تعد خانقين من المدن التي يحسب حسابها في الانتاج الزراعي ، حتى سميت بواحة ديالى الزراعية ، إذ كانت تجهز بغداد وعدداً آخر بمختلف المحاصيل الزراعية بدءاً من الطماطة ومعظم انواع الخضراوات الأخرى ، الى معظم انواع الفواكه، كما ان خانقين من المناطق المهمة والقديمة في الزراعة حيث كانت الزراعة المهنة الاولى بالنسبة لـ70% من سكان المدينة والقرى المحيطة بها،
وتعد الحبوب التي تنتجها خانقين ولاسيما الحنطة والشعير من اجود انواع الحبوب في العراق. ومن اهم العوامل المشجعة على الزراعة في خانقين خصوبة التربة وتوفر المياه وملاءمة المناخ ، لذا فان خانقين بصورة عامة منطقة زراعية حيث توجد اراض واسعة صالحة للزراعة لوفرة مياه الامطار شتاءً والمناخ الملائم، غير ان مناطق خانقين الزراعية اخذت (تتصحر) لفقدانها الخصوبة المناسبة لنمو المزروعات شيئا فشيئا، ويفقد الكثير من المزارعين اسباب رزقهم فيتحولون الى العمل بمهن اخرى او يبيعون املاكهم الزراعية ليعتاشوا على اثمانها وقتا ومن ثم يضافون إلى أعداد جيش العاطلين عن العمل.ان من أهم الأسباب في هذا التراجع الكبير في القطاع الزراعي في خانقين، الإهمال شبه التام لمديرية زراعة المحافظة لاحتياجات المزارعين، من مواد كيمياوية وأسمدة وعلاجات وقروض زراعية بضمان حاصل الانتاج، كما ان تدخل الجانب الايراني في حجز مياه نهر الوند لفترات طويلة أسهم في جفاف الارض وبالتالي موت الكثير من المزروعات، وتوافد عدد كبير من العوائل النازحة اليها من مختلف مناطق المحافظة وبعض المحافظات الشمالية، زائداً ازمة السكن وغياب سلطة الدولة لوقت طويل، جعل حجم الأراضي المخصصة للزراعة تضمحل، فيما تتضخم المناطق السكنية، الأصولية والعشوائية على حد سواء، على حساب مساحة التربة الصالحة للزراعة.ان التغير الحاصل في وظيفة الأرض ووظيفة مستثمريها يعد نكوصا اجتماعيا واقتصاديا ينبغي ان يلفت انتباه ذوي الشأن من المسؤولين قبل فوات الأوان. من المحرر
خانقين.. وتغيير وظيفة الأرض وساكنيها
نشر في: 8 أكتوبر, 2010: 06:32 م