بغداد / خليل جليلما بين تصريحات وتبريرات الجهاز الفني لمنتخبنا الوطني سواء الصادرة عن المدير الفني سيدكا او ناظم شاكر الذي ما زال يسوق نغمة الماضي بالاعداد وتحسن الاحوال من مباراة لأخرى، نرى وبوضوح تام الانهيار الذي يواجهه المنتخب وكانت بطولة غرب آسيا التي وضعته في أسهل مجموعاتها الى جانب فلسطين واليمن وهو يؤكد عدم قدرته لاستعادة توازنه بعد ان اظهر هُزالة في الاداء وتواضعا كبيراً في صورته الفنية
 التي يبدو انه ليس من السهل استعادتها بقدرة سيدكا او ناظم شاكر او الاتحاد العراقي لكرة القدم الذي وضع المنتخب في مأزق شنيع منذ فترة ليس بالقصيرة.ان منتخبنا الوطني الذي شهد في أوقات سابقة انتكاسات مثلما شهد انتصارات باهرة كان مقنعا وملهما لأوساطنا الكروية وعشاقها عندما كانت تنظر اليه من زاوية المنتخب القوي المتكامل والقادر على الظهور من بعيد او من قريب ، بل كان واحدا من المنتخبات التي يتحدثون عنه في كل مكان ويمر منه القاصي والداني بمهابة كبيرة ومكانة اسماء نجومه قبل ان يتحول اليوم الى حديث ومادة للتندر بسبب تداعياته المتواصلة وانحداره الخطير .وقد اثبتت بطولة غرب آسيا هذه المؤشرات التي يدافع عنها سيدكا وشاكر والاتحاد العراقي على أساس ان المنتخب ما زال بحاجة الى اعداد وكأن المنتخب الوطني بحاجة الى بناء لم يتذكرها الاتحاد العراقي منذ فترة طويلة ، بل بات يهتم بها قبل شهرين او اقل من موعد اقرب استحقاق له. من دون شك ان منتخبنا الوطني في بطولة غرب آسيا السادسة التي اختتمت منافساتها امس الأحد في العاصمة الأردنية عمّان وكما ظهر بها وخصوصا في الاختبار الحقيقي له امام  المنتخب الايراني الذي دخل البطولة من دون نجومه الكبار واسمائهم المثيرة المحترفة في الدوريات الاوروبية بات اكبر من حجم التبريرات والآراء التي اطلقها الجهاز الفني وخصوصا المساعد ناظم شاكر الأدرى بمنتخبه ولاعبيه وهو يتعكز على قضية عدم اكتمال التحضير والاعداد وهذا ما نتوقعه ان يستمر مثل هذا التبرير حتى انطلاق خليجي 20 باليمن في الثاني والعشرين من تشرين الثاني المقبل لاسيما بعد ان اوقعتنا القرعة ضمن مجموعة قوية الى جانب منتخبات الامارات والبحرين وعُمان ، ومن ثم يتواصل سيناريو عدم اكتمال برامج الاستعداد حتى نجد انفسنا في نهائيات امم اسيا المقبلة وعندها سيكون المنتخب وجهازه الفني تحت اقسى الاختبارات واكثرها جدية في الوقت الذي ستتلاشى فيه كل الاعذار والتبريرات ولم يعد لها أي مكان تكرس فيه تلك التبريرات .ان منتخبنا الوطني لكرة القدم الذي يفترض ان يكون في قلب مرحلة استعداداته وتحضيراته للدفاع عن اللقب الآسيوي وبعد ما قدمته لنا بطولة غرب آسيا كواحد من المنتخبات المتواضعة التي لا تقوى على مواجهة حواجز الخصوم الحقيقيين، اصبح بحاجة الان الى ثورة كبيرة ليس من مسؤولية سيدكا ومساعده ناظم شاكر ان يتبنياها بينما يقف الاتحاد العراقي متفرجاً على ما يجري داخل اروقة المنتخب وهو صاحب الدور الرئيس المفترض ان يؤديه في ايجاد حلول  سريعة يتدارك بها اخطاءه ويسمح لنا مسؤولوه ان نقول بانها كانت اخطاء عندما نال المنتخب ، بل كل المنتخبات ( الشباب والناشئين والاشبال) نصيبا قليلا من الاهتمام في الوقت الذي انصب فيه اهتمام الاتحاد وكما هو معروف الى جوانب اخرى تخص ادارة الاتحاد وما يدور فيها من جدل واسع بشأن قضايا كثيرة ابرزها الانتخابات التي القت بظلالها على مسيرة المنتخب.اذن هل يبقى حال منتخبنا الوطني بطل آسيا وصاحب الجولات والصولات هكذا وهو يمرّ باتجاه دورة كأس الخليج المقبلة ونهائيات أمم آسيا في الدوحة مطلع عام 2011 من باب ضيق بسبب مسلسل انهياره في بطولة غرب آسيا وانحداره المتوقع بفضل الستراتيجية المتهرئة والتخطيط المتواضع لمنهجية وبرامج اعداده السطحية والترقيعية وكأنه منتخب بحاجة الى إعادة بناء وليس إعادة تجهيزه على نحو منظم وسريع ،وهل يسمع المسؤولون في اتحاد كرة القدم الذي وجد نفسه مرغما لادخال المنتخب في فترة اعداد سريعة والتعاقد مع مدرب اجنبي بوقت سريع ايضا ليتسلم مهمته وسط ارباك واضح كان الجميع يأمل ان تكون في غرب آسيا نتائج طيبة قد تخفف وتمتص وطأة الاعداد غير المتكامل ؟ويبقى السؤال الآخر وهو الأهم كما يعتقد شارعنا الكروي الذي يتساءل عن مصير المنتخب بعد غرب آسيا وماذا يفعله الجهاز الفني هل يسترخي منتخبنا ويغط في سبات طويل ام يعمد الى إجراءات فنية تنتظر من الجهاز الفني ان يلجأ اليها لتصحيح أي خطأ ومعالجة كل ما تعرض له المنتخب؟