انتباهفي السياقات المتحضرة، التي أدمنت العمل بها الدول ذات العراقة التاريخية في التحضر، في ما يخص المناهج التربوية، الالتزام أولاً وقبل كل شيء بعدد من الثوابت التي لا تقبل التلاعب ولا الدحض، ومنها ترسيخ حب الوطن وتكريس الانتماء اليه، بوصف الوطن الحاضن الأول والأخير لجميع مواطنيه، بصرف النظر عن تنوعهم الاثني والديني والاجتماعي والمذهبي والفكري وغير ذلك،
من اجل تمتين الشعور بالمواطنة الذي سيكون عاملاً حاسماً في ما بعد في الحفاظ على الوحدة الوطنية وتماسك اللحمة الاجتماعية.ولعل الانفتاح على آخر التطورات في ميادين العلوم الطبيعية والبحتة والعلوم الإنسانية والفنون والآداب، التي تنتجها مختلف الشعوب، بغض النظر عن قوميتها وبماذا تدين او تعتقد، يشكل عاملا حاسما في بث الحياة في ديمومة (العقل الاجتماعي) وإنتاج اجيال قادرة على البناء والتقدم بمجتمعها الى الامام.اليوم ونحن نعيش سنوات المخاض التاريخي للانعتاق من ربقة استبداد شوفيني قومي متعسف، اخضع الثقافة والتربية والتعليم الى منهجه الأحادي، وكرس قيم العنف والكراهية إزاء الآخر المختلف، وغيب قيم الخير والحب والجمال، ينبغي لنا اليوم اعادة النظر بنحو متوازن بكل اوجه المناهج التربوية القديمة، خارج التحيز للدين او المذهب او القومية، والتوجه في الخطاب التربوي الى الجميع بوصفهم يقفون على عتبة واحدة، الا وهي عتبة المواطنة. كاظم الجماسيKjamasi59@yahoo.com
انتباه
نشر في: 6 أكتوبر, 2010: 05:13 م