عبدالله السكوتي والعجل هو ولد البقرة، وقد يصاب حين تضعه امه بمرض يعرف عند القرويين (ابو هدلان)، ومن اعراض هذا المرض تراخي اذان العجل، وكذلك يعرف بالثول فالذكر اثول والانثى (ثوله) والجمع (ثوّل)
وهو داء يشبه الجنون واظنه ذاته جنون البقر، ويعمد الناس في القرى الى معالجته بطلاء جلد العجل بالطين، فاذا لم يجد ذلك نفعا عمدوا الى اخر العلاج وهو الكي بالنار من ذيله، ويضرب هذا المثل للتنبيه على معرفة موطن الداء وتشخيصه.على طول الفترة الماضية انشغل الناس ووضعوا آمالهم في عملية تشكيل الحكومة، والواضح من الاستقراء البسيط للامور ان ما سميناها ازمة في طريقها الى الحل، بعد ان تم الاتفاق على مسائل كثيرة، اقلها في داخل الائتلافات، حيث اتفقت الكتل على برنامج داخلها تتفق بموجبه على اخراج مرشحيها لرئاسة الحكومة، لكنها تحتاج الى وقت وجهد وصبر، فالقضية الاخرى التي تنتظر العراقيين هي مسألة تفسير الدستور والمادة 76 منه بالتحديد، والمتعلقة بالكتلة الاكثر عدداً التي تستطيع تشكيل الحكومة، وهذه أيضاً ستحتاج الى جهد مضاف ووقت ربما لا يسمح الوضع الحالي به، فالتفسير او التأويل هو اصعب من عملية الوضع او الكتابة، وكما لمسنا تجربة الافكار المنزلة، وكتبها المقدسة، حتى قالوا عن القرآن انه حمّال اوجه وهذه القضية اتعبت الكثيرين ونحن نعيش تداعياتها حتى هذه اللحظة، اذ ربما يفسر القرآن من يريد بحسب هواه و مصالحه وقضاياه، وكذلك الدستور حيث سنلاحظ بعد الاتفاق على مرشح التحالف الوطني، ستظهر مشكلة تفسير المادة 76 ولسان حالنا يقول:(ما للدهر ويّاي ناصب لي نوجهاعبر لي روجه ابموت واتردني روجه)ان قضية تفسير الدستور قضية مهمة، خصوصا في وضعنا المتأرجح، اذ ان الشركاء الذين وافقوا على فقراته هم اول من يحاول عدم الاعتراف بها، او عدم الاعتراف بتفسيرها من قبل المحكمة الاتحادية، مع اننا دخلنا الانتخابات وصوّتنا الى كتل مؤتلفة ولم نصوّت الى كتلة بذاتها الا ماندر، ما يعني ان قضية الكتلة الاكثر عدداً محسومة اذا تشكلت قبل الانتخابات او ما بعد الانتخابات، ولا اظن ان المسألة تحتوي على فرق في الاصوات، ولو استطعنا توزيع تلك الاصوات من جديد على الكتل المؤتلفة، فقد لا نحظى بفائز ولا كتلة اكثر عدداً.لا نريد ان نعود من حيث بدأنا، عندها سندور في حلقة مفرغة دار قبلنا بها الكثيرون ولم يحسمها احد منهم حتى الان، اذ اصبح الاختلاف على مفردة واحدة في الكتب المقدسة، واصبح الاختلاف اوسع في فقرات العبادة والارث وامور اخرى تشريعية، ليصبح اخيرا ان كل حزب بما لديهم فرحون، وصارت وجهات النظر المختلفة مقدسة لدى الطوائف، والاختلاف صار رحمة وهو ليس كذلك، ونحن نخشى من آخر العلاج، اذ انه ربما يكون مؤلما او طويلا، والناس لم يعد لديها صبر لتأخذ مسألة التفسير سبعة اشهر اخرى، ولا اظنها تنتهي بتولي الحكومة الجديدة، انما ستكون مرافقة للعملية الديمقراطية في العراق.
هواء فـي شبك :(جوية العجل من ذيله)
نشر في: 1 أكتوبر, 2010: 10:06 م