 بغداد/ علي عبد السادةبينما شرع التحالف الوطني بمشاورات أولية لتشكيل الحكومة الجديدة، تلقى إعلانه ترشيح نوري المالكي لولاية ثانية إشارات ايجابية. البيت الأبيض الذي رحب بالإعلان، وصف خطوة التحالف بـ"الخطوة المشجعة"على تشكيل الحكومة. فيما تلقى ائتلاف دولة القانون دعوات لزيارة دول عربية للتشاور بمستجدات الحراك السياسي، الأمر الذي وصفه المراقبون بالمناخ الملائم للمضي في مهمة تشكيل وزارة 2010.
وبعد ساعات من دعوة المالكي إلى بدء حوارات للإسراع في تشكيل الحكومة المقبلة، أكد الرئيس بارزاني من العاصمة الايطالية روما استعداد ائتلاف الكتل الكردستانية للمشاركة في حكومة تلتزم بالدستور والتوافق.وفي هذا الصدد علمت (المدى) من مصادر مطلعة  على أجواء المفاوضات التي شرع بها التحالف ان هناك شعورا عاما بالقبول بين طرفي التحالف والكرد. وقالت تلك المصادر انه، ومنذ فترة ليست بالقصيرة، تكونت قناعة بان معظم بنود الورقة الكردستانية لا تخرج عن الدستور.في المقابل، فأن نوابا عن"الكردستاني" يرون أن مشاركة الائتلاف في أي حكومة مقبلة، متوقفة على مدى استجابة تلك الحكومة لشروط ومبادئ الورقة الكردية، في حين أن تقاريرا صحفية أكدت تلقي الائتلاف الكردستاني إشارات إيجابية من رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي. وكان المالكي قد أكد في كلمة بمناسبة إعلان ترشيحه عن التحالف الوطني أن الخدمات وتثبيت الأمن ستكون من أولويات الحكومة المقبلة، فيما ثمن موقف مكونات وقيادات التحالف الوطني التي منحته ثقتها، متعهدا بالالتزام بما وصفها بثوابت التحالف الوطني التي تتكامل مع الثوابت الوطنية للكتل السياسية، وفي إطار برنامج حكومي شامل، على حد قوله.وقال أعضاء في لجان التحالف الوطني التفاوضية للمدى أمس السبت إن عملية التشاور الأولية مع بقية الكتل الفائزة قد بدأت بالفعل، وان هناك أجواءً ايجابية قد تحققت حتى الآن."الأمر سيحسم قريبا.. أتوقع دعوة البرلمان للالتئام بأسرع وقت"، يقول القيادي في التحالف الوطني، خالد الاسدي، في اتصال هاتفي مع المدى.وبحسب أحاديث لنواب في التحالف الوطني مع (المدى) أمس السبت، فأن الوفود التفاوضية ستركز على أهمية تشكيل حكومة شراكة وطنية بيد أن الاسدي قال في تصريحاته أمس انه مع تلك الجهود التي سيحرص التحالف على بذلها، لكنه سيحترم في النهاية قرار الرافضين للمشاركة في التشكيلة الوزارية المقبلة.وعلى ما يبدو فان الاجتماع الذي عقد ليلة أمس الأول بين العراقية والمجلس الأعلى وحزب الفضيلة في مكتب نائب رئيس الوزراء رافع العيساوي لم يخرج بقرار حاسم حول إعلان جبهة منافسة للتحالف، إذ اكتفت التقارير الصحفية بالقول انه – الاجتماع – توصل إلى تفاهمات أولية، لكن المراقبين والواقع السياسي يشير إلى وجود صعوبات جدية تعرقل تحقيق تقارب فعلي بين هذه الكتل.يذكر أن القائمة العراقية جددت ظهر أمس السبت موقفها الرافض للمشاركة في أي حكومة يشكلها مرشح التحالف الوطني ورئيس الحكومة نوري المالكي، داعية لوضع آليات لتشكيل حكومة برئاستها.في المقابل، فان لجانا أخرى من التحالف الوطني تحاول إعادة المعترضين، ويقول أعضاء في تلك اللجان أنهم متفائلون بخصوص تحقيق نتائج ايجابية."المجلس الأعلى الإسلامي وحزب الفضيلة لم يعلنا انسحابهما من التحالف الوطني"، يقول خالد الاسدي في تصريحه للمدى أمس السبت.وفي هذا الشأن، أكد الشيخ همام حمودي في تصريح نشره مكتبه الإعلامي أمس ضرورة أن تكون الحكومة المقبلة حكومة شراكة وطنية، مشددا على أن المجلس الإسلامي الأعلى هو جزء لا يتجزأ من التحالف الوطني، لكنه يمتلك رأيا فنيا في عدم حضوره الاجتماع.