بغداد/ خليل جليل يخوض منتخبنا الوطني لكرة القدم بطل آسيا 2007 وديته الثانية امام منتخب سلطنة عُمان بطل خليجي 19 في مسقط العام الماضي في الساعة الرابعة والنصف من عصر يوم غد الثلاثاء على ملعب مدينة السلط الاردنية في إطار تحضيرات المنتخبين للمشاركة في بطولة غرب آسيا حيث تحتضن الأردن نسختها السادسة من الرابع والعشرين من ايلول الحالي حتى الثالث من تشرين الاول المقبل.
ويذكر ان قرعة البطولة اوقعت منتخب سلطنة عُمان الذي وصل الأردن امس الاحد في المجموعة الأولى الى جانب منتخبي ايران والبحرين بينما وضعت المنتخب الوطني ضمن المجموعة الثالثة التي تضم كلا من اليمن وفلسطين. وكان منتخبنا الوطني خسر لقاءه التجريبي الأول أمام نظيره الأردني على ملعب القويسمة الخميس الماضي بأربعة اهداف مقابل هدف واحد وقد عدت هذه النتيجة برغم الطابع الودي والاختباري للمباراة غير مناسبة وغير متوقعة، بل عكست كما يتصور المتابعون للشأن الكروي بأنها تمثل انعطافة قاسية للكرة العراقية التي تحمل اللقب القاري خصوصا وان المنتخب الأردني إنهزم امام العراق في عشرين مواجهة كما يشير السجل التاريخي للمنتخبين. وعدّ الجهاز التدريبي للمنتخب بقيادة الألماني فولفغانغ سيدكا مباراة الأردن مهمة جديدة على صعيد اكتشاف الأخطاء والكشف أيضاً عن حاجة المنتخب الى المزيد من الاختبارات الودية ومحطات الإعداد على حد تصريحات المدرب الالماني فيما ذهب مساعده ناظم شاكر الى ابعد من ذلك عندما نقلت وسائل الإعلام عنه بانه ليس المسؤول عن اختيارات التشكيلة التي شاركت بلقاء الاردن الودي. ويأمل المدرب سيدكا ان يشهد منتخبه غدا نوعا من الاستقرار الفني والادائي بعد الوحدات التدريبية التي خاضها المنتخب خلال اليومين الماضيين وركز فيها على اهمية تلافي الاخطاء السابقة وتدارك جميع الثغرات التي تعرض لها المنتخب والتي ادت الى اهتزازه امام الاردن بعدما ظهرت خطوط المنتخب هشة وغير فاعلة خصوصا منطقة الوسط التي تفتقد الى عناصر تمتلك الحيوية والفاعلية التي يفترض ان تقلص من حدة المنتخب المقابل وتحتوي اندفاعه، الى جانب التواضع الدفاعي وافتقاره الى القوة المناسبة والخبرة في تأمين منطقة دفاعية كاملة بوجه الخصوم بدلا من ان تتحول هذه المنطقة مثلما افصحت موقعة القويسمة الى مساحات فارغة وجد فيها الاردنيون فرصة مناسبة للتحرك المتواصل وتهديد مرمى المنتخب، بل تشكيل ضغط كبير عليه اسفر عن اربعة اهداف ساهم فيها أيضاً الإرباك الواضح للحارس محمد كاصد. ويتوقع ان تشهد مباراة الغد تغييراً واضحاً على صعيد مهام اللاعبين وطبيعة تمركزهم والواجبات التي تناط بهم وتجريب تكتيكات تنسجم مع ما يمتلكونه من مقومات تضع المنتخب وشكل أدائه بصورة احسن وتمنحه نوعا من الاستقرار الاولي قبل ان يرفع من مستوى التحضير في الايام المقبلة قبل انطلاق البطولة. يشار الى ان آخر مواجهة جمعت منتخبنا ونظيره العُماني كانت في خليجي 19 في مسقط وانتهت لمصلحة العمانيين برباعية نظيفة هزت اركان المنتخب وجعلت مشاركته السابقة في دورة كأس الخليج من اسوأ المشاركات. وقد كشفت مواجهة الاردن الأخيرة مجدداً الحاجة الملحة لعناصر المحترفين المتواجدين في الدوري القطري ومدى الحاجة لهم في ترميم خطوط المنتخب وخصوصا صانع العاب المنتخب قصي منير والمدافع الصلب علي حسين رحيمة والمهاجم الموهوب علاء عبد الزهرة الذي عرف عنه قدرته باحداث مساحات داخل مناطق الخصوم بفضل تحركاته الذكية وملاحقة المدافعين له. من جهته عدّ مدرب عُمان الفرنسي كلود لوروا ان بطولة غرب آسيا ليست هدفا بحد ذاتها انما ستفيد في استغلال وجود العناصر الشابة لتجربتهم قبل كأس الخليج في اليمن، مشيرا الى ان المشاركة في بطولة غرب آسيا لن تكون بالمنتخب الأولمبي، بل بالمنتخب الاول مع غياب المحترفين.  وقال لورا: يجب ان نعرف أن هذه العناصر لديها المؤهلات الكافية لتكون في التشكيل الأساسي للمنتخب خاصة وان القائمة الرسمية لكأس الخليج تضم 26 لاعباً وهي فرصة لضمّ من يستحق ان يكون ممثلا للبلد في هذا الحدث الكبير. واشار الى ان لقب البطولة بالنسبة إلي ليس الهدف الأساس، بل الأهم هو استغلال فرصة وجود هذه العناصر الشابة بين المنتخبات القوية مثل إيران حاملة اللقب والبحرين وغيرها. هذا وقد أجرى منتخبنا الوطني أمس الاحد وحدتين تدريبيتين على ملعب جامعة الإسراء المتميز بعشبه الطبيعي على أمل ان تسهم هذه الوحدات التدريبية المكثفة في رفع مستوى الانسجام الجمعي وطريقة اللعب التي تفتقد حتى الآن الطابع الأدائي المفيد الذي يمكن ان يصل به المنتخب خلال مبارياته الى ما يريد تحقيقه والتأقلم مع أجواء المباريات.