نجم والي إلى ألف..نون.. عين.. ألف.. ميم...الجواب الذي أعطته سيدة أميركا الأولى، ميشائيلا أوباما كان ملفتاً للنظر، خصوصاً وأنه خرج من فم السيدة رقم واحد لدولة عظمى رقم واحد: "ممف"، ذلك هو كل ما قالته ميشائيلا أوباما، دون أن تنطق كلمة واحدة توضح فيها هذه "الممف"، القصيرة،
التي أرادتها أن تكون الجواب المباشر، والصادق في الوقت نفسه على السؤال الذي وُجه لها في المقابلة، "إذا كانت هناك بشكل عام علاقة زوجية حقيقية مبنية على المساواة، خصوصاً إذا كانت الزوجة هي زوجة أقوى رجل في العالم؟"، لكنها أيضاً "الممف" هذه، التي جعلت باراك أوباما يتدخل في الجواب. كان من الصعب عليه طبعاً أن يترك الـ"ممف" هذه دون تعليق. "كلا، هنا يجب أن أكون حذراً جداً"، بدأ أوباما جوابه، كأنه أراد عن طريق جملته تلك أخذ بعض الوقت للبحث عن الكلمات المناسبة والتي على عادته سيجدها في المزاح: "المساعدون الذين يقفون إلى جانبي في البيت الأبيض، يهتمون بشكل واسع بكل ما تفكر به السيدة الأولى، أكثر من اهتمامهم بما أفكر به أنا."نعم، كاد الجميع في البيت الأبيض يضحكون للمزحة تلك: ميشائيلا وباراك أوباما، المستمعون المجهولون في الكواليس، وأيضاً جودي كانتور، النجمة الصحفية وكاتبة الريبورتاجات الألمعية في النيويورك تايمز، وهي كما تعلق في ريبورتاجها المنشور في المجلة الأميركية رقم واحد، لم تعرف مطلقاً أن رئيساً أميركيا وزوجته "تحدثا بهذا الشكل الصريح عن حياته الشخصية قبل الآن"، إذا لا تريد القول، أنها لم تعرف رئيسا أجنبياً وزوجته فعلا ذلك من قبل. بل أنهما بدوا في جلستهما على الصوفا أمامها، مثل من يجلس في جلسة للعلاج النفسي! أجوبتهما الثرية في المقابلة تقدم شهادة توثيقية عن الأزمات السابقة التي مرت بها حياتهما الزوجية وعن شجاعتهما بمواجهة تلك الأزمات بصراحة، أما صمتهما بالإجابة على بعض الأسئلة "المحرجة" فيبوح حقيقة "كم كانا قريبين من الانفصال عن بعض ذات يوم".هذا ما حدث في نهاية التسعينيات. في ذلك الوقت بدأ صعود مجد باراك أوباما السياسي في برلمان الولاية الإتحادية "إلينويس". في تلك الفترة أصبح أوباما أكثر إنشغالاً برحلاته السياسية، نادراً ما وجد الوقت الكافي للعائلة الصغيرة، بينما كان على ميشائيلا ألا تبقى في البيت وحسب، بل كان عليها أن تعثر على توازن بين وظيفتها والإعتناء بإبنتها الصغيرة آنذاك "ماليا"، وما كانت تملكه من نقود لا يكفي لتسديد ظروف العيش. الوضع ذلك قاد الإثنين إلى الشجار، كما هي الحال عند العديد من الآباء الشباب المتزوجين حديثاً. في ذلك الوقت، وهذا ما يتذكره الآن الرئيس الأميركي في مقابلته الأخيرة، إتهمته زوجته معنفة، "أنت دائماً في سفر، ونحن مفلسون، أين العدالة في هذا التعامل؟" ذلك ما شكته أيضاً ميشائيلا لصديقة لها وهما جالستين على مصطبة مكان لعب الأطفال، والتي أباحت لها أيضاً بأنها ترى أن الوقت حان: "لكي أقرر، رغم أن الأمر يمزقني".كم كان الطلاق قريباً إذن؟ تسأل الصحفية، فيجيبها باراك أوباما مخففاً من القضية: "كلا، من الممكن أن يقرأ المرء الوضع بقراءات مختلفة"، ثم يضيف، "لكنني لا أريد أن أمنح الإنطباع هنا، كما لو أننا لم نعش أزماناً صعبة جداً". وهل ذهب الزوجان إلى شخص مختص بشؤون الزواج، أو إلى طبيب نفسي؟ لم تشأ ميشائيلا الجواب على هذا السؤال، فضلت الصمت، لكنها، كما وصفتها الصحفية، تشير لها بنظرة جادة، بأن على زوجها التفضل بالإجابة بدلها على هذا السؤال، "فكرتي كانت، بأنه كان من المهم بالنسبة لنا، بأن نعمل على ذلك"، قال باراك أوباما، ليصمت قليلاً ثم يضيف بحماس: "لم تكن هناك نقطة، أستطيع التوقف عندها، واقول هنا شعرت بالخوف على حياتنا الزوجية".ليس كل ما تحدثت به النيويورك تايمز في ريبورتاجها أو تحليلها الخاص بحياة الزوجين رقم واحد في أميركا، هو بالأمر الجديد. فالرأي العام في أميركا يعرف، كيف أن ميشائيلا صارعت مع نفسها طويلاً، لكي تتقبل في النهاية فكرة تقاسم زوجها مع جمهوره الواسع، وتتقبل في الوقت نفسه فكرة ترك وظيفتها وراءها شيئاً فشيئاً. ولكي تحصل على توازن نفسي خاص بها، لم يبق أمامها غير أن تعلق بتندر، بأن باراكـ"ها" ليس معصوماً من الخطأ، ليس إنساناً كاملاً، "ليس الله"، إنما هو إنسان مثل بقية البشر. ربما كانت تلك الحادثة التي وقعت لها، وكادت تطيح بترشيح زوجها، عندما صرحت بجملتها المقتضبة، بأنها "تشعر للمرة الأولى بالفخر ببلادها"، هي التي حسمت الأمر بالنسبة للدور الذي عليها أن تلعبه، بعد أن شعرت في ذلك الوقت الذي أصبحت فيه نجمة إلى جانب زوجها، بأن من السهولة التورط في كل جملة يمكن أن تنطق بها. كانت تلك هي اللحظة التي بدأ فيها خبراء الدعاية والتسويق الذين عملوا إلى جانب زوجها، بالعمل على تقديم شخصيتها، بصفتها زوجة مخلصة وجميلة. في المشاهد المنظمة أمام الرأي العام كان على الأم المحبوبة والزوجة الرقيقة أن تطيح بصورة ال
منطقة محررة :الحياة الزوجية عمل.. ميشائيلا وباراك أوباما نموذجين
نشر في: 5 أكتوبر, 2010: 05:23 م