إياد مهدي عباسإن الهدف من وراء هذه المقدمة هو جلب انتباه بعض أولياء التلاميذ إلى مسألة مهمة وحساسة قد تغيب عن بال كثير من أولياء الطلاب والطالبات ألا وهي المؤثرات السلبية والمضادة لدور المؤسسات التربوية والتعليمية ومنها على سبيل المثال لا الحصر البيت ونسيجه الاجتماعي ومستوى أفراده
وما يسود بينهم من علاقات أسرية وما يشيع فيه من أنماط سلوكية فالبيت هو اللبنة ألأساسيه في البناء التربوي والتعليمي للتلميذ وخاصة المراحل الابتدائية والمتوسطة، فالبعض من أولياء التلاميذ لا يعير انتباهه لهذه المرحلة من عمر التلميذ فيترك ابنه يفعل ويقول ما يشاء بحجة انه ( المدلل) نحن ليس ضد دلال الطالب ولكن ضد تعلمه بعض الأنماط السلوكية غير الصحيحة والتي تترك آثاراً سلبيه على شخصيته وسوف تكون ملازمة له وبالتالي يصبح من الصعب عليه التخلص منها على اعتبار( التعلم في الصغر كالنقش على الحجر) وهو قول صحيح عند كثير من أهل الاختصاص. فيحدث أحينا في العملية التربوية بعض التجاوزات غير المقبولة والمخلة بالنظام التربوي من قبل بعض التلاميذ تجاه أستاذه أو زملائه في المدرسة والتي تتطلب علاجاً سريعاً ومشتركاً من قبل إدارة المدرسة وأسرة الطالب كي لا تصبح حالة مألوفة للتلاميذ ومن ثم تنعكس سلباً على مستواهم التعليمي والتربوي. فإذا تفاجأ إدارة المدرسة بدفاع ولي أمر التلميذ المسيء حتى بعد اطلاعه على تصرفات ابنه غير المرضية وبدلاً من أن يعتذر عما بدر من ابنه من إساءات بحق أستاذه أو زملائه في المدرسة نراه يحتج وبشدة على توبيخ ابنه!! ويؤيده بما قال بحق الأستاذ أو المدرسة!! هذا الموقف غير المسؤول من قبل الأب والمؤيد والمساند لسلوك ابنه غير الصحيح سيترك بصمات واضحة على شخصية الابن وسوف يدفع ثمنها الأب قبل الابن في المستقبل.. وكذلك تتأثر العملية التربوية بالصداقة، فمن الطبيعي أن يكون لكل تلميذ صديق أو اكثر ولكن من غير الطبيعي أن نهمل هذا المقطع المهم من حياة أبنائنا بدون متابعة وتوجيه وتمحيص دقيق حول نوع الصديق الذي يتخذه أبناؤنا، لأن الصاحب كما يقول الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم)(رقعة في الثوب فلينظر أحدكم بما يرقع ثوبه). فالثوب الأبيض لا يرقع برقعة سوداء. ومما يؤثر أيضاً على أبنائنا التلاميذ اليوم الأجهزة الحديثة والمتنوعة المتمثلة بوسائل ألاتصال(الموبايل) والكومبيوتر والانترنيت وأجهزة الإعلام المقروءة منها والمسموعة والمرئية التي غزت عقول وأذواق أبنائنا وبناتنا دون سابق إنذار والاستخدام المفرط وغير الصحيح لهذه الأجهزة وبدون ضوابط او رقابة سوف تشكل عبئاً إضافياً يلقى على عاتق الأسر والمؤسسات التربوية والتعليمية. وإضافة إلى ما ذكرناه من عوامل مؤثرة برزت في النصف الثاني من العام الدراسي الماضي سلبية جديدة تمثلت بهبوط واضح بالمستوى العلمي للتلاميذ وعدم رغبتهم بالدرس والمدرسة. وبعد البحث عن أسباب هذه السلبية مع إدارات المدارس الأخرى وهيئاتها التعليمية تبين لنا إن السبب واحد في جميع المدارس تقريباً وهو العطل الكثيرة الرسمية وغير الرسمية والمتكررة التي خلقت فجوه بين التلاميذ والمدرسة مما أضعفت العلاقة الترابطية بينهما وبالتالي ألقت بظلالها على المستوى العلمي والانضباطي لأبنائنا الطلبة بالإضافة إلى وجود ملاحظات على بعض المناهج التعليمية والتربوية ناهيك عن قدم هذه المناهج، فأصبحت لا تواكب التطور الذي شهده العالم اليوم، علماً إن هذه المناهج تتحدث عن أمور قد أكل الدهر عليها وشرب! وكذلك النقص الكبير والواضح في عدد المدارس وتقادم أبنيتها وانعدام الوسائل التعليمية فيها، كل ذلك سوف يؤدي إلى تأخر المسيرة التعليمية والتربوية في البلاد مما يتطلب وقفة جادة من قبل الأخوة المسؤولين و المعنيين بتطوير المناهج التعليمية والأبنية المدرسية للنهوض بواقع تعليمي وتربوي ينسجم وتطلعات المرحلة الجديدة التي يشهدها العراق والعالم. هذا بعض ما وجدناه مؤثرا على المسيرة التربوية والتعليمية ومحاولة إيجاد حلول ناجعة وسريعة لها للنهوض بمستوى علمي وأخلاقي يليق بعراقنا الجديد (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون )..
نظرة فـي العملية التربوية والتعليمية
نشر في: 4 أكتوبر, 2010: 05:27 م