TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > مواكب"الحب"تزين الشوارع وأصوات الفرح تصدح فـي ليل العاصمة

مواكب"الحب"تزين الشوارع وأصوات الفرح تصدح فـي ليل العاصمة

نشر في: 24 سبتمبر, 2010: 07:26 م

 عن: كرستيان ساينز مونيترمن مظاهر تحسن الواقع الامني في بغداد هو ما نشهده من تصاعد في اقامة حفلات الزفاف ومواكبها في الشوارع البغدادية وهو أمر يدعو حقيقة للتفاؤل بعودة الحياة الى وضعها الطبيعي بعد سنوات من العنف والدمار.  لقد كان حبا من النظرة الاولى وهو امر كان
نادرا ما يحصل في دوامة العنف آنذاك ولكن حتى في ليلة حفل زفافها كانت فاطمة تتحرك بصعوبة من الخجل محذرة زوجها بشار بلهجة مداعبة وهي تقول"اذا لم اقتنع بك فسوف اقوم بتغييرك"، وقد تضمن هذا التودد الخاص بين الزوجين ان قامت فاطمة بدق نافذة المطبخ بقطعة خضار حينما ارادته ان يوجه انتباهه اليها ويرد بشار"لقد حصلت عليها، فهي بجانبي الآن"وهو يرد عليها رافضا تهديدها بابتسامة ماكرة قائلا"اذا هربت فلدي اخرى احتياط بدلا عنها".كان البيت يمتلئ بالغناء والرقص البهيج ودموع الفرح باتحاد بشار مع فاطمة البنت الكبرى للأم كريمة سلمان وهي ارملة وأم لعائلة مكونة من ثمانية افراد الذين بدأوا يرون اشعة من الامل لأول مرة بعد سنوات من العنف. مع التغير البطيئ لكن الملموس في حياة هؤلاء العراقيين بتحركهم من شقة صغيرة في شارع كان خطرا الى منطقة اكثر امنا في بغداد متزامنا مع الهبوط المثير للعنف في العاصمة والتحسن الامني في بقية اجزاء العراق تقول السيدة كريمة والدة العروس"لقد كان لدينا امل لكننا لم نك متفائلين والآن مع تحسن الوضع الامني نشعر بالتفاؤل ونعيش برحمة الله". لقد عانت هذه العائلة من تلك التي عانت النكسات نفسها التي اصابت العراقيين ككل فقد كان عليهم ان يستعدوا للحرب والتغلب على الخوف واثره الفوضوي نتيجة لأحداث العنف التي تلت سقوط النظام، كما حافظوا على سلامة انفسهم من حوادث العنف والاختطاف والتهجير والسيارات المفخخة التي كانت قريبة في بعض الاحيان وادت الى تحطيم نوافذ الدار في عدد من المرات. ومع استمرار هذه الدراما كان على الزواج أن يتأجل لعدة اشهر، حينما اصيب اخ العريس بشار وهو يحاول الهرب من بعض الارهابيين وكلفت الفاتورة الطبية عائلة العريس 4000دولار مما خلق ازمة حول مستقبل هذا الزواج. لكن رغم المخاوف التي تعلقت بهذا الزواج فهي كانت بعيدة عن الغضب في هذا المساء، حيث الترحيب يخلق الاحساس بالحالة الطبيعية، تقول العروس فاطمة"انا جدا سعيدة رغم انني خائفة لأنني ساغادر بيت اهلي الى حياة جديدة لا اعرف ما ستكون عليه"، وكانت حفلة الحناء وهي الحفلة التي تقام قبل يوم من حفلة الزفاف تتضمن رقصا وتوزيعا للسندويشات مثلما يقوم الناس المقربون من العريس والعروسة بوضع عجينة الحناء على كفيهما.  مع الالق الارجواني في ظلال عيونها وشعرها الاسود المضفور الذي ينسدل على ثوب حريري بلون الاجاص كانت العروس تسير نحو مستقبلها وهي تقول"انه لأمر صعب في البداية حيث ستتغير حياتي من جو العائلة الى زوج وعائلة، ان هذا التغيير كلي بالنسبة لي واريد الاحتفاظ بذكرياتي مع والدتي". تلك الذكريات حينما تم اخراجها من المدرسة وهي بعمر 12 عاما لوفاة والدها في حادث سيارة تاركا العائلة من دون معيل حيث بدأت الام بصناعة الخبز في البيت وتحصل في بعض الاحيان على عمل عرضي كمنظفة في الفنادق بينما كانت فاطمة تدير شؤون البيت. ان تركها تذهب هو امر ليس باليسير على والدتها، حيث تقول"لقد عملت بجد من اجل تربية اولادي وانا ادعو الله ان يكونوا سعداء"في اليوم التالي كانت حفلة الزفاف قائمة وقد مرت بنقاط التفتيش العراقية التي ابطأت رتل السيارة المشاركة في الحفل لكن لم يكن هناك شيء ليغير روح البهجة. في هذه الشقة الجديدة للزوجين حيث مطبخها الواسع زخرف بالمقالي والقدور الجديدة مع طباخ وسخان جديدين وحتى جهاز مايكرويف، تصل الفرقة الموسيقية والراقصون واخوات العروس يهزجن بينما تدخل فاطمة في غرفة الجلوس التي تمتلئ بالضيوف متألقة في لباس زفافها الابيض ثم يصل العريس بشار واصدقاؤه وهو يرتدي بدلة بنية فاتحة وهو ينظر الى الجميع منقادا مع الطبول والغناء ويبدأ الرقص ورش نديف الثلج من علبة الرذاذ ثم صعد العريس والعروس في سيارة مرسيدس سوداء مزينة بالزهور وتبدأ القافلة في المسير في بغداد ليلا حيث لا يبطئ الحركة سوى نقاط التفتيش حيث رجال الجيش وهم يبتسمون للرتل وهو يتجه نحو الفندق حيث يصل متزامنا معهم العديد من الازواج والزوجات الجدد برفقة فرقهم الموسيقية ويجتمع الحشد بينما كانت فاطمة تنظر من وراء زجاج نافذة السيارة وهي تبتسم.  إعداد وترجمة: المدى

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

متابعة/المدىرأت منظمة "كير" الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، إن التغير المناخي في العراق أصبح عائقاً أمام عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.وبحسب دراسة أجرتها منظمة كير الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، فبعد ان كانت المعارك والاوضاع الأمنية في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram