بغداد/ نورا خالد تصوير/ أدهم يوسف مهنة شاقة وجميلة غالبا ما يتوارثها الأبناء والأحفاد  في محاولة منهم للحفاظ على هذا الإرث المهني الجميل وديمومته، تعد من أقدم الصناعات النسيجية اليدوية، ومن أصعبها لحاجتها الى مواصفات دقيقة ومهارة عالية في صناعتها سواء في اختيار نوعية
 الصوف وغزله وحياكته a خياطته على أيدي امهر العاملين، انها مهنة صناعة العباءة  العراقية التي ذاع صيتها في اغلب الدول العربية والخليجية خاصة، وبرغم منافسة العباءة المستوردة للمنتج المحلي الا ان العباءة المصنعة محليا تبقى هي المرغوبة عند الرجال برغم ارتفاع أسعارها.البحث عن العباءة العراقية دفعنا لان نقوم بجولة في سوق الاستربادي، فعند دخولك هذا السوق  الشهير في الكاظمية تشعر بعبق الماضي وتجد العديد من  الخياطين وهم يقومون بعملهم بكل هدوء وحذر، لان أي خطأ بسيط سيكلفهم الكثير من الاموال كما يقول علي الكناني صاحب محل (الكناني لصناعة العباءة الرجالية)، وأضاف: ورثت المهنة عن أبي، الذي ورثها عن جدي، ونحن نعمل بهذه المهنة منذ 35 عاماً وأشار محدثي: إلى إن العباءة الرجالية أنواع حسب المناطق في العراق، فهناك العباءة الكلبدون الخاصة بأهل المنطقة الغربية، إما عباءة التحرير فيفضلها أهالي الجنوب و الفرات الأوسط،وتختلف أسعارها حسب نوع الخيط والغزل،  فغزل العمارة أجود  أنواع نسيج العباءات والذي تكون ألوانه طبيعية ومغزول يدويا ويصل سعر العباءة منه الى مليونين ونصف ومثل هذا النوع لا يطرز الا بالخيط الفضي المطلي بالذهب وغالبا ما يقتنيها شيوخ العشائر العراقية وشيوخ وأمراء الخليج. وتأتي بالدرجة الثانية الأنسجة المنتجة في مدينة النجف، والتي تستخدم فيها غزول مصبوغة بألوان مختلفة  وهي مرغوبة لدى دول الخليج.وأضاف: ما يميز العباءة العراقية عن غيرها هو صناعتها اليدوية بجميع مراحلها ودقة عملها وجودتها، وعن أكثر الألوان المطلوبة قال: الأسود، والأصفر والذهبي والأحمر والاعشم (الرصاصي) والإبراهيمي وهو اسود مائل إلى البنفسجي والكحلي القريب إلى الأسود.صاحب محل (...) أكد لي إن الطلب ازداد على اقتناء العباءة بعد التغيير نتيجة زيادة رواتب الموظفين ولكن ما يلاحظ الآن هو زيادة الطلب على العباءة المصنوعة في الصين من النسيج الميكانيكي لانخفاض سعرها مقارنة بالنسيج المصنع يدوياً إذ تتراوح أسعارها بين (50 – 150) ألف دينار.وأضاف: العباءة الرجالية الشتوية تصنع من الغزول الغليظة لتعطي نسيجاً سميكاً يلائم الجو البارد ولا تقتصر صناعتها على الصوف فقط، وانما هناك المرعز والوبر، وبعضها  تصنع من القماش المستورد الموجود عند البزاز والذي يفصّله خياط العبي المختص.وأضاف: ان استيراد العباءة الصينية اثر كثيرا على مبيعات العباءة المصنعة محليا كما ان فارق الأسعار يصب في صالح العباءة المستوردة.