برازيليا/ بقلم ديلما روسيف/وكالة انتر بريس سيرفساستبقت البرازيل غيرها من دول العالم في تحقيق هدف تقليص الفقر المقرر في إطار الأهداف الإنمائية للألفية التي أعتمدها قادة 170 دولة وحكومة في الأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول عام 2000. فقد اتخذت البرازيل سياسات عامة تهدف إلى تحويلها إلى بلد خال من الفقر، ونفذتها بدفعة قوية على مدى السنوات الثماني الأخيرة في إطار برنامج ضمن لها التنمية الاقتصادية والاندماج الاجتماعي.
وللمرة الأولى منذ عقود طويلة، سار النمو الاقتصادي وتوزيع الدخل جنبا إلى جنب، وبلغ عدد المواطنين الذين خرجوا من دوامة الفقر المدقع في هذه الفترة 28 مليون مواطن، فيما رفع 29 مليون مواطن مستواهم إلى الطبقة الوسطى في هذه الأمة التي تؤوي 192 مليون نسمة. وعلى الرغم من كل ذلك، لا يزال أمامنا الكثير مما ينبغي أن نفعله. فلدينا قناعة مطلقة بأن بلوغ مستوى الدولة المتقدمة يفرض علينا الوفاء بشرط القضاء على الفقر وبمطلب توفير الأحوال الاجتماعية اللازمة لكي يعيش جميع البرازيليات والبرازيليين في ظروف معيشية تضمن كرامتهم ومواطنتهم. كذلك فيتطلب التغلب على طامة الفقر وعدم المساواة التاريخية وجود علاقة متناسقة بين القوى العالمية لإنجاح حدوث تغيير من هذا النوع. لهذا السبب، فإننا مقتنعون بأن العلاقة السياسية البرازيلية مع العالم هي الوجه الآخر للتحولات الاجتماعية. وبالفعل، فقد أصبحت البرازيل عضوة في مجموعة العشرين أكبر اقتصاديات العالم (G20) التي أنشئت في1999، وكذلك في مجموعة BRIC المكونة من البرازيل وروسيا والهند والصين، وأيضا مجموعة IBSA ا التي تضم الهند والبرازيل وجنوب أفريقيا. سنواصل تنفيذ الالتزام الذي أخذناه على عاتقنا بغية القضاء على الفقر كأولوية لنا في السنوات المقبلة. فيجب أن تضع جيو سياسية عالمية جديدة نصاب عينها التحديات الدولية المعاصرة، ألا وهي التغلب على الفقر وعدم المساواة، إضافة إلى تحقيق نموذج للتنمية المستدامة بيئياً كجزء من هذه التحديات. نحن نعلم أيضا أنه لا يمكن أن يستتب السلام من دون تنمية اقتصادية واجتماعية. كما تدرك البرازيل على ضوء إنجازاتها في الماضي القريب ووضعها في الوقت الحاضر، أن لديها مساهمة كبيرة لتقدمها من أجل مستقبل هذا الكوكب.rn * ديلما روسيف، المرشحة الرئاسية عن حزب العمال الحاكم في البرازيل، ووزيرة الطاقة السابقة، ومديرة مكتب الرئيس لويس ايناسيو لولا دا سيلفا سابقا.