TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > وهم التناقض بين نتنياهو وليبرمان

وهم التناقض بين نتنياهو وليبرمان

نشر في: 2 أكتوبر, 2010: 04:44 م

حازم مبيضين ليس مقنعاً ولا هو منطقي،ذلك البيان الذي أصدره مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو،والقائل إن خطاب وزير خارجيته   أفيغدور ليبرمان في الأمم المتحدة،لا يمثل موقف حكومة الدولة العبرية حول تسوية النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين،وإن مضمون ذلك الخطاب لم يتم التنسيق في شأنه مع رئيس الوزراء،باعتباره المعني بالمفاوضات الدبلوماسية،وباعتبار أن التدابير المختلفة من أجل السلام سيتم تحديدها فقط حول طاولة المفاوضات وليس في أي مكان آخر.
 والواضح أن المقصود من خطاب ليبرمان هو إشارته إلى تبادل أراض مع سكانها كسبيل لحل النزاع،إضافة إلى اتفاق انتقالي بعيد المدى،ما يعني استبعاد تسوية نهائية،والترجمة الحقيقية لما أعلنه حارس الملاهي الليلية السابق،هي طرد الفلسطينيين من إسرائيل،في عملية تطهير عرقي بمباركة المجتمع الدولي ،والحقيقة أن ذلك يتطابق مع نمط تفكير الحكومة الإسرائيلية الراهنة بالكامل. ما أعلنه ليبرمان المستبعد بسبب فجاجته عن مفاوضات السلام،ليس مسيئاً لفكرة السلام أكثر من استمرار عمليات الاستيطان في أراضي الدولة الفلسطينية العتيدة،وإعلانه ضرورة التركيز على اتفاق انتقالي بعيد المدى مع الفلسطينيين، وهو أمر قد يستغرق بضعة عقود،ليس أخطر من مناورات قادة الدولة الصهيونية المستمرة منذ عقود،والدالة على أن فكرة السلام عندهم تتركز في ابتلاع كل أرض فلسطين وإخلائها من سكانها الفلسطينيين،وتحميل الدول العربية مسؤولية إيوائهم بغض النظر عن التسميات التي ستطلق عليهم،فهم إما سيكونون مواطنين أو لاجئين أو نازحين أو عائدين،واللغة العربية قادرة على اشتقاق تسميات أخرى قبل أن تنسى الأجيال القادمة أرضاً كان اسمها فلسطين،وهو ليس أسوأ من حيث المبدأ مع استمرار تهويد القدس التي لا يمكن الوصول إلى السلام من دون أن تكون عاصمة للدولة الفلسطينية،التي يتهرب الإسرائيليون من العمل على بزوغها من خلال حل الدولتين المقبول عربياً ودولياً وفلسطينياً قبل ذلك.  ما يحاولون إقناعنا بأنه تناقض بين ليبرمان ونتنياهو،ليس سوى توزيع للأدوار بين قادة إسرائيل،يجب أن يلتفت إليه العالم الذي يتحدث عن التعايش بين الجيران،لأنه يثبت أن قادة إسرائيل لا يؤمنون بهذا التعايش الذي ارتضيناه ولو مكرهين،وعلى واشنطن التي تقود اليوم معركة السلام الشرق أوسطي،أن تتفهم هذه العقلية الصهيونية،بدل أن يواصل مبعوثها للشرق الأوسط الإعلان بأن بلاده تبذل جهوداً مكثفة لاستئناف مفاوضات السلام،الذي تعرف واشنطن بعمق،أن الفلسطينيين يؤمنون به ويسعون لتحقيقه،لكنهم لا يستطيعون المضي في محاولاتهم هذه،مع استمرار الاستيطان،الذي يعني بحسب ليبرمان ضم المستوطنات إلى الدولة العبرية،واقتطاع أراضيها مما تبقى من الأرض الفلسطينية. وعلى لجنة المتابعة العربية عند اجتماعها بعد أيام،أن تشد أزر الرئيس الفلسطيني وهو يسعى لإنقاذ ما يمكن إنقاذه،أما الركون إلى الاعتقاد بأن نتنياهو يسعى للسلام بإرادته،ومن دون ضغوط حقيقية،فإنه ليس أكثر من وهم،سيصحو العالم عاجلاً أم آجلاً على نتائجه المدمرة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram