TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > الإعلام العراقي وفرص التنافس

الإعلام العراقي وفرص التنافس

نشر في: 29 سبتمبر, 2010: 05:39 م

إيمان محسن جاسمكلما طالعت الصحف وتابعت القنوات الفضائية العراقية  سألت نفسي هل نجحنا في صناعة رأي عام عراقي بعد كل تلك السنوات من التغيير؟ وهل تمكنت الماكنة الإعلامية العراقية من أن تكون مؤثرة في الشارع العراقي ؟ .
تحتاج هذه الأسئلة لأجوبة من أصحاب الشأن بعد تلك السنوات من التغيير الذي طال جوانب كثيرة من حياة العراقيين لكنه لم يستطع تغيير مفاهيمهم كما يجب .ومسؤولية تغيير المفاهيم وبناء مفاهيم جديدة هي مسؤولية مشتركة بين جهات عديدة في مقدمتها وسائل الإعلام والمناهج المدرسية والنخب السياسية والثقافية ومنظمات المجتمع المدني . وهذه جميعها لم يتم بناؤها بالشكل الذي تتطلبه مرحلة الانتقال من الشمولية إلى الديمقراطية ، واعتمد في بنائها على آليات الماضي من جهة، ومن جهة أخرى بنيت وفق نوازع فئوية وحزبية ضيقة جدا مما سمحت ببروز هويات فرعية على حساب الهوية الوطنية الجامعة لكل مكونات الشعب العراقي.وسائل الإعلام التي تأسست بعد نيسان 2003 سواء أكانت الرسمية منها أو الحزبية أوالأهلية – القطاع الخاص – اعتمدت بنسبة كبيرة جدا على ذات الأدوات التي كان يستخدمها النظام الشمولي في عملية صياغة الخطاب الإعلامي العراقي في مرحلة ما بعد التغيير ، مما زاد من الفجوة بين وسائل الإعلام والمتلقي العراقي أكثر مما كانت في العهد المباد بحكم توفر وسائل إعلام بديلة سواء أكانت الفضائيات أو الشبكة العنكبوتية أو غيرها والتي لجأ إليها الكثير من العراقيين لمتابعة أخبار بلدهم . وهذه النقطة بالذات لم ينتبه لها أحد حيث إن صناعة الإعلام في زمن العولمة تختلف آلياتها وعناصرها وأسسها عما كان سائدا في العهود الماضية عندما كان البلد عبارة عن قناتين تلفازيتين وبضع صحف تديرها السلطة من دون وجود منافسة إلا بشكل محدود عبر موجات الأثير المحظور بعضها .وعدم انتباه البعض لهذه النقطة ناجم من عوامل عدة أولها: اعتماد الكثير من الصحف على الانترنت في ملء صفحاتها بالأخبار والتقارير وحتى المقالات وصفحات الآراء ، وهذا السياق انتقل من الصحف إلى الكثير من الكتاب الذين وجدوا في الشبكة العالمية غايتهم سواء عبر الاقتباس أو التحوير أو النقل الحرفي غير المشروع أساسا وبالتالي لم تكن مقالاتهم وآراؤهم مؤثرة في الشارع العراقي ولم تستطع تكوين رأي عام أو جذب متلقين حقيقيين .لذا وجدنا في العراق مئات الصحف اليومية والأسبوعية وهذا يعني إننا يجب أن نمتلك كما هائلا من الكتاب وصناع الرأي في البلد ولكن في حقيقة الأمر إننا نفتقد هذا العدد ، فالبلد ليس فيه مئة كاتب بالمعنى الصحيح والسليم لفعل الكتابة وصناعة رأي عراقي بعيداً عن التنظير الكلاسيكي وعبارات الإنشاء التقليدية التي تملأ مقالات الكثير من الكتاب العراقيين الذين تتلون آراؤهم بموجب مقتضيات مصالحهم الشخصية بعيداً عن الغاية الأساسية من فعل الكتاب التي هي توجيه الرأي العام بالاتجاه الصحيح .والكثير من كتابنا وإعلاميي البلد لا يمتلكون أدوات الكتابة بقدر امتلاكهم المقالات المتشائمة التي تتصيد الأخطاء والهفوات وتحاول النيل من المنجز المتحقق في أي ميدان من ميادين الحياة .ونجدهم دائما يقارنون بين العراق كدولة ما زالت تئن من وطأة الحروب وبين دول المنطقة التي لم تعش الظروف التي ممرنا بها وكأنهم بطريقة أو بأخرى يروّجون لهذه الدول ولهذه النظم السياسية .لذا نجد بأن الإعلام العراقي وخاصة الرسمي منه قد واجه حربين على جبهتين الأولى: عدم وجود تكافؤ بينه وبين وسائل الإعلام العربية والعالمية والتي تصل للمتلقي العراقي بانسيابية كبيرة وبتكلفة أقل مع اعتمادها على آليات حديثة في صناعة الخبر وترويجه وتحليله وكسب ثقة المتلقي ، أما الحرب الثانية  تمثلت بالإعلام العراقي غير الرسمي سواء الحزبي منه أو القطاع الخاص والذي هو ممول من جهات لها أغراضها السياسية وتوجهاتها الفكرية التي ربما تتقاطع مع ما نصبو إليه من بناء جديد للبلد وفق أسس صحيحة .لهذا كان للبعض ملاحظاته على أداء الإعلام العراقي في السنوات الماضية من دون أن يبحث في الأسباب والعوامل التي أدت لهذا من دون أن يجد الحلول التي من شأنها تطوير هذا الإعلام بالشكل الذي يجعله منافسا حقيقيا ويجذب المتلقي العراقي نحوه بشكل لافت مما يؤدي إلى تكامل الخطاب الإعلامي العراقي في مرحلة ما بعد التغيير .عملية التكامل هذه تتطلب بالدرجة الأساس إيجاد قواسم مشتركة بين مختلف وسائل الإعلام العراقية بمختلف أنواعها واتجاهاتها ، علينا أن نتفق على ثوابت أساسية لا نحيد عنها في مقدمتها تعزيز قيم المواطنة  , نبذ العنف , احترام الآخر ، الترويج لمبادئ السلم بين مكونات الشعب الواحد ، الحفاظ على الهوية الوطنية  ، ورفض أية صيغة من صيغ التدخلات الخارجية في الشأن العراقي تحت أية مسميات، كذلك تشريع القوانين التي تنظم عمل الإعلام في البلد وعدم ترك ذلك بشكل اعتباطي غير مدروس مما يؤثر سلبا على دور وأهمية الإعلام في بناء المجتمع وتصحيح مفاهيمه .هذه مهمتنا جميعا وتتطلب كما قلنا تكاتف الجميع من مؤسسات تربوية وجامعات تؤهل الإعلاميين بالشكل التي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram