كانت أول معركة حقيقية خاضتها القوات المسلحة الملكية هي تلك التي شهدتها منطقة أمكالة في يناير/ كانون الثاني عام 1976، وشاركت فيها قوات جزائرية الى جانب مقاتلي جبهة البوليساريو، وتمخضت تلك الحرب عن انتصار المغرب وأسر نحو 100 عسكري جزائري من بينهم ضباط، لكن الحسن الثاني قرر تسليمهم الى الجزائر لتفادي
وقوع حرب كبيرة بين المغرب والجزائر، ومنذ تلك المعركة لم يحدث أي اشتباك بين المغرب والجزائر التي ظلت تدعم مقاتلي جبهة البوليساريو بالعتاد والسلاح. لكن القوات الجزائرية التي خرجت مهزومة من أمكالة ظلت تراودها الرغبة في الانتقام، وبعد أسابيع من الموقعة الأولى شن مقاتلو البوليساريو، مدججين بأحدث الأسلحة الجزائرية، هجوماً كبيراً على القوات المسلحة المغربية في المعركة التي ستحمل اسم أمكالة2، والتي كان فيها التفوق لمقاتلي البوليساريو. ومنذ هاتين الواقعتين، دخلت قوات الجانبين المغربي والبوليساريو في حرب عصابات طويلة الأمد، مما أدى بالقوات المسلحة المغربية الى التراجع الى المدن لتحصينها ضد الهجمات وحماية طرق القوافل لضمان وصول الإمدادات العسكرية والغذائية لها، وهكذا تحولت مهام هذه القوات الى حماية قوافل الإمدادات، مما فسح المجال أمام مقاتلي البوليساريو للتحرك بحرية في باقي مناطق الصحراء التي كانوا يخبرون تضاريسها وطبيعتها. وخلال هذه الفترة حققت البوليساريو أكثر انتصاراتها في الهجومات الخاطفة التي كانت تقودها ضد قوافل الإمدادات والكمائن التي كانت تنصبها لها، وأيضا من خلال هجوماتها المباغتة على المواقع المدنية، مثل هجومها على مدينة طانطان عام 1979. فمقاتلو البوليساريو، كما يقول خبير عسكري مغربي سرعان ما انسجموا مع حرب العصابات التي كانوا يتقنونها، لمعرفتهم الكبيرة بتضاريس المنطقة وقدرتهم على تحمل قساوة مناخها. أما الجيش المغربي الذي تلقى التدريب على خوض حرب تقليدية، فقد فوجئ قادته بحرب من دون جبهات للقتال. من هنا ـ يضيف نفس الخبير- كانت فكرة إنشاء وحدات وكتائب مستقلة لمطاردة فلول مقاتلي البوليساريو ولخوض حرب عصابات مضادة ضدهم .rn rn
أولى المعارك بين البوليساريو والجيش المغربي

نشر في: 28 سبتمبر, 2010: 05:00 م