بغداد/ دريد ثامر إن الطاقات الشباب الهائلة هي أول ما يجب ان نحسب له الحساب، فالنسب المؤشرة في الكثير من التقارير العالمية عن مجموع البشر الذين يعيشون على الارض اليوم من الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين ( 15 – 20 ) عاماً ... هذا اذا ما أضفنا الى ضخامة هذا العدد قابليات الشباب الجسمية والعنفوان الذي يتمتعون به في مثل  هذه المرحلة من العمر
والذي يجعل منهم قوة متدفقة يعتد بها والتصميم الشديد الذي يتصفون به في الحصول على ما يطلبون ويرغبون ادركنا لماذا يجب ان نعنى بهذه القوة وخصوصاً ان هؤلاء الشباب غالباً ما يجدون أنفسهم وقد أوصدت جميع الابواب والمسالك في وجوههم . ان التغييرات الاجتماعية الاقتصادية السريعة التي ظهرت نتيجة لزيادة عدد السكان وتطور الوسائل الصناعية الفنية وسرعة انجاز الاعمال وعدم وحدة العائلة وهجرة السكان، قد أثرت تأثيراً مباشراً على حياة الشباب وأصبحت من العوامل التي تقف من دون تكيفهم الاجتماعي وفي بعض الحالات الخاصة تكون سبباً في جنوح الاحداث، وبالنظر الى ان هذه التغييرات تتخذ اشكالاً متنوعة ومتعددة فإن جميع المشاكل الناجمة عنها قد تعقدت، وأصبحت الحالة تحتاج الى تحليل عام ودراسة شاملة تحيط بجميع هذه المشاكل . إن احدى الوسائل الفعالة التي تعمل على تطوير فعاليات الشباب وتحقيق استكمال الطرق والاساليب الفنية التي تتبعها في العمل، هي القيام بمشاريع تجربيية في بلدانهم أو بلدان اخرى عن طرق الايفادات على حساب الدولة وتقييم نتائج هذه المشاريع وطبعها، حيث ان هذه الوسيلة ستكون فعالة جداً بالنظر الى ان الشباب انفسهم سيساهمون في تحقيق تلك المشاريع، ولهذا فاذا الى رجعنا الى مختلف التقارير العالمية في هذا المضمار نجد ان ما نفذ من هذه البرامج لا يعتبر الا جزءاً يسيراً لما يجب ان يقدم، فمعظم الشباب اليوم لم يحصل على حق دخول المدارس والاستمرار في الدراسة، ولهذا يقع على عاتق الجميع واجب جسيم يجب ان يؤدوه في هذا الحقل الجديد من حقول اختصاصاتها.