اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > مهرجان عراقي يسقط ضحية لقوى التطرف

مهرجان عراقي يسقط ضحية لقوى التطرف

نشر في: 5 أكتوبر, 2010: 06:49 م

ترجمة: عمار كاظمكان النظام السابق يعقد مهرجان بابل في نهاية فصول الصيف الحارة من كل عام على موقع الخرائب التاريخية لنبوخذ نصر وحمورابي وعلى بعد ساعة جنوب العاصمة بغداد فقد كان تعبيرا دعائيا لجنون العظمة مستمرا حتى خريف عام 2002 حينما كانت الهمسات تدور على الحرب في العراق و متحولا الى ساحة لأدانة الولايات المتحدة .
هذا العام قررت وزارة الثقافة العراقية احياء هذا المهرجان لمدة ثلاثة ايام وبدعم من قبل رئاسة الوزراء لأظهار هذا الاحتفال بالعراق الديمقراطي الجديد  لكن بدلا من ذلك سقط المهرجان ضحية للأنشقاقات  الدينية والسياسية  والفوضى التي وجدت الديمقراطية لاستيعابها .  عشية  افتتاح المهرجان يوم السبت الماضي وعند وصول العديد من الفرق الأجنبية الموسيقية  وفرق الرقص قام نائب المحافظ بمنع الموسيقى والرقص محتجا بوجود مناسبة دينية وقد ادى ذلك المنع الى تخريب معظم برنامج نهاية الاسبوع في المهرجان والذي تم الاعداد له مقدما منذ عدة اشهر تاركا العشرات من المؤدين الذي جاءوا جوا من الجزائر واذربيجان والدنمارك وفنلندا وايران وروسيا يمضون وقت الفراغ في التسكع في خرائب بابل . تقول نورهان محمد عبد الحميد وهي راقصة مصرية في فرقة فرعون النيل الفلوكلورية  لقد تدربنا على تقديم تلك الرقصات وكان على العرض ان يقدم وكانت هناك ايضا فرقة مسرحية من محافظة الديوانية قد قدمت لتقدم عرضاً مسرحياً يسمى " العولمة " يستعرض مأساة العراقيين الذين تم تهجيرهم اثناء العنف بالاضافة الى فرقة مسرحية اخرى لديها عرض يدعى " الشيطان". هناك اشياء لم تتغير ابدا فقد كان هناك معرض للصور والرسم ومعرض للكتاب وقراءات شعرية . كان الحضور متناثرا وبدوا مع المراسلين والمؤدين الذين لايؤدون اكثر عددا من الجمهور وكان قد تم الترويج بشدة لهذا المهرجان من قبل المسؤولين في بغداد لكن لم يتم الاعلان عنه في مدينة الحلة مركز محافظة بابل التي تجاور الاثار . بحلول يوم الاثنين وهو يوم الذروة في المهرجان تم الغاء البرنامج بكل بساطة وتم اعادة الموسيقيين والراقصين الى بغداد بعد فترة الغداء، يقول علي المخزومي وهو مسؤول في وزارة الثقافة العراقية والمسؤول ايضا عن رعاية الزوار الاجانب " لقد اردنا احياء هذا المهرجان  بشكل جديد في عراق جديد"،  لكن يبدو ان النتيجة هي خيبة الامل لقد افشلتنا بل ولانعني هنا الناس بل حكومة المحافظة .لقد بدا من النظرة الاولى ان المنع على الموسيقى والرقص انه يعكس سيطرة الاسلاميين المحافظين هنا لكن محافظة بابل معروفة  بموقفها المعتدل نسبيا من تعدد الثقافات  وكما في كل شيء هنا يبدو ان السياسة هي التي تحكم وقد اعلن نائب المحافظ صادق المحنا المنع على الموسيقى والرقص بغياب المحافظ سلمان الزركاني المعروف بموقفه الداعم لترويج السياحة في المحافظة وعمل من اجل احياء المهرجان لكن السبب وراء غيابه لم يكن واضحا كما لو انه كان تحت تحري مجلس المحافظة الذي انتخبه وقد تذرع نائب المحافظ صادق المحنا ان وزارة الثقافة قد انتظرت طويلا لكي ترسل برنامج فعاليات المهرجان بما فيها فعاليات الرقص والموسيقى وهو ما يتعارض مع وجود المناسبة الدينية لكنه قال ايضا ان الناس كانوا يعترضون على طريقة العرض القريبة جدا من تقاليد النظام السابق مضيفا " ان ذلك يذكر الناس بما كان صدام معتادا على فعله " . يقول عضو مجلس المحافظة علي حسين غزار كان يعارض قرار المحنا قائلا " صحيح اننا نعارض الرقص والغناء لأنه غير مقبول من الناحية الدينية لكننا اشرفنا على المهرجان " مضيفا " اعتقد ان سبب فشل المهرجان هو سياسي وليس دينياً " وقد رفض التحدث عن المسرحية القادمة من الديوانية لانها لا تملك معايير جيدة جدا .وكانت هذه المشكلة قد تسببت في احراج لوزارة الثقافة حيث كان المؤدون ينتظرون مع امتعتهم في احد الفنادق في بغداد ليلة الاثنين وهم غير عارفين ما ستكون عليه الخطوة القادمة بينما يبذل المسؤولون جهدا لأيجاد اماكن لتقديم عروضهم في بغداد. تقول احدى عضوات الفرق التي قدمت الى بغداد وهي ترتدي ما يشبه شبكة الصيد على شكل تي شيرت نسائي  فوق بنطالها الجينز كم كان العراق جميلا وهي تزوره فهي لم تشعر ان هناك حربا على حد قولها بينما مدير الفرقة محمد ابراهيم كان محبطا لكنه كان في الوقت ذاته حذرا من القاء اللوم على احد قائلا " ربما كانت هذه هي الظروف وهي تحصل في اي مكان".عن: نيويورك تايمز

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram