كابول / متابعة اخبارية في واحد من اكثر ايام العام الجاري فداحة في الخسائر التي تلقتها قوات حلف شمال الاطلسي " الناتو " في افغانستان منذ اسقاط طالبان في 2001 وحتى الآن ، قتل تسعة جنود امريكان  واصيب اربعة اخرون احدهما افغاني والاخر امريكي  بجروح في تحطم مروحية تابعة للحلف جنوب افغانستان امس الثلاثاء ، حيث تتصاعد المعارك مع حركة طاليبان هناك .
واستبعدت قوات التحالف الدولية سقوط الطائرة وتحطمها جراء نيران معادية، كما لم ترد أي تقارير عن معارك أو اشتباكات مع "الأعداء."وذكرت مصادر دفاعية غربية، رفضت الكشف عن هويتها، أن القتلى التسعة جراء تحطم طائرة مروحية في أفغانستان امس الثلاثاء أمريكيون، مشيرة إلى أن الطائرة تحطمت في جنوبي البلاد، حيث تصعد القوات الدولية جهودها ضد حركة طالبان وعناصرها.وحسب بيانات المتابعة لموقع (اي كاجوالتيز دوت أورج) (iCasualties.org)على الانترنت يرتفع بهذه الوفيات عدد القتلى الى 529 على الاقل منذ بداية العام. وقتل 521 جنديا اجنبيا في العام الماضي الذي كان يعد في السابق أكثر الاعوام دموية في الحرب  . وهذه ليست المرة الأولى التي تتحطم فيها طائرة تابعة للناتو أو لإيساف، ففي آب الماضي، حطت مروحية تابعة للقوات الدولية بصعوبة في قندهار، فأصيب ثمانية من عناصر قوات التحالف الدولي من بين 19 شخصاً كانوا على متنها. وأشارت القوات الدولية انذاك إلى أن الحادث لم يكن ناجماً عن "نيران معادية."وفي تموز الماضي، أكدت مصادر بقوات التحالف الدولية العاملة في أفغانستان، تحطم مروحية تابعة لحلف الناتو، جنوبي أفغانستان، ما أدى إلى مقتل اثنين من أفراد القوات الدولية.ولم تتضح حتى الآن أسباب تحطم المروحية، حيث قالت المصادر إنه "ما زال قيد التحقيق"، كما لم تكشف عن جنسية الجنديين القتيلين.وفي حزيران الماضي، لقي 4 من عناصر قوات المساعدة الدولية في أفغانستان "إيساف" التابعة لقوات حلف شمال الأطلسي مصرعهم، في حادثة تحطم مروحية، كانت تقل 15 جنديا في محافظة قندهار بجنوبي البلاد.وأوضح قائد القوات الأسترالية، مارشال هيوستن حينها أن 3 جنود أستراليين من بين القتلى الأربعة، مشيراً إلى أن حادثة تحطم المروحية لم تنجم عن عمل قتالي أو عدائي.وقال وزير الدفاع الأسترالي، جون فولكنر، إن جندياً رابعاً غير أسترالي قتل في الحادثة نفسها.وتصاعدت أعمال العنف في الاشهر الاخيرة وسجلت أعلى مستوياتها منذ اطاحة قوات افغانية تدعمها الولايات المتحدة بحركة طاليبان من السلطة عام 2001 .وهناك نحو 150 ألف جندي اجنبي يقاتلون حركة طالبان الإرهابية ويدعمون نحو 300 الف من قوات الامن الافغانية. وامر الرئيس الامريكي باراك اوباما بزيادة عدد القوات الامريكية في أفغانستان بواقع 30 الف جندي ووصلت اخر الوحدات الاضافية الشهر الجاري.من جهة اخرى قال مشرعون أمريكيون كبار ان مكانة الجنرال ديفيد بترايوس الذي ينسب اليه الفضل في تغيير مسار الحرب في العراق تمكنه من كسب الوقت في الكونغرس بينما يحاول ان يحقق النتائج نفسها في أفغانستان.لكن مراقبين تساءلوا الى متى سيتمكن بتريوس من ذلك قبل ان يكون عليه اثبات نجاحه في هذه المهمة التي لم يتضح بعد نظرا للقلق الدفين بشأن هذه الحرب التي لا تلقى تأييدا شعبيا خاصة داخل الحزب الديمقراطي للرئيس باراك أوباما.ويراجع البيت الابيض استراتيجيته في أفغانستان في كانون الاول ومن المتوقع ان تختبر هذه المراجعة صبر الولايات المتحدة على الحرب المستمرة منذ تسع سنوات نظرا للتقدم المحدود الذي يمكن للجيش الامريكي ان يحققه خلال فترة لا تزيد على ثلاثة أشهر.وعبر أعضاء في الكونجرس شاركوا في قمة رويترز في واشنطن عن اعتقادهم بان مصداقية بتريوس أعطت ادارة أوباما فسحة من الوقت لالتقاط الانفاس نظرا لدور الجنرال الامريكي في حرب العراق وابعاد شبح الحرب الاهلية عنه بعد اندلاع حرب طائفية عامي 2006 و2007 .