كانت عملية انتخاب حزب العمال البريطاني المعارض إد ميليباند زعيماً جديداً له، متفوقاً بفارق ضئيل على شقيقه ديفيد، وزير الخارجية في الحكومة العمالية السابقة بزعامة جوردن براون، أمراً مثيراً للغاية إذ أن كل التوقعات كانت تؤكد ان ديفيد هو من سيفوز ، لكن اد فاجأ الجميع وفاز بزعامة الحزب ممهداً ببروز جيل جديد من الزعامات الشابة في حزب العمال .
كان سباق زعامة الحزب قد شهد تنافس ثلاثة مرشحين آخرين لخلافة براون الذي استقال من رئاسة الحكومة وزعامة الحزب بعد هزيمته في الانتخابات العامة التي جرت في أيار الماضي.فقد خاض كل من الأخوين ميليباند ومعهما ثلاثة مرشحين آخرين، هم إد بولز وآندي بورنهام وديان آبوت، حملات انتخابية انتهت بانتخاب زعيم جديد للعمال في جلسة دراماتيكية قُبيل المؤتمر السنوي للحزب.وكانت التوقعات قد أشارت قُبيل جلسة الاقتراع إلى أن المنافسة ستنحصر بين الأخوين إد وديفيد ميليباند. لكن إد تفوَّق على شقيقه الأكبر والسياسي المفوَّه ديفيد بفارق تجاوز نسبة الواحد بالمئة بقليل ، فيما حل بولز في المرتبة الثالثة بانتخابات زعامة الحزب، بينما جاء بورنهام في المركز الرابع، وحلَّت آبوت في نهاية قائمة المرشحين.يُشار إلى أن إد ميليباند، البالغ من العمر 40 عاما، كان يشغل منصب وزير الطاقة في الحكومة العمالية السابقة، كما شغل أيضا في وقت سابق منصب وزير البيئة.وقد استفاد إد ميليباند في انتخابات زعامة الحزب من صعود اللحظة الأخيرة في عدد المؤيدين له قُبيل انتهاء عملية التصويت بالبريد .ولم يشفع لديفيد تأييد غالبية نواب حزب العمال في مجلس العموم وأعضاء الحزب له ، اذ تفوق عليه شقيقه إد في أوساط نقابات العمال والمنظمات التابعة لها من خلال نظام اقتراع الكلية الانتخابية المعتمد في الحزب ، والمثير في الامر إن ديفيد ميليباند كان قد حافظ على تفوقه في الجولات الثلاث الأولى من عملية الاقتراع ، لكن إد عاد وتقدم عليه مع إعادة توزيع الأصوات لدى إقصاء المرشحين الآخرين من السباق.وبُعيد إعلان فوز إد بزعامة الحزب، عانقه شقيقه ديفيد مهنئاً. كما دوَّت القاعة بتصفيق حار ووقف الحضور يحيون إد وهو يغادر المكان وإلى جانبه شقيقه ديفيد الذي قال : : "إنه يوم إد، إنه يوم كبير بالنسبة لعائلة ميليباند. نعم هو ليس تماماً ذلك اليوم الذي كنت أريده أنا لعائلة ميليباند، أي عائلة ميليباند D (إشارة إلى نفسه) بدل ميليباند E (إشارة إلى شقيقه إد). إلا أن الأمور تسير هكذا."من جانبه تعهد إد ميليباند في خطاب الفوز بتوحيد حزبه، إذ خاطب المندوبين قائلًا: "يتعين أن يكون حزب العمال في المستقبل عربة لا تجتذب آلاف الشباب فحسب، بل عشرات الآلاف ومئات الآلاف من الشباب الذين ينظرون إلينا على أننا صوتهم في السياسة البريطانية اليوم."وقد حيَّا إد أيضا كلاً من سلفيه في زعامة الحزب، جوردن براون وتوني بلير، مضيفاً بقوله: "لقد خسرنا الانتخابات، وخسرناها على نحو خطير. ورسالتي إلى البلاد هي: أعلم أننا خسرنا الثقة، وأعلم أننا فقدنا التواصل، وأعلم أننا نحتاج إلى التغيير."
كيف فاجأ إد ميلبباند شقيقه ديفيد وسلبه زعامة العمال؟

نشر في: 3 أكتوبر, 2010: 08:41 م