في وقت خيمت فيه تداعيات توقف مفاوضات السلام المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين على المجتمع الدولي على خلفية رفض الأخيرة إيقاف الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة، انطلقت أمس السبت في مدينة سرت الليبية اعمال القمة العربية الاستثنائية والتي ستناقش تطوير منظومة العمل العربي المشترك وسياسة الجوار العربية وإقامة رابطة الجوار الإقليمي‏ والوضع في العراق.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إنه لم يكن بوسع أي زعيم عربي تأييد استمرار المفاوضات في ظل استمرار الاستيطان، وبرغم هذا القرار، قال وزراء الخارجية العرب إنه لا تزال هناك فرصة ٌ أمام الولايات المتحدة والأطراف الأخرى للضغط على إسرائيل من أجل إنقاذ المفاوضات، وأضافوا أنهم سيُعيدون تقييمَ الموقف بعد شهر من الآن.ودعت لجنة المتابعة العربية التي عقدت اجتماعا لها على هامش القمة الولايات المتحدة الى "الاستمرار في جهودها لتهيئة الظروف المناسبة لإعادة العملية السلمية الى مسارها الصحيح وعلى رأسها وقف الاستيطان"، مطالبة بضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية "على أن يتم التوصل الى اتفاق لتحقيق هذا الهدف في موعد لا يتجاوز عاما واحدا اعتبارا من شهر ايلول 2010 ورفض اي حلول جزئية او مرحلية في هذا الشأن".واعتبر الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة ان بيان اللجنة يشكل "دعماً كبيراً لموقف الرئيس عباس"، وأضاف: "ستجتمع اللجنة خلال شهر لدراسة البدائل وهذا يعطي أيضاً فرصة للإدارة الأمريكية كي تجد خلال هذه الفترة حلا لقضية الاستيطان".كما أعلنت اللجنة "دعم موقف الرئيس الفلسطيني الداعي الى الوقف الكامل لكافة النشاطات الاستيطانية بما يسمح باستئناف المفاوضات المباشرة".وفي خطاب ألقاه أمام اللجنة شكك الرئيس عباس في جدوى بقاء السلطة الفلسطينية في حال فشل الجهود الرامية الى إقامة دولة فلسطينية مستقلة حسبما أفاد مسؤول شارك في الاجتماع.وأكد مسؤولون فلسطينيون ان الرئيس عباس طرح خلال الاجتماع عدة بدائل لإقامة الدولة الفلسطينية اذا لم يتم التوصل الى اتفاق حولها خلال المفاوضات مع إسرائيل.وهذه البدائل هي "الحصول على اعتراف من الإدارة الأمريكية بدولة فلسطينية في حدود العام 1967، أو اللجوء الى مجلس الأمن لنفس الهدف او الى الجمعية العامة للأمم المتحدة لوضع الأراضي الفلسطينية تحت الوصاية الدولية".ومهد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى لهذا الموقف الذي أعلنته لجنة المتابعة عندما أعلن الجمعة ان "الظروف سلبية ولا تساعد" على المضي في المفاوضات المباشرة مشيرا الى "بدائل كثيرة".كما حذر وزير الخارجية السورية وليد المعلم المتواجد في سرت من احتمال وجود صفقة بين إسرائيل والولايات المتحدة ترجمت في عقد المقاتلات الأميركية اف-35 لإسرائيل الذي أعلن عنه فيكون ثمن هذه الصفقة موافقة إسرائيل على تجميد محدود للاستيطان لمدة شهرين فقط.وشرح المعلم تطورات المناقشات التي جرت على المستوى الوزاري العربي حول بند منظومة العمل العربي المشترك وأعلن في تصريح صحافي "بالنسبة الى إصلاح الجامعة العربية كانت هناك وجهات نظر كلها تصب في موضوع الحاجة الى إصلاح العمل العربي المشترك وتفعيله".وأضاف: "هناك من رأى ان هذا يبدأ بإعادة هيكلة الجامعة العربية، وهناك من رأى انه يبدأ بالتركيز على العامل الاقتصادي من خلال إقامة بنى تحتية والسماح للمواطنين بالتنقل بما في ذلك رؤوس الأموال، في حين كان هناك من رأى ان التدرج في ذلك قد يكون أمراً مفيداً".وتابع المعلم: "سترفع هذه التوصيات جميعها الى القمة الاستثنائية لاتخاذ القرار المناسب".اما بالنسبة الى النقطة الثانية المتعلقة بمشروع للامين العام للجامعة العربية عمرو موسى حول "سياسة الجوار العربي ومقترح إقامة رابطة الجوار الإقليمية"، مؤكدا انه "تم الاتفاق على ان يستمر هذا البند على جدول اعمال مجلس الجامعة وان تشكل لجنة وزارية مصغرة لدراسته مع مجموعة خبراء بحيث يعرض على القمة العربية المقبلة".وكانت قمة سرت العربية الأخيرة التي عقدت في الثامن والعشرين من آذار الماضي اقرت الدعوة الى قمة استثنائية في التاسع من تشرين الأول لمناقشة نقطتين هما: "تطوير منظومة العمل العربي المشترك" و"أسس سياسة الجوار العربي ومقترح إقامة رابطة الجوار الإقليمية وآليات عملها".وبناء على مقررات قمة سرت الأخيرة تم أيضاً تشكيل لجنة خماسية للنظر في النقاط الإصلاحية للجامعة العربية عقدت اجتماعا على مستوى القمة في طرابلس في الثامن والعشرين من حزيران الماضي وضمت قادة ليبيا ومصر واليمن والعراق وقطر إضافة الى الأمين العام للجامعة ورفعت توصيات الى القمة الحالية.
القادةالعرب يبحثون جملة من الملفات العربيةالمهمة وترقب عما تسفر عنه قمتهم الاستثنائية

نشر في: 9 أكتوبر, 2010: 07:57 م