نيويورك (الامم المتحدة) / متابعة اخبارية في وقت تزداد فيه التحذيرات الدولية من ارتفاع مستويات الفقر في مختلف انحاء العالم وارتفاع وتيرة الاحتجاجات من قبل المنظمات الانسانية الدولية على ضعف الاهتمام الدولي بهذه القضية الخطيرة والتي تهدد السلم والامن الدوليين ، تستضيف الامم المتحدة اليوم بمقرها في نيويورك قمة حول اهداف الالفية للتنمية، وهو البرنامج الرائد للحد من الفقر والتي ستستمر حتى الاربعاء، قبل انعقاد الجمعية العامة للامم المتحدة مع تشديد غير مسبوق على برنامج مثير للجدل لاستحداث آليات تمويل.
ففيما باتت المساعدة المخصصة للتنمية نادرة مع الازمة الاقتصادية، يجتمع رؤساء دول وحكومات البلدان ال192 الاعضاء في الامم المتحدة لتبني وثيقة معدة تعتبر بمثابة خلاصة، يؤكدون فيها موافقتهم على البحث عن تمويلات جديدة.وهذه "التمويلات المستحدثة" يمكن ان تتضمن رسوما على بطاقات السفر جوا والسياحة والانترنت والهاتف المحمول والصفقات المالية "لكي يكون التضامن شاملا وفي كل القطاعات" على ما قال فيليب دوست بلازي (فرنسا) المستشار الخاص للامين العام للامم المتحدة بان كي مون بشأن هذه المسالة.وفضلا عن خفض الفقر المدقع الى النصف في العالم بحلول العام 2015، تقضي اهداف الالفية التي حددت في العام الفين بتوفير التعليم الابتدائي للجميع وتشجيع المساواة بين الجنسين وخفض وفيات الاطفال وتحسين صحة الام ومكافحة الايدز والملاريا وامراض اخرى وحماية البيئة واقامة شراكة عالمية من اجل التنمية.وقال دوست بلازي انه بدون تمويلات مستحدثة "وان ابقينا على الوضع القائم لن نستطيع تحقيق اهداف الالفية في 2015".واضاف "مع مواجهة ازمة اقتصادية غير مسبوقة ومع ازدياد ضغوط الموازنة في البلدان المانحة، قد يرى المجتمع الدولي تاخيرا وحتى انهيارا للتقدم الهش الذي تحقق في السنوات الاخيرة".وقدر بان كي مون باكثر من مئة مليار دولار التمويلات الضرورية لبلوغ اهداف الالفية.وجاء في الوثيقة التي يفترض ان يتبناها رؤساء الدول "نعتبر ان آليات مستحدثة للتمويل يمكن فعلا ان تساعد الدول النامية في جمع موارد اضافية".واضافت الوثيقة ان "هذا النوع من التمويلات ينبغي ان يكون مكملا للموارد التقليدية ليس ان يحل مكانها" مشيرة الى "التقدم الكبير الذي انجز في مجال موارد التمويلات المستحدثة".وتؤيد فرنسا مع دول اخرى مثل تشيلي والبرازيل والنروج الاشارة الى "التمويلات المستحدثة" في حين تعارضها بقوة دول اخرى على راسها الولايات المتحدة. وعبر بان كي مون شخصيا عن دعمه لهذه التمويلات الجديدة.وفي وثيقة الجمعية العامة التي جاءت بمثابة خلاصة، يأسف رؤساء الدول "بعمق لملاحظة ان عدد الذين يعيشون في الفقر المدقع او الذين يعانون من الجوع يتجاوز المليار وان التفاوت بين البلدان وكذلك داخل البلدان يبقى مشكلة كبرى".ولفتت الوثيقة الى ان الازمة الاقتصادية ادت الى تفاقم الاوضاع و"زادت التفاوت واساءت الى التقدم المنجز في مجال التنمية".ورغم الظروف الاقتصادية يتوقع ان يعلن القادة "حرصهم على بذل كل ما في وسعهم لبلوغ اهداف الالفية بحلول 2015".واكدوا في الوثيقة "نحن مقتنعون بان اهداف الالفية يمكن ان تتحقق، بما في ذلك في البلدان الاكثر فقرا"، وهو تفاؤل سبق ان عبر عنه بان كي مون.لكن بعض الخبراء بدوا اكثر تحفظا وشككوا في امكان تحقيق الاهداف الثمانية في غضون خمس سنوات.rn
رؤساء دول وحكومات192بلداً يناقشون اليوم في الامم المتحدة برنامجاً رائداً للحدمن الفقر

نشر في: 19 سبتمبر, 2010: 05:26 م