متابعة/ المدىكشفت جهات رسمية بمحافظة ذي قار، عن الحكم على 200 شخص بتهمة المتاجرة بالمخدرات مشيرين الى ضبط 11 كيلوغراما منها خلال 7 سنوات، في وقت رعى مجلس المحافظة ندوة حول المخدرات واضرارها على الشباب والمجتمع.
وقال رئيس مجلس محافظة ذي قار قصي العبادي ان"المجلس رعى على قاعة بهو بلدية الناصرية، ندوة حول مخاطر المخدرات والتأثير السلبي لها على حياة الشباب المتعاطين، حيث تعد نوعا من أنواع الإرهاب”، مشيرا الى ان الندوة"سلطت الضوء على ابرز الأضرار التي تسببها على المجتمع”.واوضح أن المجلس"يسعى الى الاطلاع على آراء الدوائر المختصة والأجهزة الأمنية، وبحث سبل الخروج بمقترحات ورؤى موحدة من اجل دعم جهود مكافحة هذه الظاهرة التي قد تزحف الى مجتمعاتنا المحافظة والعريقة اذا لم يتم العمل على مواجهتها”.من جهتها قالت رئيسة لجنة الصحة والبيئة بمجلس المحافظة حميدة علي جابر، ان"تعاطي المخدرات لم يحظ بالاهتمام الاعلامي والصحي بقدر ما حظي به مرض الانفلونزا الوبائية، رغم ان عدد المتعاطين للمخدرات يفوق عدد المصابين بالمرض في المحافظة والذي كان عددهم قليلا”.وأضافت"هنالك عجز واضح في المؤسسات الثقافية والشبابية والرياضية بالمحافظة في فتح مجالات امام الشباب لسد اوقات فراغهم بما هو مفيد، وهنالك معلومات عن تعاطي طالبات مدارس للحبوب المخدرة التي يمكن الحصول عليها بسهولة من الصيدليات الرسمية او صيدليات الأرصفة”.في السياق نفسه، قال مصدر في مكتب مكافحة المخدرات ان"جهاز المكافحة نجح خلال سبع سنوات في الاستيلاء على 11 كيلوغراما من المواد المخدرة المختلفة، اغلبها مادة الحشيشة، وفي عمليات مختلفة جرت داخل المحافظة ضد عصابات تتولى تهريب المخدرات من محافظة ميسان المجاورة”، مبينا أن"المعلومات تشير الى ان تلك المواد لم تكن مجهزة للنقل”.فيما قال الناطق الاعلامي باسم شرطة ذي قار العقيد مرتضى الشحتور، ان"المخدرات وباء خطير وعلى الجميع التعاون للتقليل من اثاره”.وأضاف"لدينا 200 مسجون في قضايا مخدرات بالمحافظة طوال سبع سنوات أي بمعدل شخص لكل شهر تقريبا، وهو عدد بسيط لمحافظة تعدادها يقارب المليونين، لكن رغم ذلك علينا ايجاد سبل فعالة لتقليل النسب بصورة اكبر”.وفي اطار أعداد المتعاطين ومعالجتهم في المؤسسات الصحية، يشير ممثل صحة المحافظة الدكتور احمد حسن حسين، الى"وجود نقص واضح بالاحصاءات المتعلقة بعدد المتعاطين”.وقال"هناك نقص كبير في المعلومات وارقام المتعاطين، فنحن نعتمد على معلومات ثانوية غير دقيقة لأن تعاطي المخدرات مازال يمثل عارا في المجتمع العراقي”، مبينا أن"الدوائر الصحية بالمحافظة تستقبل قرابة 100 متعاطي شهريا”.ولفت الى ان"من يتناول المخدرات يعتقد انه مجرم، وفي الحقيقة هو ليس كذلك بل هو مريض شأنه شأن اي شخص مصاب بمرض ويحتاج الى علاج ودعم من السلطات الصحية”، داعيا الى"تشكيل مستشفى او دائرة تأهيل للمتعاطين بغية معالجتهم بالصورة الافضل”.يذكر ان الجهات الحكومية والمدنية بمحافظة ذي قار ادانت بشدة مؤخرا تصريحات مدير مكتب مكافحة المخدرات في وزارة الداخلية العراقية رعد مهدي، التي قال فيها أن"وزارة الداخلية اكتشفت عدداً من الأماكن التي تُزرع فيها المخدرات في المحافظات العراقية التي تشهد وضعاً أمنياً ساخناً بينها نينوى وديالى وذي قار، اذ تم ضبط مزارع لنبتة تسمى الداتورة”.وكانت الهيئة الوطنية لمكافحة المخدرات في العراق قد ابدت قلقها من تزايد أنشطة عصابات تهريب المخدرات داخل العراق، خاصة بعد إعلان الحكومة العراقية موافقتها على استئناف دخول الزوار الإيرانيين للأراضي العراقية وبواقع 1500 زائر يوميا، مؤكدة أن آفة المخدرات والمواد ذات التأثير النفسي أصبحت عاملا آخر يضاف إلى طرق الموت العديدة التي تستهدف شريحة الشباب العراقي كل يوم وتنذر بتخلي البلد عن موقعه ضمن قائمة الدول الفتية، ودمارا آخر يزيد من أعباء الحكومة الجديدة.وفي سابقة تعد الأولى من نوعها في بلد مثل العراق، أعلنت وزارة الصحة، وعلى لسان مدير برنامج مكافحة المخدرات، الدكتور سيروان كامل، عن حدوث العديد من حالات الوفاة الناجمة عن تعاطي المخدرات، وأغلبها وقعت في محافظة كربلاء، بعدها تأتي محافظات ميسان وبغداد وبابل وواسط، فيما سجلت الإحصائيات ورغم حداثتها وجود أكثر من 6037 متعاطيا للمخدرات وبنوعيات مختلفة في المحافظات كافة، تأتي في مقدمتها محافظتا كربلاء، التي سجلت 679 متعاطيا، وميسان 286، وفي بغداد وصل عدد المدمنين على المخدرات إلى 717، فيما سجلت مدينة كركوك 240، مؤكدا أن مثل هذه الإحصائيات ما زالت غير دقيقة لاعتمادها مقارنة بالدول الأخرى وكذلك افتقارها للبيانات السابقة التي ظلت طي الكتمان بسبب سياسات النظام السابق وتعمده حجب مثل هذه المعلومات عن المجتمع الدولي، وخاصة مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات
ذي قار تحذر من مخاطر المخدرات وتدعو الى خلق سبل لمكافحتها
نشر في: 30 سبتمبر, 2010: 06:27 م