبقى العراقي عنيفا لكي يشب على شيء ويبقى في حالة استعداد دائم للعنف وانفلات الأعصاب. يقول برير خالد، صاحب محل صغير في احد الأحياء السكنية.. في العطلة الصيفية تكون تجارتنا مربحة لان اغلب الأطفال يشترون ألعابا بلاستيكية منها الرشاشات والدبابات والمسدسات مختلفة الأنواع وخاصة تلك التي فيها اطلاقات لكي يتباروا فيما بينهم ثم يعودون ليشتروا (الصجم) والاطلاقات من جديد..وأضاف..هذا العام زادت هذه الظاهرة بلعبة أخرى وهي ملفتة للنظر إذ راح اغلب الأطفال يشترون الأسلحة والسيارات التي تشبه سيارات الشرطة والهمر الأمريكية وهذا يعني ان هناك تأثيرا واضحا على وجود القوات الأمريكية في عقلية الطفل..ويشير إلى ان مخازن بيع الجملة مليئة بآلاف الألعاب من مختلف الدول وخاصة الصين التي اعتقد أنها لو اكتفت بتصدير موادها الى العراق فان ميزانيتها السنوية لن تنقص شيئا. في حين أعاد زاهر الاسدي، صاحب محل، ظاهرة بيع الأسلحة إلى قديم الزمان إذ ان الأطفال في العطلة الصيفية يريدون شيئا يلعبون به فهم ليسوا بشباب لكي يمارسوا لعبة كرة القدم وليسوا أطفالاً صغاراً جداً لكي يبقوا مع آبائهم..وأضاف: ولكن بعد فوز منتخبنا الوطني ببطولة آسيا ازدهرت لعبة كرة القدم وأصبح الإقبال على شراء الكرة شيئاً كبيراً حتى ان الأطفال الصغار كانوا يشيرون إلى الكرة لكي يشتريها لهم الآباء..حتى ان الأزقة في الأحياء تحولت إلى ساحات لكرة القدم..ولكن هذه الحالة انتهت بعد خسارتنا بطولة الخليج وخروجنا من كأس العالم ليتحول الصبية إلى شراء الأسلحة وأصبح الطلب عليها نسبة إلى اللعب الأخرى حوالي 85%...ويشير إلى انه تاجر ويريد الربح وهو يستورد هذه الألعاب وإذا لم يستوردها هو فان غيره سيملأ السوق بها. rnآباء وأمهات وأبناء المدرس سعيد الغانمي قال وهو يمسك طفله أمام محل لبيع الألعاب: أريده أن يشتري لعبة مفيدة حتى لو كانت كرة قدم لكنه يصر على شراء رشاشة بل رشاشة أم الحربة..ويقول أحاول أن أقنعه لكن الموقف محرج وأنا أتحدث أمام الناس لان البعض يتصور ان ضرب الطفل سينهاه عن الشراء دون أن يدركوا ان العقوبة قد تجعله انسانا منطويا ووحيدا ومنعزلا..وقال سأشتري لابني الرشاشة وفي البيت سأقنعه بعدم جدواها وسأشتري له لعبة الكترونية جيدة. rnثقافة العنف والعاب الاتاري الحروب احد أوجه العنف لدى الأطفال وان لم يشاركوا فيها لأنهم يسمعون الأحاديث ويشاهدون الأفلام ويلعبونها في الألعاب الالكترونية..حتى أن لا احد يختلف على أن الحروب التي مرت على العراقيين وأحداث العنف التي رافقتها والاحتلال كلها أسباب أدت إلى جعل الأطفال يقلدون ما هو قريب منهم وثقافة العنف تربّوا عليها وسط مجتمع لا تفارقه أحاديث وأخبار القتل اليومي.. حيث يقول الطفل علي حسين (عشر سنوات) إن لعبتي المفضلة في جهاز الأتاري هي القتال ولدي عشرات الأقراص المدمجة منها. وعن الأسباب التي جعلته يحب هذه الألعاب يقول ان فيها عنصري الخير والشر مثل الأفلام التي تعرض في التلفزيون وعنصر الخير دائما منتصر وهذه اللعب فيها هذين العنصرين وفيها اظهار لعنصر الخير، كذلك التحدي ومواجهة الصعاب. rnمختصون يشير الخبير الاقتصادي جعفر الطالقاني إلى أن الإنتاج المحلي الخاص بلعب الأطفال ضعيف جدا والموجود في الأسواق لا يراعي معايير السلامة والأمان والمسؤول الأول هو المستورد لأنه لا يلتزم بالمواصفات القياسية ورغم شروط التبادل التجاري بين الدول إلا ان هناك تجاوزات تتم من خلال التهريب وتدخل بشكل غير شرعي مع عدم مراعاة لسلامة الطفل مما قد يهدد الاقتصاد الوطني‏. فيما أوضحت الدكتورة هيام زيني، مسؤولة شعبة الصحة المدرسية في دائرة صحة كربلاء، ما تمثله اللعبة بالنسبة للطفل فقالت: ان فكرة الإنتاج المحلي للعب الأطفال تكاد تكون قد انقرضت وأغلب الألعاب الموجودة في السوق لعب مستوردة من الخارج وهي تعد نوعا من العولمة واقتحاماً من الفكر الغربي على ثقافة أطفالنا.. فسابقا كانت أنواع لعب الأطفال أقرب إلى البيئة وهذا مهم لنفسية الطفل ليكتسب ثقافة بلده أما اللعب المتداولة الآن فهي لا تمثل أي نوع من ثقافة بلدنا وان أفضل الأنواع هي التي يشارك الطفل في صنعها، وهذا للأسف غير متوافر في المدارس والمؤسسات التعليمية، فنحن نعيش نصف حلم فرغم وجود دراسات متخصصة عن الطفل إلا اننا لم نتمكن من تحقيق ذلك حتى الآن‏.‏ أما الدكتور جلال عبد الكريم اختصاص طب الأطفال فيقول.. الأطفال يطلبون ما يرونه

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

متابعة/المدىرأت منظمة "كير" الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، إن التغير المناخي في العراق أصبح عائقاً أمام عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.وبحسب دراسة أجرتها منظمة كير الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، فبعد ان كانت المعارك والاوضاع الأمنية في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram