اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > الهجرة والمهجرين: الامم المتحدة تمنح ملايين الاستمارات لكنها لا تقبل سوى العشرات

الهجرة والمهجرين: الامم المتحدة تمنح ملايين الاستمارات لكنها لا تقبل سوى العشرات

نشر في: 21 سبتمبر, 2010: 05:37 م

تحقيق /إيناس طارق عندما هاجرت عائلة حيدر الى سوريا عام 2005 على اثر ازدياد اعمال العنف والتهديدات الطائفية التي طالت العديد من شرائح المجتمع، كانت اوضاعهم المادية جيدة في ذلك الوقت لانهم قاموا ببيع كل مايملكون من ممتلكات، الامر الذي جعلهم يخرجون ولا يحملون غير حقائب  ملابسهم.
بعد سنوات وجدت العائلة نفسها امام عجز مالي كبير لان مدخولاتهم المالية قد نفدت، ما اضطر حيدر ذا الثلاثة عشر ربيعاً الى العمل في احد "المولات" في مدينة دمشق من الساعة الثالثة ظهرا وحتى الساعة الخامسة فجراً.اما شقيقتاه الاثنتان رؤى و منار فلم يكونا اوفر حظاً؛ رؤى ذات الـ18 عاما تركت الدراسة بسبب رسوبها المتكرر في المرحلة الاعدادية وصعوبه تكيفها مع المناهج الدراسية السورية، حيث تقول: مادة اللغة العربية تعتبر الاساسية وهي صعبة جدا، لقد نجحت في كل المواد ولكني رسبت في هذه المادة، وذلك يتوجب علي اعادة المرحلة مرة ثانية، لعدم وجود نظام امتحانات الدور الثاني، لأجد نفسي في احدى المكتبات التي تعمل من الساعة السابعة صباحاً وحتى السابعة مساءً، مقابل اجور رمزية لا تتعدى 250 ليرة سورية  في اليوم، وبالكاد تسد رمق العيش.اما منار فقد تركت مقاعد الجامعة وهي في المرحلة الثانية في كلية الادارة والاقتصاد بسبب صعوبة توفير الاقساط المالية للجامعة السورية التي تجاوزت 1500 دولار في السنة، ما جعلها تعمل في احد المقاهي.ولا تسمح سوريا للاجئين العراقيين الموجودين على أرضها والمقدر عددهم بحوالي 1.5 مليون بالعمل بشكل قانوني، ما اضطر عدداً منهم إلى اتباع "ممارسات ضارة" من أجل البقاء، مثل الصوم عن الطعام لفترات مطولة.كما ان العديد من الأطفال اللاجئين العراقيين في سوريا يكافحون من أجل البقاء في مدارسهم، كما جاء في تقارير منظمة اليونسيف المنشورة على شبكة الانترنيت " يضطر عدد كبير من الاطفال للانقطاع عن التعليم والبحث عن عمل مدفوع الأجر للمساعدة في تعزيز دخل أسرهم". وغالباً ما يضطر الأطفال للبحث عن عمل بصورة بعيدة عن انظار الحكومة السورية لانها تمنع مزاولة الاطفال العراقيين (اللاجئين) العمل، فيدفعهم الى تقاضي اجور متدنية تصل الى 100 ليرة سورية (2 دولار) في اليوم الواحد في اعمال شاقة، سيما ان العراقيين الذين يحملون هويات اللاجئين يقفون طوابير في ساعات الصباح الاولى امام مكاتب الامم المتحدة ينتظرون الحصول على المساعدات او تاشيرات لدول اوربية للحصول على حياة افضل. في هذا الإطار، قالت سيبيلا وايلكس، الناطقة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في سوريا حسب تصريح لـ" شبكة الأنباء الإنسانية إيرين "يجد الناس أنفسهم في ظروف شديدة الصعوبة، الأمر الذي قد يصل بهم إلى عمالة الأطفال والزواج المبكر وممارسة البغاء من أجل البقاء". ووفقاً لأحدث مسح قامت به المفوضية والذي شمل 754 أسرة عراقية في سوريا، قالت الناطقة: 33 % من مدخرات العوائل العراقية لن تستمر لأكثر من ثلاثة أشهر، في حين تعتمد 24 % من الأسر على الأموال التي تتلقاها من أقاربهم القاطنين في الخارج. وفي سورية يعيش العراقيون أوضاعا متباينة، لكن الغالبية تعاني من الأعباء المالية التي تثقل كاهلها، رغم رخص الاسعار مقارنة بالدول الاخرى المجاورة،الا ان وجود هذا العدد الكبير منهم ادى الى رفع الاسعار لبعض المواد الاستهلاكية مثل "الارزوالسكر " وتعد مدينتا دمشق وحلب من ابرز المناطق التي تحتضن العراقيين، ويتركزون في مناطق معينة تسمع فيها اللهجة العراقية وتأكل الطعام العراقي، إذ وجد عدد من أصحاب المطاعم العراقية فرص العمل هناك. وفي منطقة السيدة زينب وسط دمشق، اصبحت اللهجة العراقية هي السائدة، كذلك الحال في باب الفرج وسط حلب، اقرب المدن السورية إلى الموصل،  والعديد من المطاعم وضعت إعلانات تشير الى انهم يقدمون المأكولات العراقية، ويخضع اختيار العراقيين للأماكن الى جملة من العوامل، منها وفرة الشقق وأسعارها المناسبة، إضافة الى وجود معارف في تلك المناطق. ومنطقة جرمانا تسكنها اعداد كبيرة من العراقيين وتتواجد فيها فروع  لمطاعم شهيرة في بغداد مثل قاسم ابو الكص وفلافل فالح ابو العنبة، وتعتبر هذه المنطقة ساحة للقاء العراقيين، وتشغيل الشباب العراقي، ومنهم مصطفى الذي قال: نتيجة الاعمال الارهابية التي طالت المطاعم في بغداد اضطررنا الى الالتحاق  بصاحب المطعم والعمل هنا لاننا اصحاب عوائل ونحتاج الى المال، واصبحنا نسكن في المكان الذي نعمل فيه. ومهند ذو العشرين عاما يقول:  كنت من الاوائل في الاعدادية، لكن نتيجة التدهور الامني سافرت الى سوريا وانا الان تركت الدراسة واعمل في مطعم بمنطقة جرمانة.وقـال عمار كرابي من المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان   (NOHR)   لـ (شبكة الأنباء الإنسانية إيرين) التابعة للامم المتحدة:  عندما بدأت هجرة العراقيين لأول مرة، كان السوريون سعداء لاستقبالهم ومساعدتهم، أما الآن فالمسألة اختلفت، الآن معظم الناس غاضبون بسبب ارتفاع أسعار الغذاء والسكن وفي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram