*الرئيس:"لن أعفو أو أنسى ما حدث..لقد كان أكثر أيام حكمي حزنا "!!محاولة انقلابية جديدة أعادت الاكوادور الى واجهة الاحداث الدولية وهي التي عرف عنها بانها نادرا ما تشهد فترة طويلة من الاستقرار السياسي، فأكثر من ثلاثة رؤساء أطيح بهم قبل ان يتولى الرئيس الحالي كوريا الحكم في البلاد في 2007 ، تاريخ هذا البلد الذي يعني اسمه مترجما من الاسبانية الى العربية ( استواء ) حافل بالاضطراب السياسي والصراعات الداخلية وغياب الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي .
آخر صفحات هذا الاضطراب الذي خفت وتيرته الى حد ما بعد تسلم الرئيس الحالي رافائيل كوريا سدة الحكم ، كانت يوم امس الاول اذ شهدت البلاد محاولة انقلابية جديدة .. تفاصيل ما حدث ومعلومات اخرى متنوعة هي موضوع ملف المدى الذي تهدف من خلال ملفاتها الى تسليط الضوء على الاحداث الدولية الساخنة وتعريف القراء بما يجري فيها . هكذا بدأت محاولة الانقلاب التي كادت تودي بحياة الرئيس !انطلقت الاحداث الدراماتيكية التي شهدتها الاكوادور صباح امس الخميس، عندما احتل رجال الجيش والشرطة الغاضبين على الاجراءات التقشفية عدداً من الثكنات العسكرية واغلقوا الطرق في مناطق عديدة من البلاد، مطالبين الحكومة بإلغاء إجراءاتها التي حرمتهم من علاوات الاقدمية التي كانوا يستفيدون منها.وعرضت محطات التلفزيون صوراً لرجال الشرطة وهم يضرمون النيران في الاطارات في شوارع العاصمة كويتو وغيرها من المدن، كما احتل المحتجون مبنى البرلمان.ووجه الرئيس كوريا كلمة الى المحتجين في المعسكر الرئيسي في كويتو قال فيها: "اذا كنتم تريدون قتل الرئيس، فها هو. اقتلوه اذا شئتم. اقتلوه اذا كنتم شجعاناً بحق. اذا كنتم تريدون احتلال المعسكرات وترك المواطنين من دون حماية وخيانة واجبكم كرجال شرطة، فافعلوا ذلك. ولكن هذه الحكومة ستفعل ما ينبغي فعله رغم ذلك. هذا الرئيس لن يتراجع خطوة واحدة."ولكن الرئيس كوريا أجبر على الفرار بعد ذلك مرتدياً قناعاً واقياً من الغاز بعد ان ألقى المحتجون قنابل الغاز المسيل للدموع نحوه.وقال بعد ان وصل المستشفى لتلقي العلاج من آثار استنشاق الغاز: "القوا بالغاز المسيل للدموع علينا، وقد انفجرت واحدة من القذائف امام وجهي مما اضطرني الى ارتداع قناع واق من الغاز. ولكن بعض الجبناء جردوني منه أملاً في أن اختنق. لقد صوبوا اسلحتهم على الرئيس، وهذا امر لا يصدق من رجال امننا وشرطتنا الوطنية."وأضاف: "انها محاولة انقلابية نفذتها المعارضة بمؤازرة جهات معينة في القوات المسلحة والشرطة. مهما جرى لي، اريد ان اؤكد حبي لاسرتي ولوطني."وقال الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز - وهو احد حلفاء الرئيس كوريا الاقوياء - في وقت لاحق إن رئيس الاكوادور اخبره هاتفيا بأنه قد "اختطف" من قبل عناصر من الشرطة في المستشفى، وانهم يصرون على تلبية مطالبهم.وكتب تشافيز في صفحته الخاصة على موقع تويتر: "انهم يحاولون الاطاحة بالرئيس كوريا! أفيقوا يا شعوب التحالف البوليفاري! أفيقوا يا شعوب اوناسور (اتحاد دول امريكا الجنوبية)! عاش كوريا!"واطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على مؤيدين للرئيس كوريا كانوا يحاولون كسر احتجاجهم في المستشفى الذي نقل اليه الرئيس، حسبما افاد به شهود لوكالة رويترز.في غضون ذلك، سيطر حوالي 300 من عناصر القوة الجوية على مدرج مطار كويتو مما ادى الى إغلاقه بوجه حركة الطائرات.وقال شهود إن المحتجين كانوا يرفعون لافتات تطالب الحكومة باحترام التزاماتها المالية تجاه الجيش في ما يخص الرواتب والعلاوات.وحذرت السفارة الامريكية من جانبها الرعايا الامريكيين بالتزام مساكنهم اذا كانت في اماكن آمنة.ولكن رغم الاضطرابات التي تشهدها البلاد، أصر رئيس الاركان العامة للقوات المسلحة الجنرال لويس ارنستو غونزاليز على ان ولاء الجيش ما زال للحكومة المنتخبة.وقال رئيس الاركان: "نعيش في دولة محكومة بالقانون، ونحن نتبع اعلى سلطة وهي سلطة رئيس الجمهورية، وسنتخذ اي اجراء تقرره الحكومة."من جانبه، ناشد محافظ المصرف المركزي في اكوادور دييغو بورجيا المواطنين عدم سحب اموالهم من المصارف وسط تقارير تحدثت عن وقوع اعمال سلب ونهب. وقد اغلقت العديد من المدارس والمتاجر أبوابها بسبب الاضطرابات.وقد أمر رئيسا جمهوريتي بيرو وكولومبيا - المجاورتين لاكوادور - آلان غارسيا وخوان مانويل سانتوس في وقت لاحق بإغلاق حدود بلديهما مع اكوادور حتى تعاد السلطة للرئيس كوريا.وقالت وزارة الخارجية الامريكية إنها "ترقب الموقف بدقة"، بينما دعت مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتن الى الهدوء وضبط النفس وعبرت عن دعم الاتحاد لحكومة اكوادور.وكان عدد من اعضاء الحزب الذي يتزعمه كوريا قد هددوا بعرقلة مقترحاته الداعية الى تقليص الجهاز الحكومي، مما ادى به الى التفكير في حل البرلمان انتظاراً لإجراء انتخابات جديدة.وفي وقت لاحق تمكنت وحدات موالية من الجيش الاكوادوري من اقتحام المستشفى الذي كانت وحدات متمردة من الشرطة تحتجز فيه الرئيس رافائيل كوريا.وقد اطلق العشرات من الجنود المهاجمين العيارات النارية واستخدموا القنابل الصوتية في عملية الاقتحام، قبل دخولهم المبنى الذي كان الرئيس كوريا قد نقل اليه بعد تعرضه للغاز المسيل للدموع في مواجهة مع المئات من رجال الشرطة المتمردين.وقد شوهد ال
ملف المدى: انقلاب فاشل في الاكوادور " بسبب " العلاوات "

نشر في: 1 أكتوبر, 2010: 06:51 م