TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > الأحزاب العربية أزمة النظرية وإشكالية التطبيق

الأحزاب العربية أزمة النظرية وإشكالية التطبيق

نشر في: 5 أكتوبر, 2010: 05:53 م

طارق الجبوريفي البداية فإن الأمانة العلمية تقتضي ان اشير الى ان فكرة الموضوع ليست من بنات افكاري وليس لي فضل فيها ، بل جاءت في سياق حديث مع إحدى الشخصيات المتابعة والمهتمة بالشأن السياسي في العراق وتجربته الغنية. حديث بدأ بمناقشة موضوع سبق
 نشره في صفحة آراء وأفكار عن الاشتراكية وهل ان فقدان بريقها كان بسبب سوء تطبيق في المجتمع ام بسبب ازمة ظلت ملازمة للاحزاب السياسية في العالم الثالث ومنها محيطنا العربي تتمثل بعدم وجود نظرية واضحة للاشتراكية وشكلها ومدى انسجامها مع الواقع  ،وهو نفس السبب الذي ادى الى انهيار الاتحاد السوفيتي بهذا الشكل المروع دون ان يجد حتى أفراداً بعدد أصابع اليد يصمدون للدفاع عن المقر الرئيس للحزب الشيوعي في موسكو، وتحول قادة شيوعيون في الدول التي انسلخت من الاتحاد السوفيتي الى منظرين بارعين للنظام الرأسمالي ، كما أشار إلى ذلك محدثي صاحب التجربة الطويلة في العمل السياسي. وقد تشعب الحديث الى تساؤلات وافكار متنوعة يصلح كل منها لان يكون موضوعاً بحثياً بحد ذاته يستلزم شحذ همة الكتاب والاكاديميين والسياسيين واستكتابهم ، بل ان بعض الافكار تحتاج الى اكثر من ذلك لتحويلها الى مشروع بحثي رصين تؤخذ فيه آراء وملاحظات عدد من قواعد وقيادات الاحزاب السياسية التي شغلت الساحة السياسية في العراق منذ الاربعينات حتى الآن على اقل تقدير .. أفكار وتساؤلات تستحق وقفات تأملية ربما تساعد على استشراف بعض ملامح مستقبل العراق الآتي.وعودة الى مقالنا موضع البحث بشأن ازمة الاحزاب السياسية بمختلف مشاربها واتجاهاتها، لابد من المرور ولو بشكل تاريخي سريع على ابرز ما كان متعارف عليه في تصنيف هذه الاحزاب وجذور انتماءاتها الفكرية ، فالماضي مهم على ما يثير فينا من وجع وألم لنتبين من خلاله الحاضر ونصحح بعض مساراته انطلاقاً للمستقبل. وبشكل عام فقد جرى العرف في محيطنا العربي ومنه العراق  حتى وقت قريب الى تصنيف التيارات السائدة في ساحة العمل السياسي الى ثلاثة اشكال وانواع ان صح التعبير هي :1ـ تيارات يسارية اتخذت من المنهج الماركسي دليلاً لها،من أبرزها بشكل خاص  الاحزاب الشيوعية التي امتدت في البلدان العربية بتسميات مختلفة بحسب الظروف التي كانت تحكم كل بلد من البلدان التي تعمل بها، واختلفت تأثيراتها من مكان الى آخر، دون ان نغفل اتجاه بعض الحركات القومية الى اعتماد نفس النهج ومنهم ما اصطلح على تسميتهم (القوميين الماركسيين).2ـ تيارات قومية مختلفة في اغلبها امتداد للحركات التي كانت مناوئة للسيطرة العثمانية مثل: العربية، الفتاة وقد تأثر معظمها كثيراً بالافكار الأوروبية وتطورت بعد نيل كل بلد استقلاله لتعمل بمسميات مختلفة من ابرزها التيارات الناصرية على مختلف مسمياتها وحزب البعث الذي  صار في ما بعد حزب البعث العربي الاشتراكي بعد ان توحد مع الحزب الاشتراكي العربي الذي اسسه اكرم الحوراني .3ـ تيارات رجعية وكان يقصد بها الاحزاب الدينية بشكل خاص كالاخوان المسلمين وبعض التجمعات التي لم ترق بعد الى مستوى العمل التنظيمي بسبب موقف المرجعيات الرافض الى وقت متأخر في العراق تشكيل احزاب اسلامية، إضافة إلى ان هنالك أحزاباً أخرى محافظة يمكن ان تندرج ضمن هذا التيار كالحزب الدستوري في العراق وحزب الوفد في مصر . ومن اللافت للنظر انه في الوقت الذي استقت معظم الاحزاب العربية منطلقاتها الفكرية الاولى متأثرة بأفكار انطلقت من أوروبا ، عدا الأحزاب الدينية، فإنها قد عجزت عن مواكبة تطور الافكار والعمل السياسي فيها وبقيت تتخبط في مناظرات عقيمة عن الستراتيجية والتكتيك، دون ان تعي انها لم تكن تمتلك مقومات علمية لايدلوجيتها التي لم تفرق او تضع حدوداً بينها وبين واقع العمل الستراتيجي الذي اختلط على بعضها مع  ما تصورت انه نظرية واضحة المعالم، في حين انها ابعد ما تكون عن ذلك.  وفي الوقت الذي جعلت احزاب اليسار العربي وفي مقدمتهم الشيوعيون من النظرية الماركسية اللينينة هادياً لها، فإنها ولسنوات طويلة ظلت تتمسك بما لقنته اياها دورات الإعداد في موسكو او براغ او غيرهما من دول المعسكر الاشتراكي آنذاك ، دون ان تتعب نفسها لوضع نظرية  خاصة بها متجاهلة ان لينين نفسه قد طوع افكار ماركس بما يتناسب وظروف الاتحاد السوفيتي آنذاك، وقد يكون احد اسباب الانهيار السريع لهذا المعسكر جموده وعدم مواكبته تطور الحاجات الانسانية للمجتمع، ومع ان البعض من هذه الحركات قد انتبه الى هذا الموضوع متأخراً إلا أن ما يؤخذ على معظم الاحزاب الشيوعية العربية نظرته الخاطئة وغير الواقعية لظروف العمل السياسي التي  انعكست بصورة تحالفاته مع بعض  الانظمة والاحزاب والشخصيات التي وظفت ذلك لصالحها، وألحق أفدح الأضرار بمعسكر اليسار العربي بشكل عام ومنه الحزب الشيوعي العراقي الذي تعرض الى اكثر من كارثة  بسبب تحالفاته التي جعلته مكشوفاً امام خصومه ومنافسيه، وبالتالي  أودت بحياة عدد غير قليل من مناضليه . أما الأحزاب أو الحركات القومية فان نظرة الى برامج بعضها تؤ

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram