TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > الشرنقة ... لا الكفن ...(قصيدة عند قبر الشاعر السياب) للشاعر ياسين طه حافظ

الشرنقة ... لا الكفن ...(قصيدة عند قبر الشاعر السياب) للشاعر ياسين طه حافظ

نشر في: 1 أكتوبر, 2010: 05:10 م

قراءة : مقداد مسعود 1-2 خلاصة قراءةترى قراءتنا ان هذه القصيدة، تشتغل آلياتها على منظومة من الثنائيات وهي كالآتي:• ثنائية النص/ العنونة • ثنائية نص القصيدة * تفصيل القراءة :
* العنونة: تشتغل القصيدة على ثنائية العنوان.* عنوان بالبنط العريض: مقبرة الحسن البصري، يليه بعد فاصلة من البياض، العنوان التالي: قصيدة عند قبر السياب.ترى قراءتنا ان الموت مكانا، يشكل اتصالية العنونة بين العنوانين. في العنوان الرئيس لدينا مفردة (مقبرة)، وفي العنوان الفرعي، لدينا مفردة (قبر)، اذن هي اتصالية الواحد (قبر) بالكثرة (مقبرة).* كل عنوان يحتوي على اسم علم ثقافي، في العنوان الرئيس، لدينا، اسم فقيه، حين يذكر .. تتداعى معه احتدامات، حقبة من تاريخ السلطة الاسلامية في العراق، حقبة وسمت باستبداد سلطة غاشمة. والفقيه ذاته (الحسن البصري)، تركت سمات تلك الحقبة ظلالها على مواقفه الفكرية ... على الواقع المعيش لم يبق من الفقيه، سوى هذا العقار الآخروي: مقبرة، تتعايش فيها رموز القدامة والحداثة.* في العنوان الفرعي: نقله من الكثرة / العام الى الواحد/ الخاص (قبر) وخصوصية الواحد، كالتالي:* خصوصية شعرية، فالشاعر زائر المقبرة، يخص القبر الذي يزوره بقصيدة، وسبب التخصيص ان صاحب القبر: شاعر، وشاعر بامتياز ريادي، انه الشاعر السياب، وعلى عمومية، اللقب (السياب) لكنه هنا حصريا يخص الشاعر بدر شاكر السياب وحده، دون عشيرته.* اتصالية القسوة والاستبداد: حقبة السياب، هي مرحلة التحرر الوطني. ذات الاحتدامات المتنوعة، صراع شرس مع المستعمر، يليه بعد ثورة تموز اصطراع واحتراب بين القوى الوطنية، حد الابادة الجسدية، والتي مثلت 8 شباط 1963 ذروتها. ومن جراء القسوة والاستبداد كان كل من الفقيه (الحسن البصري) والمثقف الثوري (السياب) في عداد الضحايا.* اتصالية لغوية: نحويا ينتمي العنوانان لشبه الجملة الاسمية: مقبرة الحسن البصري – قصيدة عند قبر السياب.تتكون قصيدة مقبرة الحسن البصري، من الحركات الشعرية التالية: • الحركة الاولى: تتكون من الاسطر الثمانية الاولى، ومن خلال هذه الاسطر تقدم القصيدة مسحا طبوغرافيا للمكان.• الحركة الثانية: ثمة كاميرا غير مرئية تنتقل من التعليق الطبوغرافي، الى التصوير من منظور اقرب، تركز اللقطة على سكان مملكة الحدبات الحجرية.• تتكون اللقطة من ثمانية اسطر ايضا.والحركتان هاتان، كأنهما المسافة التي يقطعها الزائر من البوابة حتى القبر، المقصود هنا تنهي الحركة الاولى بمفصليها.• الحركة الثانية: يكون الزائر قد حدد الوقوف امام قبر يقصده، رغم معرفته بقبور اخر (قلت اعرف بعضهم، وتوقفت: ذا شاعر..) هنا تنضفر الحركة الثانية الى حركتين فرعيتين:• الحركة الفرعية الاولى: يرمم الشاعر الزائر (نقص الصورة) من خلال تذكر وجيز لحياة الشاعر السياب وفي هذه الحركة، تتعشق الحياة بالموت في ستة اسطر. • في الحركة الفرعية الثانية: يحدث تماهٍ سريع، والأصح إن الشاعر الزائر، يتعامل بشعرية عالية مع قنونة المكان: (التزمتُ بقانون عالمه)، من خلال هذا القانون، تنكشف لنا بلاغة العدم.• تفصيل ثان: ثنائيات القصيدة • المفصل الطبوغرافي / فاتحة القصيدة (انتحت جانبا .ليس للبحر شأن بهالا البساتين تقرب منها ولا الشط، بعد الذي صار يعرفها).في هذه الاسطر الثلاثة، تتكشف لنا قوة انتباذية، عزلت هذا المكان بنسق ثلاثي عن ماء الحياة:1- ليس للبحر.2-لا البساتين .3- ولا الشط.نلاحظ هنا ان الانتباذ مكانيا، ليس بفعل سيرورة ذاتية، بل من جراء تضاد نسق مائي، ثلاثي .. جعل هذا المكان منغلقا مثل دائرة: (هي دائرة اغلقت)، ولكن انغلاقها يمور بحركة، مصدرها السكون، يعلن عن ذلك لسان القصيدة، من خلال الجملة الفعلية التالية:1- قد يضيق الفضاء بها.2- فتمد الى الرمل اذرعها وتطوقه.3- هي تزحف زحفا بطيئا.4- وتبدو مخدَّرة في اسرتها.هندسيا .. يحيلني هذا النسق الرباعي، الى صرامة شكل المربع، وهي احالة ضمن افق استجابتي الشخصية، وفي داخل المربع، ثمة مثلث يؤثل اضلاعه، من النسق الثلاثي للفعل المضارع .* تمد/تطوق/تزحف: وهي افعال ذات حركة برانية، خلافا، للفعل الرابع: (تبدو) المخادع من خلال سياقه (تبدو مخدرة في اسرتها). ترى قراءتنا، ان السطر الشعري، الاول والسابع والثامن والثاني: وحدة شعرية صغرى.(انتحت جانبا هي في عالم غير عالمناوالقوانين من زمن تتحاشى اثارتها هي دائرة اغلقت).نلاحظ هنا ان الافعال ذات شحنة سالبة: يشكل الفعل الماضي (انتحت) القوس الاول، اما القوس الثاني فيتشكل من الفعل المضارع بدلالته السالبة (تتحاشى) ومن قوسي الانتحاء والتحاشي، تتكمل دائرة الانغلاق المبنية للمجهول: (هي دائرة أُغلِقَتْ). ومن خلال انغلاقها تنفتح للداخل، لانها دائرة لها تابوها الخاص، الممنوع من القنونة، خطاب هذه الدائرة يتقاطع مع الخطاب السائد/ المألوف، في هذه الاسطر الشعرية الثمانية ركزت القصيدة، عين كاميراتها على لقطة كبيرة وظيفتها بث مسح عام للمقبرة.* المفصل الثاني : اتصالية المكي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram