 بغداد/ المدىعاد رئيس الجمهورية جلال طالباني إلى البلاد مساء امس الاول الاحد بعد زيارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية استمرت للمدة من 18 ايلول الجاري ولغاية 25 منه، شارك خلالها في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها الخامسة والستين. وشارك طالباني في اجتماعات منظمة الاشتراكية الدولية بوصفه نائبا لرئيس المنظمة فضلاً عن مشاركته في الإجتماع السنوي لمبادرة كلنتون الدولية التي عُقدت في نيويورك.
وأجرى الرئيس خلال الزيارة لقاءات مع قادة ورؤساء الدول المشاركة كما إجتمع مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. ففي يوم 18 أيلول الجاري غادر رئيس الجمهورية العاصمة بغداد متوجها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث التقى في نيويورك مساء 19 أيلول رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية محمود أحمدي نجاد والوفد المرافق له. وبُحثت العلاقات الثنائية بين جمهورية العراق والجمهورية الإسلامية الإيرانية وسبل توسيعها سيما في المجالات الاقتصادية والتجارية. وجرى التأكيد على ضرورة توطيد الروابط التاريخية وتعزيز أُطر التعاون المشترك بين الشعبين العراقي والإيراني بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين الصديقين. وحضر اللقاء عن الجانب الإيراني وزير الخارجية منوشهر متكي وعدد من مستشاري الرئيس محمود احمدي نجاد. وعلى هامش مشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الخامسة و الستين، شارك طالباني في العشرين من ايلول في اجتماع منظمة الاشتراكية الدولية في نيويورك، بصفته نائباً لرئيس المنظمة. وحضر الاجتماع جورج باباندريو رئيس الاشتراكية الدولية وسكرتير المنظمة لويس ايالا وقادة وممثلو الأحزاب الأعضاء في الاشتراكية الدولية. وسلَّط طالباني خلال الكلمة التي ألقاها في الاجتماع الضوء على عدد من المسائل الجوهرية الراهنة، مشيراً الى أهمية الانتخابات التي جرت في العراق وما توصلت إليه الكتل السياسية من النقاشات بشأن الجهود التي تبذل من أجل تشكيل حكومة شراكة وطنية تمثل مجمل الطيف العراقي المتنوع. وأشار رئيس الجمهورية إلى أن الحكومة العراقية وقعت اتفاقات نفطية وغازية مع عدد من بلدان العالم، مؤكداً أن العراق بدأ يستعيد دوره وتأثيره من خلال تعزيز علاقاته مع دول الجوار والمنطقة والعالم.  كما دعا منظمة الاشتراكية الدولية إلى دعم الشعب العراقي لتجاوز العقبات التي تعيق مسيرته الديمقراطية وتطويرها، لتحقيق الاستقرار والسلام والازدهار في العراق. وبيَن طالباني في كلمته أهمية بناء علاقات الصداقة بين العراق وتركيا فضلا عن تطوير العلاقات بين تركيا واقليم كردستان، معبراً عن ترحيبه وسروره بالتطورات الديمقراطية الأخيرة في تركيا، واصفاً إياها بالمهمة على طريق تعميق المسيرة الديمقراطية في المنطقة. ووقف فخامته خلال كلمته عند مجموعة من القضايا التي تخص منطقة الشرق الأوسط لا سيما الصراع العربي الاسرائيلي وموقف العراق منها. وفي 21 من الشهر نفسه شارك الرئيس في الاجتماع السنوي الخامس لمبادرة كلنتون الدولية الذي أقيم في مدينة نيويورك وحضره الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلنتون وعدد من رؤساء دول العالم ورؤساء الوزراء، ورؤساء الشركات العملاقة، فضلاً عن رؤساء القطاع الخاص العالمي وعدد من المنظمات الغير حكومية في العالم. وقبيل الاجتماع نظم الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلنتون حفلاً حضره طالباني لاستقبال رؤساء الوفود المشاركة في الاجتماع، حيث رحَّب الرئيس كلنتون بالرئيس معبراً عن سروره لمشاركته في الاجتماع. وعبّر كلنتون خلال الاجتماع عن أمله في أن يتمكن القادة السياسيون في العراق من التوصل إلى حلول للمشاكل بالسرعة الممكنة بغية تشكيل حكومة شراكة وطنية تضم المكونات الأساسية في البلاد، مثمناً الدور المحوري الذي يلعبه الرئيس طالباني في تقريب وجهات النظر وتضييق مسافات الخلاف بين الفرقاء السياسيين. وفي اليوم نفسه التقى رئيس الجمهورية سكرتير الاشتراكية الدولية لويس ايالا، واستعرض طالباني في أثناء اللقاء أهم الانجازات والتطورات التي تحققت في العراق في المجالات السياسية والاقتصادية وإعادة البناء، فضلاً عن تحسن الحالة المعيشية والتقدم الحاصل في مجالي التعليم العالي والصحة، مشيراً إلى طبيعة أهم التحديات التي تواجه العملية السياسية في البلاد. من جانبه عبَّر لويس ايالا عن سروره للانجازات التي تحققت، آملاً أن يسود العراق الطمأنينة والوفاق والازدهار. كما بحث طالباني مع سكرتير الاشتراكية الدولية لويس ايالا خلال اللقاء الآليات الضرورية لتطوير عمل ونشاطات المنظمة بغية الاضطلاع بدورها المنشود على الساحة الدولية. وواصل رئيس الجمهورية لقاءاته برؤساء الدول والحكومات وكبار المسؤولين الأجانب على هامش مشاركته في نشاطات الجمعية العامة للأمم المتحدة، فقد التقى في نيويورك نائب رئيس الوزراء البريطاني نيك كلاك والوفد المرافق له، وجرت مناقشة ضرورة توسيع العلاقات الثنائية بين جمهورية العراق والمملكة المتحدة في جميع الميادين السياسية والاقتصادية والتجارية. وعرض طالباني أهم المستجدات على صعيد الجهود المبذولة لتشكيل الحكومة الجديدة والعراقيل التي أدت إلى تأخير تشكيلها، مشيراً إلى المسيرة الدستورية لانتخاب الرئاسات ودور مجلس النواب خلال هذه المهمة الدستورية. وبيَّن أن هناك تطورات مشجعة وكبيرة قد تحققت في مناطق العراق المخت