بغداد/ المدىالطابور يعني الاصطفاف وهو انتظام مجموعة من الناس في نسق منظم للحصول على شيء معين كالمراجعة للدوائر او تسلم معونات إنسانية.. وهو يؤدي وظيفتين متناقضتين الأولى الحفاظ على نظام وتسهيل المراجعات وإيصال حقوق الناس وهي ايجابية وإرهاق المواطن والضغط عليه ربما بشكل متعمد لإكمال معاملته
وفي الشارع مثلا لا يوجد التزام بين الناس بسبب عدم وجود (ثقافة الطابور) فمن يكون في مرآب السيارات يركض خلف السيارة ليسبق غيره وكذلك من يكون في السوق يسارع حتى يكون أول المستلمين ومن يراجع الدوائر التي يستوجب الأمر النظام عند مراجعته لها، تراه يتدافع حتى يكون أول من يصل الى الموظف، وهذا الأمر يعتبر تعدياً على حقوق الآخرين، كما ان الدوائر الحكومية كذلك لم توفر الوسائل والأدوات اللازمة لنجاح (الطابور) بصورة سليمة، فالذي يراجعها لا يجد حتى مكاناً ليجلس فيه لغرض الانتظار .وهناك طرق مختلفة في استغلال الطوابير من قبل الآخرين إذ ثمة من يتواجد في هذه الطوابير لاستغلال الناس وابتزازهم، بسبب ما يعانونه من تعب ناتج عن الانتظار المضني ما يضطرهم الى التعامل (بالرشوة) مع (سماسرة)، ربما يكونون وهميين والحال في بعض الدوائر هو ان الموظفين لا يؤدون عملهم بصورة صحيحة، وبالتالي تتراكم المعاملات ويزداد طول الطابور وتقع على عاتق الجهات الرقابية في تلك الدوائر متابعة ذلك وحث الموظفين على إنجاز العاملات التي يتحمل في سبيل إنجازها المراجعون المشقة والتعب والمال. وتعد أطول الطوابير في العالم الطوابير الموجودة في العراق، ما يعكس جهل البعض فائدة الالتزام بالنظام التي ترتبط بأمرين الأول "ثقافة الشعوب" التي اعتادت على هذا السلوك المتحضر عبر عملية تربية اجتماعية للنشء الجديد وغرس قيمة حب النظام فيه منذ الصغر حتى تتبلور هذه المبادئ وتكون جزءاً من شخصيتهم ونشاطهم في الحياة والأمر الثاني يتمثل في البيئة او المحيط الذي يلعب دورا مشابها، فإذا كانت القلة هي التي تريد النظام والالتزام فيما الكثرة تعمل بالضد فإن الأمر نهايته الفشل المؤكد.ويقال ان الرئيس التركي رجب طيب اوردغان عند ذهابه الى السوق واقتناء الأشياء فأنه يفعل ما يفعله الناس بالوقوف في الطابور والالتزام، وبين ان هذا السلوك سيعطي انطباعاً لدى الناس بأن من يقودهم هو أول الملتزمين، فيكون قدوة في التقليد والاقتفاء، لكن عندما يرى الناس ان موظفاً بسيطاً يخرق هذه القواعد مستغلا سلطته، فإنهم بالتأكيد سيأخذون فكرة سلبية عن النظام الهرمي الحكومي ككل.
صح النوم!!! .. ثقافة الطابور
نشر في: 9 أكتوبر, 2010: 07:13 م