دريد ثامر نتيجة ً لتذبذب وصول مفردات الحصة التموينية بين الحين والآخر من جهة، و حالة الفقر والعوز التي تعيشها غالبية العوائل العراقية من جهة أخرى، تلجأ معظم هذه العوائل الى الاستغناء عنها وبيعها من أجل الاستفادة من المبالغ التي سوف يحصلون
عليها بعد اقتنائها اغلب موادها من الاسواق وباسعار مرتفعة، إما عن طريق بيعها الى الوكيل مباشرة ً من أجل التصرف بها أو تسلمها وبيعها مضطرين الى بعض المشترين لهذه الحصة والذين يطلق عليهم اسم الـ(الدوارة) والمنتشرين بصورة ملفتة للنظر في معظم الشوارع والازقة، حتى أسهمت هذه الظروف في ازدهار مهنتهم نتيجة بيع الكثير من الناس حصصهم التموينية بصورة كبيرة، مع ان احتياج تلك العوائل لمفردات الحصة بمختلف انواعها المتبقية والضئيلة أشد ممايحصلون عليه من خلال عملية بيعها، ولكن هذا الحرمان البغيض التي تشعر به معظم العوائل العراقية حالياً ما زال أقوى من ان تستطيع مع شدته، مواجهة صعوبات الحياة والتغلب عليها في ظل جميع العقبات التي يواجهها المواطن العراقي والتي أدت الى اصابته بحالة من العجز في مواصلة المارثون اليومي في الحصول على أبسط متطلبات افراد الاسرة سواء كانوا صغاراً أم كباراً، رجالاً أم نساء، ً فالبطالة غيومها ليست ممطرة والاحتياج الى بعض النقود لاعالة عوائلهم أضحى شاغلهم الأول والأخير في سبيل شراء ولو بعض المواد الاساسية، لسد نقص متطلبات المعيشة بالرغم من قلة المبالغ المستوفاة من بيع الحصة التموينية عند تسلمها فمثلاً مادة الطحين قد أصبحت ثقيلة، عندما ترغب العوائل الحصول من خلاله على الخبز، لتبدأ رحلة طويلة ومضنية في سبيل تهيئته وتقديمه الى العائلة، ليجدوا انفسهم قد اهملوا الموضوع برمته واختاروا طريقاً اسهل وأسلم، والهروب في الاتجاه التي يسعى الى بيعه وشراء مادة الصمون أو الخبز من الافران بديلاً عنه دون أي عناء يذكر لغرض الحصول على قوت يومهم، وعدم الحاجة للتفكير في الغد، معتمدين على رب الاسرة التي سيكون غالباً كسائر العراقيين لديه عمل غير مستقر في ديموته، فيوم عمل وايام في انتظار دون جدوى، وذهبت أحلام المواطنين هباءً في زيادة مفردات الحصة التموينية.. وعدم المساس بها والابتعاد عن تقنين موادها الذي جعل المواطن يقع ضحيته بعد ان سقط أمام ضرباته المدمرة نتيجة لهذا الارتفاع اللاهب في اسعار المواد الاساسية الذي تضافر مع ارتفاع درجات حرارة الجو، منذ مدة ليست بالقصيرة ليشكل ثنائياً لا يستطيع الفرد العراقي مواجهته دون درع يحميه من قسوة الحياة خصوصاً اصحاب الدخل المحدود واصحاب العوائل الكبيرة.
الحصة التموينية فـي الاسواق
نشر في: 25 سبتمبر, 2010: 05:52 م