اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > "فوبيا"اليوم الاول! ..اطفال مترددون.. يبدأون حياتهم الدراسية برفقة ذويهم

"فوبيا"اليوم الاول! ..اطفال مترددون.. يبدأون حياتهم الدراسية برفقة ذويهم

نشر في: 26 سبتمبر, 2010: 05:14 م

وائل نعمة  تصوير/ أحمد عبد اللهسحبته والنعاس يعشش فوق جفنيه، الخطوات الى الشارع متعثرة كمن اقتيد الى جبهة قتال، حقيبته مازالت فارغة لكنها جديدة، وفي داخلها "لفات " كباب وبيض ورائحتها تدغغ انفه الصغير. في المدرسة الامور نفسها منذ سنوات، الوقوف بصف واحد وبمسافات واحدة، والطلاب الاكبر سنا يرفعون سراويلهم بين لحظة واخرى لان احجامها  كبيرة بعض الشيء،
الاخطاء والتلعثم بقراءة النشيد، والبناية شقوقها وبقع الرطوبة تعكس منظرا كئيبا. بعد ان فض الاصطفاف  امسك مصطفى  بيد امه التي رافقته في يومه الاول في المدرسة  بشدة، خوفا ان تفلت لاي سبب كان، حتى ان انزلقت يضغط عليها بقوة اكبر، منظر الاطفال المتزاحمين والمختلفين في الطول واللون جعله يلتصق بها اكثر ولانية له بان يفارقها، فيما كانت الضحكات واصوات عبثهم وصراخهم تدور من حوله مسببة له صداعاً ربما سيستمر معه طوال اليوم ان لم يجد حلاً اخر، ربما الهروب من البوابة الحديدية التي يقف عندها رجل عجوز،  قد تكون طريقة مناسبة للخلاص من هذا الكابوس، لكن  يبدو من ملامح الرجل  انه لن يسمح لاحدهم بالخروج ببساطة! لذا كان الجلوس على مقعد الدراسة سجنا صغيرا لم يخفف معاناته غير وجود الام بجواره تشاركه في القراءة والكتابة والخوف ملء كل اسطر الدفتر. خطوة إلى الأمام مصطفى الصغير حين دخل اول يوم بحياته الى المدرسة كان يرغب بالخروج في اللحظة نفسها التي وطئت قدماه ارضها، جري الاطفال وصراخهم لم يبعث في نفسه الطمأنينة سيما انه رفض ان ينضم في الاعوام  السابقة الى احدى رياض الاطفال وبقاؤه في البيت امر مفروغ منه، لذلك كان اليوم الاول له في غاية الصعوبة خصوصا ان الكثير من المدارس لاتعطي لهذا اليوم اهتماما كبيرا ولاتقدم ضمانات نفسية تدفع التلميذ الى توديع امه في بابها طالبا منها ان تتأخر حين تقرر ارجاعه الى البيت. ام مصطفى بدورها تقول " بالتأكيد لو تحولت المدرسة الى متنفس حقيقي يفرغ الطفل فيها طاقته من فضول وعبث والتحدث كيفما اتفق لكانت الامور  اصبحت على غير ذلك ".rnذكريات وزير ذكريات اليوم الأول في الدراسة قد تكون شاخصة لدى الكثيرين منا وقد تكون مخجلة او مضحكة ولانغفل عامل الزمن الذي  يمحو بعضا منها، الوزير رائد فهمي (وزير العلوم والتكنلوجيا) تحدث لـ"المدى" عن ذكريات اليوم الاول في المدرسة، حيث يقول "كان ذلك في عام1956، اتذكر اني كنت في مدرسة خاصة، وكان يومي الاول مشتركا مع شقيقتي حيث ذهبنا سوية، كنا في مدرسة (قسمت) الاهلية في بغداد، وكانت لدينا سيارة خاصة تقلنا الى المدرسة وتعيدنا الى البيت وكان اليوم الاول فيه الكثير من التشوق لمعرفة اسرار هذا العالم وذهبنا بصحبة والدي ". الوزير فهمي يصف مدرسته بانها كانت في غاية الروعة وعلى درجة عالية من الاهتمام في جوانب التدريس والتعامل مع التلاميذ،وان اكثر الكادر التدريسي كان من المعلمات، " المعاملة خاصة جدا معنا،  سيما ان الموجودين من التلاميذ هم من طبقة متقاربة". الوزير يتذكر ان المتعة كان لها حيز كبير في المدرسة و الساحة الخلفية للمدرسة مليئة بالالعاب، وان كل الذكريات التي اكتسبها كانت ايجابية.rnالعود والدراسة ربما ليس كل الذكريات اليوم الاول  ايجابية ووردية مثلما كانت للوزير "فهمي"، فعازف العود المعروف  "سامي نسيم " يصف اول يوم في حياته الدراسية بانه  يوم رهبة وخوف، " انها  اول تجربة احتكاك بين الطفل والعالم  الخارجي وبين اطفال مختلفين عنه "." نسيم"  كان يمشي مسافة لاتقل عن الـ15 كيلومترا ذهابا وايابا حتى يصل الى المدرسة في قرية نائية في جنوب العراق واستمر في المشي حتى اصبح في الخامس ابتدائي الى حين الانتقال الى المدينة، يقول في حديثه مع (المدى) " كنا نعيش في الرفاعي بمدينة الناصرية وكنت ارتدي الدشداشة كزي قروي حين ذهبت اول مرة الى المدرسة وكان ذلك في عام 1970، وكان برفقتي والدتي وعمي، لان والدي كان جندياً في ذلك الوقت  "."نسيم" يصف المعلم العراقي بانه يتميز بالقسوة والشدة مع تلامذته ومازالت هذه القسوة مستمرة على حد تعبيره، ويضيف  " لم يكن هناك مجال للمحبة والاهتمام الفائض ولامرونة في التعامل، لم يكن المعلم يتعامل مع الطفل وفق حجمه وحجم عقله، كنا نرى العصي بيد المعلمين.. كنا نخاف منهم ".البيت من العناصر الاساسية في دفع الطفل في الالتزام بدراسته وعدم التغيب عن المدرسة، "نسيم" يذكر مفارقة في هذا الصدد، يقول " امي كانت امرأة (أمية) لاتجيد القراءة والكتابة ورغم ذلك كانت تشجعني على الدراسة، وكلما قرأت جملة تقول لي بالعراقية الدارجة (عاشت ايدك)، على الرغم من انها لاتعرف مامعنى ماأقرأه وان كنت على خطأ ام صواب، بالمقابل كان والدي لايشجعني على الدراسة وكان يريدني ان اكون فلاحا كأجدادي "! وبعد هذا العمر يرى "نسيم"  ان والده كان على صواب بعد ان اشتبكت الامور واختلط الحابل بالنابل ويستشهد

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram