في فجر الأول من ايلول عام 1969 أعلن راديو بنغازي إسقاط الحكم الملكي الليبي  بدون إراقة دماء وقيام الجمهورية. وقرأ الضابط الصغير معمر القذافي رسالة "انتصار ثورة الفاتح، باسم الحرية، والعدالة الاجتماعية والوحدة". واستولى قائد المدرعات على العاصمة الليبية طرابلس محكما قبضته على القصر الملكي والمقار الرئيسية للشرطة والجيش ومبنى الإذاعة،
 ولم تبد الحكومة السابقة أية مقاومة في الوقت الذي كان فيه الملك إدريس السنوسي في تركيا للعلاج، وحاول جاهدا إقناع بريطانيا بالتدخل بمقتضى ميثاق الدفاع بين لندن وطرابلس، وأودع الأمير حسن الرضا ابن أخ الملك السنوسي في السجن وأعلن بعد ظهر اليوم نفسه أنه استسلم لقادة الانقلاب طواعية ودعا الشعب إلى التعاون مع الحكام الجدد للبلاد.وعقب انقلاب أيلول انسحبت القوات الأمريكية من قاعدة "هويلس" الجوية في ليبيا بمقتضى اتفاق كان وقع مع النظام السابق، ورحل آخر جندي أمريكي من القاعدة في 11 حزيران عام 1970 وهو ما اتخذته ليبيا بعد ذلك عطلة رسمية.وفي ظل التدهور المستمر للعلاقات مع الولايات المتحدة أقام القذافي علاقات وثيقة مع الاتحاد السوفيتي السابق ودول شرق أوروبا، وفي نيسان من العام 1973 أعلن القذافي عن بدء الثورة الثقافية، وبعد عام ألغى رسميا وظائف سياسية وإدارية فيما أبقى على ألقاب رئيس الدولة ورئيس الأركان، وبعد ذلك بوقت قصير أصدر النسخة الأولى من "الكتاب الأخضر" للقذافي مطلقا عليه "النظرية الدولية الثالثة".وفي آذار 1977 تم الإعلان عن الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية معطيا السلطة مباشرة إلى الشعب في إعلان "سلطة الشعب" في ظل تكوين مؤتمر الشعب العام واللجان الشعبية واللجان الثورية.