TOP

جريدة المدى > كلام اليوم > المالكي وضغوطات المرحلة المقبلة

المالكي وضغوطات المرحلة المقبلة

نشر في: 2 أكتوبر, 2010: 10:18 م

المدىحسم التحالف الوطني أمره واختار نوري المالكي مرشحا وحيدا له، رغم الإشكالات التي تركها هذا الاختيار داخل التحالف الوطني، الذي من المحتمل أن تمتد ذيول الإشكالات فيه إلى مرحلة تشكيل الحكومة. لا احد يحسد المالكي في الموقع الذي هو فيه، باستثناء منافسيه طبعا، لان الرجل خرج من نفق ليدخل في نفق آخر.
 في النفق الأول كانت الضغوط على أشدها ليس على المالكي فقط بل على كل المرشحين المحتملين وكتلهم أيضاً، واستطاع الرجل الصمود وقيادة حملته للترشح بإرادة قوية وسياسة اتسمت بالكثير من البراغماتية المطلوبة صراحة في العمل السياسي الاحترافي. المرحلة الجديدة: كما قلنا في كلام الأمس، ستتحرك فيها مجسات الضغط بقوة أكبر وباتجاهات متعددة وبأهداف مختلفة، وستكون هذه المرحلة مرحلة تسديد فاتورات الدعم والإسناد التي تلقاها المالكي للظفر بالترشيح لولاية ثانية، وسيكون الرجل أمام ضغوطات مطالب الكتل التي يريد أن يتحالف معها لكسب التأييد داخل قبة مجلس النواب، وسيكون بالنهاية أمام ضغوطات شعار حكومة الشراكة الوطنية التي تبناها بنفسه في إطار صراعه السياسي وحواراته مع كافة الكتل وتحديدا الكبيرة. أكبر الضغوط التي سيعاني منها هي ضغوط القائمة العراقية، وهي قائمة لها وزنها عند مكونها السياسي والاجتماعي، وأفرزت نتائج صناديق الاقتراع حضورها القوي والفاعل بين الناس، ربما ستحاول من طرفها دعوة المنسحبين من التصويت"المجلس والفضيلة"الى الانسحاب النهائي والعمل على تشكيل الكتلة الأكثر عددا داخل البرلمان، وهي على ما يبدو لا تتنازل، ولا في نيتها ذلك، عن ما تسميه حقها في تشكيل الحكومة،بل وتحركها لإغراء كتل أخرى من اجل تقديم مرشحها داخل البرلمان ورغم المعوقات شبه المستحيلة لأي تحرك من هذا النوع، يبقى المطلوب من المالكي التوجه لهذه الكتلة والتفاوض معها للتوافق على المشتركات لان الوصول الى هذه المرحلة من التفاهمات مع العراقية، مع افترض تحالف الكرد معه"– وهو افتراض واقعي فقد أعلنت قيادات كردية من مصادر القرار استعدادها للتعاون مع اي مرشح يختاره التحالف الوطني، فضلا عن تصريحات اخرى تتحدث عن الاهتمام بالتعامل مع المالكي مرشحا عن التحالف – مع هذا الافتراض، فان حجم الضغوط وقوتها ومصادرها ستكون في متناول اليد، وسيجد المالكي نفسه في وضع مريح للانتقال الى خطواته التالية بعد دخول مجلس النواب باعتباره قائدا للكتلة الأكثر عددا.ضغوط المرحلة الحالية تختلف جذريا عن ضغوط المرحلة السابقة، فبعضها ستخرج من المعادلة السياسية وستدخل عناصر جديدة، فالذين رشحوه ينتظرون تنفيذ الوعود والذين يريدون أن يدعموه الآن سيقدمون قائمة المطاليب التي يريدون جني ثمارها. في كل الأحوال سيكون هنالك مشهد سياسي آخر وسيظهر لاعبون جدد لان اللعبة الديمقراطية هذه قوانينها وعلى الجميع ان يقبلوا بها ماداموا قد اقروها وسيلة لبناء ونهوض العراق الديمقراطي الجديد، والذي يهمنا من هذه الضغوط والتعامل معها هي أن لا تخرج عن الأساليب الحضارية الديمقراطية، وان يكف الجميع عن التلويح بعودة العنف أو المربع الأول لأننا يتوجب أن نبحث عن وسائل ضغط ديمقراطية حضارية مقبولة للوصول إلى أهدافنا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل المراجعة في حياة حزب مناضل

هل المراجعة في حياة حزب مناضل "عيب"؟!

شهدت الحياة السياسية، خلال السنوات العشر من عمر "العراق الجديد"، تساقط آمالٍ وتمنيات، خسر تحت ثقلها العراقيون رهانهم على أحزاب وقوىً وشخصيات، عادت من المنافي ومن خطوط النشاط السري، ولم تلتزم بمواصلة سيرتها النضالية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram