بغداد/ المدىشهدت بغداد امس الاحد اعمال ارهابية اودت بحياة مدنيين واضرت بمنشآت تجارية ومحال سكنية وسط العاصمة، في وقت لم تزل الكتل السياسية تخفق في انهاء ازمة تشكيل الحكومة المقبلة.وقالت مصادر امنية عراقية ان 23 شخصا على الاقل استشهدوا وأصيب عشرات آخرون في انفجار سيارتين مفخختين غربي بغداد وشماليها امس الأحد.
واوضحت تلك المصادر ان 100 شخص اصيبوا في الانفجارين اللذين كانا شبه متزامنين.ويرى مراقبون ونشطاء مدنيون ان حالة الجمود السياسي شجعت القوى الارهابية على القيام باعمال عنف بهدف التأثير على الواقع السياسي.يذكر ان نوابا واكاديميين عراقيين عقدوا امس الاحد جلسة مصغرة، ناقشوا فيها حالة الاستعصاء السياسي، فيما صرح نائب رئيس الجمهورية في ختامها انها تهدف الى تفعيل عمل البرلمان.وكالة أنباء فرانس برس نقلت عن شهود عيان ان انفجار المنصور وقع أمام مكاتب شركة آسيا سيل للاتصالات. واكدت أن احد المباني دمر بشكل كامل ولحقت اضرار جسيمة بالمباني المجاور فضلا عن احتراق نحو عشرين سيارة.وبعد هذا الانفجار بدقائق انفجرت سيارة مفخخة أخرى في ساحة عدن بحي الكاظمية ما أسفر عن استشهاد تسعة اشخاص على الاقل وجرح 36 آخرين. واستشهد أيضاً مدني وابنه امس الأحد نتيجة انفجار قنبلة كانت مثبتة الى سيارته، حسب مصادر وزارة الداخلية.وتشير الاحصاءات الرسمية إلى أن أحداث العنف تصاعدت في الفترة الأخيرة بينما جرى سحب عشرات آلاف الجنود الأمريكيين وأعلن الجيش الأمريكي إنهاء العمليات العسكرية في العراق، واستمرار حالة الفراغ الناجم عن عدم تمكن القوى السياسية من تشكيل حكومة جديدة.وقد سجل شهرا آب وتموز الماضيان أعلى عدد من الضحايا منذ عام 2008، وفقا لاحصائيات صدرت عن جهات رسمية عراقية.وحذر مسؤولون امنيون وقادة سياسيون امس الاحد من أن الأزمة السياسية المستمرة منذ إجراء الانتخابات التشريعية قبل ستة أشهر تضر بالوضع الأمني في البلاد.يشار الى ان قادة عسكريين صرحوا لـ(المدى) في مناسبات عدة بان تنظيم القاعدة الارهابي يحاول تجميع قواه في اطراف المدن، فيما يؤشر تكتيكه الجديد الاعتماد على خلايا صغيرة تتسلل الى العاصمة لتنفيذ عملياتها.ويترقب الرأي العام مفاوضات الكتل السياسية على امل ان تنتهي سريعا بتشكيل حكومة تمثل الشراكة الوطنية الحقيقية، والتي ستترتب عليها استحقاقات كثيرة من اهمها تثبيت الاستقرار المتحقق في الامن، ومعالجة التدهور في مستوى الخدمات.ورغم الضعف الذي تعاني منه خلايا القاعدة الا انها، بين الحين والاخر، ترتكب اعمالا ارهابية، ما جعل اوساطا سياسية وعسكرية تطالب بتفعيل الجانب الاستخباري في العراق ورفع الدعم المقدم للقوات العراقية، خصوصا بعد انسحاب القوات الامريكية نهاية اب الماضي.وكان قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال راي أوديرنو اكد أن القوات العراقية ستكون مهيأة لسد الفراغ الذي سيتركه انسحاب القوات الامريكية العام القادم لكن الولايات المتحدة قد تعود الى العمليات القتالية اذا دعت الضرورة.