كربلاء / المدى كشف مدير عام تربية كربلاء عبد الحميد الصفار من أن كربلاء بحاجة إلى 167 بناية مدرسية للتخلص من الدوام المزدوج والثلاثي مشيرا إلى إن المدارس تعاني كذلك كثرة الطلبة النازحين إليها من المحافظات الأخرى أو المهاجرة إليها والتي تسببت كثرتهم في حصول اختناقات عديدة في بعض الصفوف.
وأضاف مدير عام تربية كربلاء للمدى أمس : إن عدد الطلبة في بعض مدارس المحافظة يزدحم  ويصل في بعض الصفوف إلى أكثر من 70 طالبا وخاصة في المدارس الفقيرة التي تزدحم في ساحتها بيوت التجاوز التي تسكنها آلاف العوائل.موضحا انه لا يمكن حلها إلا بحملة وطنية لبناء مدارس جديدة في كربلاء ، وهناك جملة من الأسباب أدت إلى تضخم حجم هذه المشكلة منها:عدم توفر الميزانية الكافية لبناء مدارس جديدة في المحافظة في حين إن الحكومة المحلية خصصت 30مليار دينار من ميزانيتها لعام 2010 لقطاع التربية والتعليم في كربلاء ورغم ذلك فهذه المبالغ غير كافية لسد النقص الحاصل..وارجع الصفار كذلك أزمة أبنية المدارس إلى زمن النظام السابق وقال انه زمن الظلم على الشعب العراقي وعلى كربلاء إذ لم تبن مدرسة جديدة في حين كانت هناك زيادة في أعداد الطلبة والتلاميذ لعدة أسباب منها زيادة الولادات الجديدة فضلا عن الزخم الذي كان نتيجة هجرة العوائل من المحافظات ومجيئها إلى كربلاء لوضعها الأمني المستقر ووجود العتبات المقدسة التي ساعدت على زيادة الرزق فيها.وأوضح مدير التربية انه في العام الدراسي 2005ـ 2006 استقبلت مدارس المحافظة أكثر من 12 ألف طالب وطالبة من المهجرين وكان من المفترض توزيعهم على 24 مدرسة وبما إن توفير هذا العدد من المدارس أصبح أمرا مستحيلاً لذا قمنا بتوزيعهم على مدارس المحافظة كحل مؤقت. فضلاً عن تطور الوعي لدى المواطن الكربلائي وإقباله على تسجيل أبنائه في المدارس بهدف حصولهم على مختلف الشهادات التي أصبحت الأساس في حياتنا اليوم وتُعد ذات قيمة في مجتمع تطور التقنيات. وعن بطء التنفيذ في الأبنية المدرسية الجديدة وعدم انجازها في الوقت المحدد قال الصفار انه ناتج عن الضعف الواضح في الكثير من المقاولين ممن رست عليهم مناقصات المدارس ،إضافة إلى أن أكثرهم لا يمتلك الخبرة والكفاءة وطول فترة تنفيذ العمل حيث يستمر إلى أكثر من ثلاث سنوات  وهو غير منجز رغم إن الحكومة المحلية تجري لقاءات دورية ومستمرة معهم ورقابتها الشديدة عليهم وهي باستمرار تشدد عليهم الإنذارات والغرامات وبالنهاية يتم سحب العمل منهم وهذا يؤدي إلى تأخير الانجاز.موضحا إن مشكلة المقاولين لا يمكن حلها في الوقت الحاضر إلا بعد استقرار وضع العراق الأمني ومجيء الشركات الاستثمارية لتتبنى بناء هذه المشاريع وإكمالها.كل هذه الأسباب أدت إلى مشكلة الدوام المزدوج فعلينا بحملة شاملة تحتاج إلى وقت طويل جدا. وحول ظاهرة التدريس الخصوصي قال الصفار أنها أصبحت مشكلة قائمة ولا تحل بإصدار قرار بإلغائها وتعود أسبابها إلى مجموعة عوامل ساعدت على نموها وانتشارها في كربلاء منها الحالة النفسية التي يعانيها الطلبة إذ أصبح الدرس الخصوصي عادة ينتج عنها شعورهم بالاستقرار ويقين تام بنجاحهم في ذلك الدرس، إضافة إلى دور أولياء الأمور الذين اخذ منهم التدريس الخصوصي نصيبا كبيرا لتفاخرهم بان أبناءهم يدرسون عند المدرس الفلاني وبمبالغ عالية جدا، وأخيرا السبب الأساس في بعض الكوادر التدريسية التي تفتقر إلى الخبرة والكفاءة وعدم تأدية واجبهم تجاه الطلبة والحصة الدراسية . وأضاف : غير إننا في تواصل مستمر مع إدارات المدارس لمعرفة المعلمين والمدرسين الضعفاء والمتوسطين وإدخالهم في دورات مستمرة الهدف منها زيادة خبراتهم ومعلوماتهم لكنها تتعارض مع دوامهم وحصصهم الأسبوعية ولكننا نقدم ما بوسعنا رغم الإمكانيات البسيطة التي تمتلكها مديرية تربية كربلاء.وأوضح أن المديرية ستضع حدا لتفاقم الأزمة وإيجاد  حل  بديل عن التدريس الخصوصي وهو فتح دورات لجميع الطلبة في أهم موادهم الدراسية وبمبلغ بسيط يبلغ 45 ألف دينار لكل درس وقد وصلت اعددهم إلى500 طالب وطالبة وما زالوا متواصلين بالتسجيل وهذه الخطوة مفعلة منذ أربعة أعوام، ففي السنة الماضية حصلت أحدى خريجات هذه الدورات على المركز الأول على مستوى العراق وخلال هذا العام كانت الثانية على المحافظة والتاسعة على العراق وهي من خريجات هذه الدورات في حين كانت نسب كربلاء الأولى بين محافظات العراق للدراسة المتوسطة والإعدادية بفرعيها العلمي والأدبي.