اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > نار البطالة حطبها الخريجون..في دائرة نقاش لشباب عاطل: سئمنا الوعود ونريد حلولا حقيقي

نار البطالة حطبها الخريجون..في دائرة نقاش لشباب عاطل: سئمنا الوعود ونريد حلولا حقيقي

نشر في: 27 سبتمبر, 2010: 05:17 م

وائـل نعمـة دار حديث بين مجموعة من الشباب في احد المقاهي الشعبية في بغداد، كان الكلام يتناوب بينهم مع دوران عصا النرجيلة بين ايدي المدخنين وتمتزج عباراتهم  المشفرة مع الدخان الابيض. قال الشاب الاسمر الذي يجلس على يمين الاريكة: أنا "حديقة " (لايملك شيء)
 وأنتظر دخولي للجامعة حتى  "اشوفلي وحده اصادقهه وأنام براسهه "، وبعد اربع سنوات سأفكر في العمل! كلامه اثار ضحك الاخرين، ليس لانه خبير في اطلاق النكات، لكن كلامه  ادخلهم في دوامة أسمها العمل ونقيضها أو مرادفها لم يعد الفارق كبيراً "البطالة ".حسين الشاب الذي يتوسط الجلسة، يدخل هذا العام في مرحلته الاخيرة من الدراسة الجامعية في كلية علوم الحاسبات، حسين لم يكن يحلم بدراسة الكومبيوتر، بل كان حلمه دخول كلية الطب او الصيدلة، ولم يكن السبب ولعه في هاتين المهنتين، بل السبب الحقيقي وراء ذلك هو الخوف من الوقوع في بئر البطالة. حسين يقول لأصدقائه " الكليات في العراق اصبحت تؤدي الى طريق واحد لاثان له، ان كنت مهندسا او فيزيائياً او بايولوجيا او اي شيء اخر ستكون النتيجة الجلوس لفترة طويلة دون عمل، والاطباء والصيادلة هم من يعملون فقط ".rnالعمل حصرياً!!وأيد حسام الذي تخرج من كلية الزراعة قبل عامين، ويعمل الان في محل لبيع المفروشات في الشورجة ماذهب اليه صديقه، حيث قال: من غير المعقول ان نكون جميعنا اطباء وصيادلة، المجتمع يحتاج الى الكثير من الاعمال والمهن، ولكن لايوجد عمل مجد مثل مايحصل عليه خريج كليات الطب والصيدلة.وحين وصلت عصا النرجيلة الى "رائد" الذي يستعد للدخول الى الجامعة بعد ايام سحب نفساً طويلاً واخرجة بتشاؤم، لان ما دار من حديث بين اصدقائه الذين يسبقونه في تجربة البطالة والعمل في غير اختصاصهم اشعره بالاحباط، ماحدا به الى القول " ربما بعد كلامكم هذا سأفكر في ترك الجامعة وابحث عن مهنة اخرى مادام في النهاية سيكون مصيري عاملا في احد المحال". فيما تحدث صديق اخر تخرج قبل سنوات من كلية التربية ولم يستطع ان يحصل على وظيفة في مجال التعليم ولا في اي مجال اخر، ولم يجد امامه غير العمل في احد المطاعم شأنه شأن الكثير من الشباب، حيث قال " فرص العمل اصبحت قليلة جدا حتى المجالات التي لم اكن ارغب بها في السابق مثل العمل في سلك الشرطة او الجيش اصبحت الان من المستحيلات، ويتطلب القبول في احد الموقعين مبالغ كبيرة حتى تستطيع ان تجد مكانا لك ".في الايام القادمة سيلتحق عدد كبير من الطلاب بالجامعات بعد ان كان قد تخرج جيش اخر قبلهم  ولانعرف اين سيذهبون وماذا سيكون مصيرهم، البطالة تهاجم وتلاحق الخريجين لانهم بمعادلة رياضية بسيطة يقضون مايقارب الستة عشر عاما في اقل تقدير بين المدارس والجامعة، وبعدها يخرجون الى سوق العمل او الوظائف فيجدون مجموعة كبيرة من الشباب قد سبقتهم. rnالهم الواحد يتحدث حارث احد الجالسين ايضا في المقهى بعد ان اتسعت دائرة المشاركة حول موضوع البطالة عملا بقاعدة (الهم الواحد)، حيث يقول: العمر الطويل الذي يقضيه الطالب في الدراسة يجعل فرص العمل بعد التخرج ضعيفة سيما ان المؤسسات الحكومية متخومة بالموظفين وسوق العمل لايناسب في احيان كثيرة خريج الجامعة، والا لماذا قام بالدراسة وخسر كل هذا الوقت والعمر؟!"في حين يقول جعفر سلام خريج كلية الاداب:  المشكلة اصبحت تشبه  الصداع المزمن الذي يؤرق فئات مختلفة ليس الشباب فقط،والخريجون يأملون في  أن يجدوا أعمالا تتناسب مع مؤهلاتهم، ولكنهم في اوقات كثيرة  يصطدمون بواقع مختلف ولم يجدوا فرص عمل، وان وجدت فهي لا تتناسب مع شهاداتهم، ولا قدراتهم أو استعداداتهم النفسية".الكثير من الاحصائيات والحلول التي ساقها المسؤولون والاختصاصيون والناشطون في المنظمات الدولية والمحلية التي تناولت مشكلة البطالة تارة بالتضخيم وتارة اخرى بالتبسيط لكن الحال مازال كما هو وجيش البطالة تزداد صفوفه، وقد حذر المركز الوطني للبحوث والدراسات التابع لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية في وقت سابق من خلال  تقرير نشر على موقع الوزارة، من خطورة  استمرار تفشي ظاهرة البطالة، وخصوصا بين الشباب الذين باتوا يشكلون ما نسبته 75% من الحجم الكلي للظاهرة والبالغ 16% من المجتمع  ممن هم في سن العمل المحصورة بين 15 و 65 سنة، وتقارير وزارة العمل تقدر حجم البطالة بـ مليون و200 الف شخص، ووزارة التخطيط العراقية تقدرهم بأكثر من مليون ونصف المليون عاطل، فيما تقدر الامم المتحدة في تقاريرها ان عدد العاطلين هو 50% من عدد القادرين على العمل.rnحلول أصحاب المشكلة  وبهذا يفترض الشباب الجالسون في المقهى ان الحلول لايمكن ان تكون الا من اصحاب المشكلة نفسها وهم العاطلون،  حيث يرى "كاظم محمد " 27 عاما، خريج كلية الادارة والاقتصاد" الحل في تنظيم مظاهرات واعتصامات مستمرة في ابواب رئاسة الحكومة والبرلمان وامام الاعلام حتى يجبر المسؤول والحكومة بشكل عام على التحرك بأتج

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram