عامر القيسي انتهى الربع الأول من الفصل التشريعي الأول من دون أن يقول السادة النواب كلمة واحدة تحت قبة البرلمان، سوى اليمين الدستورية، بشأن الأزمة المستحوذة على المشهد السياسي الحالي، وهي أزمة تشكيل الحكومة،
لكنهم، والشهادة لله، تكلموا وقالوا كل ما عندهم أمام الفضائيات وامام الكاميرات بوجوه باشة مرّة، ومتجهمة مرّة أخرى، ولونوا تصريحاتهم للصحف بمختلف الألوان، أغرتهم الجلسة المفتوحة، فغادروا قبة البرلمان على أمل أن"تتحلحل"المشكلة المستعصية بين أطراف العملية السياسية ليعودوا بعدها للاجتماع تحت قبة مجلس النواب باعتبارهم ممثلين عن الشعب العراقي. وليس أمامنا، نحن الجمهور البسيط، في هذه الحالة إلا أن نشكر السادة الذين انتخبناهم على حياديتهم، فهم، يحرسهم الله من كل مكروه، يمشون"الحيط الحيط"كما يقول المصريون ولا يزجون أنفسهم في مشاكل الآخرين ويعقدون الحلول، يقول احدهم جئنا لتشريع قوانين وليس لتشكيل حكومة!! ويقول آخر القضية اكبر من حواراتنا!! الاثنان على"حق"حتى ولو قالا بان مجلسهم الموقر لا علاقة له حتى بمشاكل جاري العزيز أبو محمد وهو يحاول ان يتفادى بين فترة وأخرى غارات صاحب الدار الذي يسكن فيه من اجل عشرين ألف دينار زيادة بين شهر وشهر، فهذه مشكلات صغيرة لا يتصدى لها السادة النواب الذين وضعنا مستقبلنا ورقابنا بين أيديهم. لا نريد ان نقلل من شأنهم، العياذ بالله، إنما نتحدث نحن من منطلق القلب"الممرود"على الأحوال التي نحن فيها صراحة، نواب بشخصيات وشهادات"وكرفتات"لا حضور لهم داخل كتلهم ولا يستطيعون أن يكوّنوا لوبيات ضغط على قيادات الكتل، وهي مهمة تبنتها منظمات المجتمع المدني في الشارع، فيما تبناها بعض النواب في الفضائيات!! في مرحلة سابقة شاهدنا اكثر من نائب امتنع عن الالتزام بقرارات كتلهم السياسية لأنها كانت، حسب قناعاتهم، تتعارض مع المصلحة الوطنية. في الوقت الذي يشهد العراق مزيدا من التكالب على تجربته الديمقراطية من الخارج والداخل وتتصاعد فيه أعمال العنف بأشكال مختلفة ومبتكرة، يتوجب على نواب الشعب أن يرتقوا إلى مستوى المسؤولية في الضغط على كتلهم السياسية وليس الانجرار وراء استرخائهم في حسم قضية مرشح رئاسة الوزراء وتشكيل الحكومة والعمل وفق آليات الدستور التي خرقت بعض بنوده في الاستحقاقات الزمانية، عليهم، دون أن نعلّمهم، أن يدركوا انهم امل العراقيين في تغيير الواقع وتجاوز الاخطاء وبناء تجربة جديدة، عليهم ان لا ينجروا وراء الاهداف الشخصية لقادة الكتل، إذا كانت تعيق تطور العملية السياسية، والمغانم المرحلية ومغرياتها وبريقها. فاذا لم تكن برامج كتلهم الوطنية تدعوهم للتحرك فان اليمين الذي أدوه يجبرهم على ذلك وفق منطلقاتهم الفكرية وقناعاتهم.نعيدها للمرّة المليون نواب الشعب هم أمله في التغيير.يقول مثل يوناني شعبي:إذا فقدت المتعة كسبت الصحة وإذا فقدت المرأة كسبت الحرية وإذا فقدت الأمل فقدت كل شيء!
كتابة على الحيطان :خســــارة الربــــع الأول
نشر في: 25 سبتمبر, 2010: 06:25 م