كركوك/ السومرية نيوزانتقد مسؤول في وزارة الثقافة، امس الجمعة، إدارات ومجالس المحافظات الجنوبية لمنعها إقامة عدد من المهرجانات الفنية والموسيقية التي كانت ستنظم في أراضيها، بحجج تزامنها مع مناسبات دينية، فيما حذر كاتب من مخاطر الحد من حرية المثقفين والفنانين في تلك المحافظات.
وقال معاون مدير قسم الفنون في دائرة الثقافة و الفنون بوزارة الشباب والرياضة محمد عيسى لوكالة"السومرية نيوز"، إن"الدائرة كانت حددت موعدا لعقد مهرجان الأغنية الريفية في البصرة الشهر الجاري، ولم توافق إدارة ومجلس المحافظة على إقامته بحجة تزامنه مع مناسبة دينية"، مبينا أن"إدارة المهرجان اضطرت إلى نقل فعاليات المهرجان إلى مدينة الحبانية في محافظة الأنبار" وأضاف عيسى "كما نقلت الدائرة الشهر الماضي فعاليات مهرجان العزف على الآلات الموسيقية الذي كان من المقرر إقامته في مدينة بابل، إلى بغداد، بعد إبلاغهم من قبل مجلس المحافظة بأن جميع الفنادق مشغولة ولا يوجد مكان لاستقبال الوفود"، منتقدا مجالس تلك المحافظات على"ممانعتها من إقامة المهرجانات التي تعكس ثقافة وتاريخ محافظاتنا"، بحسب تعبيره. من جهته، اعتبر الكاتب محمود نوري أن"الفن والثقافة في جنوب العراق يواجهان خطرا وانحسارا بسبب قيام بعض الشخصيات المسؤولة بالنظر إليهما على أنهما أمران خطيران على المجتمع"، معتبرا أن"التطرف بالتزام الجانب الديني يسهم بشكل كبير في الحد من الحريات الثقافية والفنية في تلك المحافظات". ودعا نوري وزارة الثقافة إلى"مناقشة مقترح إقامة المهرجانات من قبل الشركات، كي لا تقع في إشكالات هي في غنى عنها"، مشيرا إلى"وجود العديد من الشركات ذات الخبرة الكبيرة في إقامة المهرجانات الفنية والثقافية، إضافة إلى عدم تأييدها جهة ضد أخرى". وكان سياسيون وناشطون انتقدوا القرار الذي اتخذته الحكومة المحلية لمحافظة بابل المتمثل بمنع إقامة الحفلات الموسيقية والغنائية واصفين إياه بـ"غير الحكيم"، وأنه يشكل خرقاً واضحاً للدستور العراقي الذي ينص على احترام حرية المواطن العراقي الفردية والشخصية. يذكر أن محافظة بابل اختتمت فعاليات مهرجان بابل الدولي الأول في مدينة بابل الأثرية، في السادس من شهر تشرين الأول الجاري، بافتتاح معرض السمبوز للفنون بمشاركة لوحات لفنانين أوربيين وعرب وعراقيين جسدت معالم مدينة بابل الأثرية، فيما أثار منع العروض الموسيقية امتعاض عدد من المثقفين والإعلاميين، داعين إلى محاسبة الحكومة المحلية لوقوفها ضد الحريات الشخصية.