اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > العلمانية.. السياق التاريخي والفكري

العلمانية.. السياق التاريخي والفكري

نشر في: 1 أكتوبر, 2010: 04:54 م

حسين علي الحمدانيلا يمكن لأي متابع للمسارات الفكرية في بلادنا إلا أن يتوقف كثيراً عند ملف (المدى) حول العلمانية ومستقبلها في العراق، في ضوء الكثير من المقالات والدراسات التي وجدت مساحة جيدة في الأسابيع الماضية وعكست رؤية  المثقف العراقي في مرحلة ما بعد التغيير.
وهذه المرحلة بالذات تتطلب الدقة والوضوح بعيداً عن الطروحات والأفكار الجاهزة والمستوردة والتي كانت سائدة في حقب ماضية ليس في العراق فقط وإنما في سائر بلداننا العربية .rnوبالمقابل ظلت مفاهيم كثيرة يلفها الغموض وبعض التجني عليها بسبب التراكمات الفكرية التي سادت عقوداً طويلة في عقلية المواطن العربي بصورة عامة والعراقي بصورة خاصة، وقد شخصت الكثير من المقالات التي نشرت في جريدة المدى هذه الحالة , لكننا بالمقابل علينا أن ننظر للعلمانية في أطار مجتمعنا ، هذا المجتمع الذي هو نتاج أفكار متعددة ومتشعبة تتلاقى في نقطة وتختلف في نقاط كثيرة ، تقترب من بعضها في لحظة وتتنافر في لحظات متعددة ، ولكنها في النهاية تجد نفسها تصوغ مقاربات أشبه ما تكون بقواسم مشتركة لمجموعة أفكار ورؤى وتصورات هي بالتأكيد قادرة على بلورة فكر عراقي جديد في الألفية الثالثة بعد أن ظل البلد لعقود طويلة يعيش تجارب فكرية وأيدلوجية أثبتت عدم جدواها في إيجاد الحلول الناجعة لمشاكل البلد على الصعد كافة . وثمة أمور علينا ألاّ نغفلها ونحن نفتح ونناقش ملفاً مهماً جدا كهذا. ومن هذه الأمور المهمة هو السياق التاريخي والفكري والاجتماعي لمفاهيم وممارسات عديدة منها بالتأكيد "العلمانية كفكر ومنهج .وحين تسأل في عالمنا العربي عن معنى العلمانية يأتيك الجواب سريعاً إنها تعني فصل الدين عن الدولة ,وحين تسأل كيف نفصل الدين عن الدولة ؟ لا تجد الجواب المقنع والشافي وبالتالي نظل ندور في حلقة مفرغة من الأسئلة وأنصاف الأجوبة التي تتفرع منها أسئلة أكثر وأكثر مما يزيد المفهوم ضبابية تصل لانعدام الرؤ ية.ولكن هنالك سؤال لم يطرحه أحد من قبل يتمثل بـ " من يسعى للسيطرة على الآخر الدين على الدولة أم الدولة على الدين " ؟ وهذا السؤال بحاجة إلى إجابة تامة وصريحة لأننا مجتمع إسلامي تتجذر في دواخلنا أسئلة كثيرة تحتاج إلى إجابات شافية.فمنذ بداية نشوء الدولة الإسلامية وفي عهد الرسول الكريم محمد (ص) كانت القيادة واضحة جداً وهي مركزية بيد الرسول (ص) سواء السلطة الدينية أم السياسية وهو أمر طبيعي لا يمكن الجدال فيه ، ولكن هل الدولة بعد وفاة الرسول محمد (ص) كانت دينية ؟ الحقائق التاريخية تؤكد عكس هذا تماما، فالدولة كانت مدنية و قائمة على مرتكزات حضارية وأسس أقرب ما تكون لمبادئ العصر الحديث من حيث المواطنة والتعايش مع الأديان الأخرى وعدم الإكراه في الدين والعقيدة الفكرية , وهذا يؤكد حقيقة مهمة أن الدولة الإسلامية في عصرها الأول لم تكن دولة قومية تختص بقوم من دون غيرهم لأن القرآن الكريم لم يكن موجهاً لقريش والعرب بل هو رسالة للعالمين .إلا إن هذه الدولة في العصر الأموي أخذت الطابع القومي بشكله المعروف حالياً واتجهت لتأسيس نمط جديد من الحكم هو الوراثة الذي سارت عليه الدولة الإسلامية في عصريها الأموي والعباسي رغم إن العصر العباسي  لم يكن قوميا بمعناه المتداول بقدر ما كان أممياً من حيث الوزراء والقادة والولاة عكس الدولة الأموية التي لم تسمح لغير العرب المقربين من تولي المناصب على سعتها .ولكن في كلا العصرين كانت الدولة هي من تصادر الدين وتسعى لجعله مؤسسة من مؤسسات الدولة بدليل الاستغناء عن مبدأ الشورى واستبداله بالوراثة من جهة ومن جهة ثانية محاولة إنشاء مدارس دينية مهتمها الأساسية خلق صراع فكري داخل الدين الواحد . وهذا النهج استمرت عليه حتى الدولة العثمانية التي يعتبرها البعض استمراراً للخلافة، والكثير من المفكرين بمن فيهم القوميون لا يعتبرون حكم الدولة العثمانية للولايات العربية احتلالا بالرغم من وجود فواصل تاريخية كثيرة بين سقوط الدولة العباسية وقيام دولة بني عثمان .بعد انهيار الدولة العثمانية ودخول المستعمرين الجدد للبلاد العربية وما تبع ذلك من بعثات علمية مهدت الطريق لتلاقح الأفكار العربية مع الأوروبية برزت ظاهرة المفكرين العرب والمسلمين الذين بدأوا ينادون بالعلمانية وفصل الدين عن الدولة ، متأثرين بالغرب حيث كانت الكنيسة تمثل لاعبا رئيسا في السياسات العامة والخارجية وحتى الحروب  ومنها الحروب الصليبية التي جرت بدعم الكنيسة ومباركتها .هذا التأثر لم يكن في محله إطلاقاً ولا يمكن المقارنة بين دور الكنيسة في أوروبا التي كانت تلتهم الدولة وتتحكم بها وتسيرها وفق إرادتها ، وهذا النهج حفز الأوربيين على الثورة على الكنيسة وتحجيم دورها في إطاره الاجتماعي الديني البحت بعيداً عن السياسة وشؤون الدولة .أما دور رجال الدين في عالمنا العربي والإسلامي فيختلف تماماً عن دور الكنيسة حيث يتمثل دورهم آنذاك في شرح العقائد والعبادات وتنظيم الحياة الاجتماعية وفض بعض النزاعات وهم بالتالي لا يتعدى تأثيرهم مناطق تواجدهم المحلية بحكم صعوبة الاتصال والتوجيه والتأثير على مناطق أبعد من مدياتهم .ومن ه

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

تركيا.. إقرار قانون لجمع الكلاب الضالة

تقليص قائمة المرشحين لخوض الانتخابات مع كامالا هاريس

وزير التعليم يخول الجامعات بمعالجة الحالات الحرجة في الامتحان التنافسي للدراسات العليا

اليوم..مواجهة مصيرية لمنتخبي العراق والمغرب

تعرف على الأطعمة التي تحفز نشوء الحصى في الكلى

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram