بغداد/ اياس حسام الساموك عد اعلاميون ان الاجندات التي تقف وراء استهداف الصحفيين في العراق جاءت لاثبات الوجود، في الوقت الذي انتقد فيه مرصد الحريات الصحفية القوات الامنية لعدم ابلاغ المؤسسات الاعلامية بقوائم الصحفيين المطلوبين للعناصر الارهابية كانت قد عثرت عليها في احدى المداهمات.
الباحث والكاتب عبد المنعم الاعسم شدد في حديث لـ"المدى"على ضرورة الوقوف على الجهات التي تقف وراء استهداف الاعلاميين.واوضح الاعسم ان هنالك جهات عديدة تقف وراء هذا الاستهداف كالمنظمات الارهابية المتعصبة وعناصر الجريمة المنظمة، لافتا الى أن من مصلحة هذه الجهات استمرار الاضطراب الامني، وان استهداف هذه النخب جاء لما تلعبه من دور في توعية الرأي العام والتنويه الى الاخطاء والاختلالات التي تمارس من قبل الجهات الحكومية.واعتبر الاعسم القضية وصلت الى حد لا يمكن السكوت عليه على اساس ان حماية الصحفيين ليست مسؤولية المجتمع العراقي فحسب انما مسؤولية المجتمع الدولي المؤمن بالحرية، فالاعلاميون في العراق يمثلون السلم واستهدافهم هو استهداف للسلم، اضافة الى قربهم من الشارع العراقي الامر الذي يجعلهم هدفا من قبل الجهات المعادية للشعب، مبينا ان ايادي الفساد التي يقوم بكشفها الاعلام هي أيضاً لها دور في اغتيال الاعلاميين.الاعلامي في القناة العراقية احمد ملا طلال وجد في حديثه لـ"المدى"انه ينبغي معرفة ان الاعلامي هو مواطن وبالتالي يتعرض الى جميع الحوادث الامنية التي يتعرض اليها المواطن العراقي، الا ان الاعلامي في العراق وبعد الـ2003 اصبحت له خصوصية بأعتباره ناقلا للحقيقة، منوها الى ان استهداف الاعلاميين يشكل صدى واسعاً كونه على تماس مع الناس، فعندما يستهدف الارهاب مواطناً عادياً لا يمكن ان يكون اثره مثلما لو استهدف اعلاميا، وبالتالي نرى ان العناصر الارهابية تستهدف الاعلامي حتى من الذين ليسوا على خصومة معهم كأن يقدم الاعلامي برنامجا خدميا او اقتصاديا.واكد طلال على ان شبكة الاعلام العراقي كان لها الحصة الاكبر من الشهداء اذ وصل عددهم 60 شهيداً اضافة الى 80 جريحا، لافتا الى استهداف الاعلاميين لم يتوقف منذ 2003 وبالتالي هي ليست ظاهرة كما حصل مع رجال المرور، محذرا الاعلاميين في أن يعملوا بحرص وحذر ولكن هذا لا يعني ان يعملوا بعيدا عن الحقيقة، رغم ان الاعلامي قد تعوّد على الخطر والاستهداف.مرصد الحريات الصحفية اعلن عبر زياد العجيلي في حديث لـ"المدى"ان عدد الصحفيين الذي لقوا حتفهم في العراق خلال هذه السنة بلغ اربعة شهداء، ومحاولات الاغتيال وصلت الى 8 اضافة الى اعمال التهديد التي لايمكن حصرها.واعتبر العجيلي ان الاجندات التي تقف وراء عمليات الاستهداف هذه تريد ان توصل رسائل ترهب فيها الاعلاميين، اذ تستهدف العناصر الاعلامية الكفوءة والتي لها تأثير في الشارع من اجل الضغط على تحركات الصحفيين وتشكيل قيود ارهابية على عملهم.العجيلي نفى ان يكون عمل المرصد مقتصراً على بيانات الاستنكار، فهنالك آليات وخطط وقواعد بيانات مشتركة مع القوات الامنية لمساعدة الصحفيين ووتحذيرهم، منتقدا القوات الامنية التي اعلنت في وقت سابق انها عثرت في احدى المداهمات على لائحة بأسماء اعلاميين تبغي استهدافهم كونها لم تبلغ المؤسسات الاعلامية بهذه الاسماء لكي تأخذ الحيطة والحذر.وتشير تقارير مرصد الحريات الصحفية الى استشهاد حوالي 251 صحفيا في العراق منذ الحرب في عام 2003 من بينهم 22 صحفيا اجنبيا. في الوقت نفسه اكدت فيه المنظمات الصحفية الدولية أن محاكمة واحدة لقتلة صحفي قد تكون كافية لردع الجهات التي تستهدف العاملين في مجال الإعلام.وتبين المؤشرات، التي وثقها مرصد الحريات الصحفية ايار الماضي لحالات الانتهاكات ضد الصحفيين ومؤسساتهم الاعلامية، مدى التضييق و العنف المبرمج الذي يتعرضون له، بالاضافة الى المساعى الرامية للسيطرة على حرية الصحافة في العراق من قبل السلطات الحكومية والقوى السياسية ومحاولاتها لفرض الرقابة على الانترنت و المطبوعات ووضع لوائح قيود على وسائل البث الاذاعي والتلفزيوني و تقييد حركة الصحفيين من خلال الزامهم بالحصول على تخاويل العمل الميداني من قبل القيادات العسكرية و الامنية، وعملت هيئة الاتصالات و الاعلام على الزام المؤسسات الاعلامية بالتوقيع على لوائح لضوابط و صفت بالقيود الجديدة من قبل المنظمات الدولية، و الضوابط التي وضعتها الهيئة تمنحها سلطات غير محدودة في وقف البث الإعلامي وإغلاق المؤسسات الاعلامية ومصادرة المعدات وسحب التراخيص وإنزال الغرامات الكبيرة على المؤسسات الإعلامية وتقديم قوائم بأسماء جميع الموظفين والمعدات.
القاعدة وجماعات الجريمة تواصل استهداف الصحفيين في العراق
نشر في: 28 سبتمبر, 2010: 07:53 م