اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > منطقة محررة..مختار ماي: رمز بالكفاح ضد البربرية

منطقة محررة..مختار ماي: رمز بالكفاح ضد البربرية

نشر في: 21 سبتمبر, 2010: 05:15 م

نجم واليقصتها طافت حول العالم: إمرأة شابة، عاندت الفضيحة والعار؛ ضحية بريئة، لُطخت بالعار وأذلت، تحولت إلى بطلة، إلى رمز لا يعرف الخوف فيما يخص المطالبة بحقوق النساء. والأهم من هذا هو أن ذلك حدث في بلاد خاضعة لسلطة الرجال تماماً، مثل الباكستان. مختار ماي، الفلاحة البسيطة، التي لم تذهب للمدرسة يوماً، والتي لم تحصل على أية فرصة بالتعليم،
 القادمة من قرية صغيرة "ميروالا" تقع في مركز البلاد الآسيوي الجنوبي، مختار ماي هذه كانت قبل سبع سنوات ضحية ما يُطلق عليه "ضحايا جريمة شرف". أربعة رجال من قريتها قاموا باغتصابها، وبطريقة وحشية، بوضح النهار وتحت أنظار الرأي العام، بأمر من محكمة القرية. رغم ما حدث لها، لم تشأ مختار ماي الرضوخ لقدرها والبقاء ساكتة.في القرى البعيدة من المدن الباكستانية يتحكم في حياة الناس القانون القبلي القديم، القانون القادم من عصور سحيقة. شخصياً لم ترتكب مختار ماي أية جنحة. أخوها البالغ من العمر إثنتي عشر عاماً، عبدالشكور كان هو الذي ضُبط يمارس الحب مع فتاة بمثل سنه تنتمي إلى قبيلة "ماتسوي"، إحدى تلك القبائل المتنفذة في المنطقة. رجال قبيلة "ماتوسي" طالبوا إثر ذلك، بالعقاب، لكي يثأروا لـ "شرف البنت". وعندما إجتمع مجلس شيوخ القرية "جركة" وقع إختيارهم على مختار ماي لكي تقع عليها العقوبة التي وقعت على عائلتها. مختار التي كان لها آنذاك ثلاثون عاماً من العمر، كانت تعيش في كنف عائلتها بعد طلاقها. ولم تعرف آنذاك القراءة أو الكتابة، وكانت تعمل في الحقول وتهتم بالشؤون المنزلية، بكلمة واحدة، كانت تقوم بكل ما عليها أن تقوم به إمرأة ما في مجتمع مسلم محافظ. كلما كان عليها مغادرة البيت لسبب ما، كأن تذهب للطبيب مثلاً، كان عليها أن تطلب الإذن من أحد الرجال في البيت. فضلاً عن ذلك لم تطأ قدماها أبداً أبعد من حدود قريتها.رغم ذلك، فجأة وفي حزيران 2002، خرج عالمها الصغير، السليم عن طوره. جاءت الشرطة ذات يوم إلى بيتها لتعتقل أخاها الذي رآه الناس مع البنت "صديقته"، والذي حسب قانون القبيلة، لطخ عن طريق فعلته عار البنت تلك بهذا الشكل، لذلك على عائلته أن تدفع ثمن ذلك.الـ "جيركة"، مجلس القبائل إجتمع سوية، لكي يحكم بـ "الحق"!! ولأن حكم القانون الرسمي للدولة الباكستانية يفشل إذا تعلق الأمر بالناس الفقراء، ولأنه يعمل ببطء (ناهيك عن التكاليف الباهظة لإقامة دعوى ما) لا يستطيع فيه إنسان فقير دفع أجور المحامي أو المحكمة في حالة خسارته القضية. لم تعرف مختار ماي، ما قرره لها مجلس "حكماء!!" القبيلة، هذا ما جعلها تخرج طيعة، عندما جاءها أبوها وعمها ذات يوم، وطلبا منها أن ترافقهما ذات مساء، ليقطعوا مسافة طويلة حول الحقول، حتى يصلوا إلى شُونة هناك، مخزن للغلال، في أراضي قبيلة "موستاي". كان على عائلتها أن تجلس هناك مكتوفة الأيدي، تسمع صراخ مختار ماي وهي تطلب "رحمة، شفقة، رأفة، رِفقة"عندما إنقضّ عليها مجموعة رجال "متطوعين" ليغتصبوها سوية. ولكي يذلوها أكثر، ولكي يجعلوا منها مثالاً، أقتيدت المرأة الشابة عارية عبر شوارع القرية، ليتطلع إليها المئات من الذين وقفوا ينظرون إليها بفضول. في النهاية غطاها أبوها بشال وقادها إلى البيت، وهو صامت.أغلب ضحايا "جرائم الشرف" من النساء - ومن ذلك هناك الآلاف في الباكستان – يعانين من ذلك بصمت أو ينتحرن لاحقاً لتحرير أنفسهن من العار. لكن على عكس بقية النساء زميلاتها، قررت مختار ماي الحديث عن الجريمة، بل قررت أن ترفع دعوى أمام المحكمة، أن تنهض بطول قامتها، ولتكسر بذلك أحد أكبر التابوات في المجتمعات الإسلامية المحافظة. قالت، أنها تفضل "أن تموت على أيدي حيوانات مثل هؤلاء على أن تتنازل عن حقها بالعدالة". بهذا الشكل تحولت مختار ماي و من دون أن تدري إلى إيقونة في الكفاح ضد التقاليد والعادات البربرية.قضية مختار ماي ليست قضية نادرة في الباكستان. في الأشهر الأولى للعام الماضي أحصت اللجنة المستقلة لحقوق الإنسان 96 جريمة "غسل للعار" ضحيتها نساء طبعاً. أغلبية منفذي تلك الجرائم، لم ينلوا عقوباتهم. لكن في حالة مختار ماي جاء قرار القضاة في النهاية إلى صالح مختار ماي. ستة من الرجال الذين كانوا متلبسين بالإغتصاب، صدر عليهم الحكم، بل أن إثنين منهم صدرت بحقهما أحكام بالموت شنقاً. على اية حال لا يزال تنفيذ الأحكام مؤجلاً حتى الآن. القرارات مجمدة، وبشكل متواصل تحت تأثير أعضاء القبائل المتنفذة في الباكستان أو معطلة تئن تحت مطحنة بيروقراطية القضاء في الباكستان.لكن مع ذلك، دفعت الدولة الباكستانية مبلغ 8000 دولار إلى مختار ماي كتعويضات. مختار ماي إستفادت من المبلغ لكي تفتح مدرستين في قريتها "ميرولا". وهي تريد كما قالت في مقابلة معها أن تساعد على نشر التعليم أكثر في محيطها، "فقط عن طريق التعلم يمكن أن يكنس المرء العديد من العادات والتقاليد البالية"، كما صرحت للصحافة العالمية . فضلاً عن ذلك، فهي وافقت على كتابة سيرتها (بعد أن تعلمت القراءة والكتابة في السنو

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram