اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > شبح"ماكسيم"يدور في بغداد! .. الكـاتـم..من خنق الأصوات الى سلاح لقتل الأرواح

شبح"ماكسيم"يدور في بغداد! .. الكـاتـم..من خنق الأصوات الى سلاح لقتل الأرواح

نشر في: 4 أكتوبر, 2010: 05:31 م

وائل نعمة – ايناس طارقاصطدمت السيارة بإحد الجدران الكونكريتية، تسارع الموجودون من المارة واصحاب المحال اليها، كان ظنهم انه حادث اعتيادي، لكن سرعان ما اكتشفوا غير ذلك، وكان الرجل في داخلها ينزف من رقبته!بعد اجراء التحقيقات من قبل الجهات الامنية اكتشف انه اصيب بعيار ناري من مسدس كاتم للصوت صوب اليه من مسافة قريبة،
 وبعد تطويق المنطقة والبحث عن سيارة او اي شخص يشتبه به بحادث القتل، لم يستطيعوا ان يجدوا احداً لان الكاتم الذي قتل فيه المجني عليه يستخدم خصيصا للاغتيالات الصامتة. اخترع ""هيرام برسي ماكسيم " كاتم الصوت في بدايات القرن الماضي، وهو جهاز يستخدم لتقليل الضوضاء التي يحدثها ضجيج الآلات، كجهاز كتم الصوت في السيارة عند خروج الغازات من محركها، حيث تمرر هذه الغازات بعد خروجها من أسطوانة المحرك بانبوب فيه مجموعة من الثقوب الصغيرة لتقليل سرعة الغازات  حتى ينخفض ضغطها المرتفع بحيث تخرج بالضغط الجوي العادي، فلا تحدث صوتاً مرتفعاً، وفكرة "ماكسيم " استخدمت في  تقليل الأصوات الناتجة عن إطلاق النار من الأسلحة، وقد انتشر هذا الجهاز سريعاً، واصبح بشكل اسطوانة معدنية تركب على فوهة السلاح تقوم بمنع الغازات الناتجة عن اطلاق العيار الناري من الاصطدام بجزيئات الهواء وبالتالي يكتم صوت الانفجار الذي يولده اطلاق الرصاص من الاسلحة، وحجم  وطول الاسطوانة يكون  على قدرحجم ونوع السلاح. وفي اربعينيات القرن المنصرم  تعاملت الولايات المتحدة مع كاتم الصوت على انه سلاح بحد ذاته، لذا اصدرت قانونا خاصاً يحد من بيع كواتم الصوت، ويفرض ضريبة عليها، واليوم فأن كل ولاية من الولايات المتحدة تتعامل مع هذا الأمر وفق قوانينها الخاصة، ولذلك تجد ان كواتم الصوت محرمة قانونياً في بعض الولايات ومسموح بها في ولايات اخرى.القتل الصامتوعلى ما يبدو أن "شبح ماكسيم " اصبح يدور في بعض مناطق بغداد والمحافظات الاخرى، فقد اعلن مرصد الحقوق والحريات الدستورية احد المنظمات المعنية باعداد تقارير واحصائيات عن الوضع الامني في البلاد نشر على موقع المرصد في وقت سابق  عن ارتفاع ضحايا الاغتيالات بالمسدسات الكاتمة للصوت ليصل الى 686 ضحية منذ بداية العام 2010 ولغاية السابع عشر من ايلول الماضي. وذكر المرصد في بيان صحفي انه " لاحظ تنامي ظاهرة الاغتيالات المنظمة باستخدام المسدسات الكاتمة في بغداد واغلب محافظات العراق والموجهة نحو شرائح معينة ومنهم على سبيل المثال، موظفون وشخصيات اجتماعية ومرشحون في الانتخابات وكذلك ناشطون سياسيون ورجال اعمال وغير ذلك ".واضاف "عند الرجوع لقاعدة البيانات التي طورها المرصد والتدقيق في اعداد المدنيين الذين سقطوا نتيجة انتشار هذه الظاهرة المفزعة، تبين ان هنالك ارتفاعا كبيرا في اعداد المدنيين الذين كانوا ضحايا هذه الظاهرة ومنذ بداية عام 2010 ولغاية كتابة هذا التقرير ".وتابع "وجد ان عدد الذين اغتيلوا وخلال الفترة الممتدة من 1 كانون الثاني 2010 ولغاية 17 ايلول الحالي 2010 وصل الى 686 ضحية بارتفاع واضح بالقياس للسنوات 2009 و2008 ".وذكر المرصد انه "عند تحليل تلك الظاهرة نجدها تنتشرعند وجود ازمات سياسية تمر بها البلاد، وعليه وطبقا لفهم ما يجري من احداث فان تأخر تشكيل الحكومة قد يكون احد اهم اسباب انتشار هذه الظاهرة الخطيرة كوسيلة لتصفية الحسابات بين الخصوم السياسيين.rnمن أين يأتي الكاتم؟فيما تضاربت الآراء حول مصادر هذه الاسلحة، فيشير عدد من المسؤولين الامنيين الى انها تدخل من خارج البلاد، في وقت تعلن قيادة عمليات بغداد عن اكتشافها عدداً من الورش في العاصمة تصنع هذه الاسلحة وتبيعها باسعار تصل الى اكثر من 1000 دولار، فيما ينتقد "مهنيون " في "الحدادة "  هذا الكلام ويعتقدون ان الكواتم تحتاج الى مصانع متخصصة لصناعتها ولاامكانية في صناعتها بالداخل.ومع تصاعد نشاط تنظيم القاعدة في بغداد من خلال استهداف عناصر الجيش والشرطة وعناصر الصحوات والموظفين وحتى المدنيين، استطاعت القوات الامنية ان تلقي القبض على مجاميع ارهابية في مناطق الطارمية و المشاهدة والعبايجي، يقومون بعمليات الاغتيال، واكد مصدر امني لـ"المدى " رفض ذكر اسمه، ان المجاميع التي القي القبض عليها في الطارمية والتي تقوم بتصنيع الكواتم لها علاقة بمجموعة اخرى كان قد القي القبض عليها في منطقة الاعظمية تنفذ عمليات اغتيال بالمسدسات الكاتمة، واعترفت انها حصلت على الاسلحة من ورش حدادة تقوم بتصنيعها في منطقة الشيخ عمر، وعند التحقق من الامر اوضح اصحاب الورش بان المجموعة طلبت منهم تصنيع "بوري" حديدي بقياسات معينة وليس ككاتم للاسلحة. ولم يثبت انهم كانوا على علم بانه مصنع لكي يستخدم للمسدسات، وعلى اثرها تم اطلاق سراح اصحاب الورش، ولكن بعد ان تم القاء القبض على مجاميع في الطارمية تغتال بالسلاح الكاتم اعترفوا بأنهم حصلوا عليها من ورش في منطقة الشيخ عمر ايضا "الحي الصناعي "، على اثرها تم القاء القبض عليهم من جديد. واضاف المصدر

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram