بودابست / المدى تثمينا للمنجز الفني الكبير الذي قدمه الفنان بسام فرج خلال مسيرته الطويلة في فن الكاريكاتير والذي حط فيها اخيرا على صفحات صحيفة (المدى) أقام الدار الثقافي التابع لمجلس بلدية الحي الحادي عشر في العاصمة الهنغارية بودابست بالتعاون مع رابطة الجالية العراقية في هنغاريا معرضاً للرسوم الكاريكاتيرية للرسام العراقي بسام فرج وذلك في مساء السبت المصادف 2-10-2010 حضره جمهور كبير من العراقيين والأجانب.
وقبل أفتتاح المعرض ألقى الرسام بسام فرج محاضرة عن فن الكاريكاتير العراقي أوضح فيها المعوقات الكبيرة التي يعاني منها فنانو الكاريكاتير في العراق، بالأضافة الى المصاعب التي تواجهها الصحافة العراقية بشكل عام منذ صدور أول صحيفة في العراق وحتى هذا اليوم، كما تناول في ختام المحاضرة الصعوبات التي يعاني منها رسام الكاريكاتير العراقي اليوم في مجال النشر وحرية التعبير عن الرأي.والفنان بسام فرج واحد من اشهر رسامي الكاريكاتير في العراق شارك في مجلات وصحف مختلفة منها مجلة المتفرج وجريدة صوت العمال ومجلة الف باء ومجلة مجلتي والمزمار وجريدة الجمهورية وشارك في فيلم كارتون (كرة القدم الامريكية) وله اسهامات في المؤتمر الثالث لاتحاد الصحفيين وحصل على الجائزة الثالثة في المهرجان العالمي للكاريكاتير في موسكو وجائزة تقديرية في المهرجان العالمي للرسوم الساخرة في مهرجان كابروفو – بلغاريا شارك في معرض الكاريكاتير لمهرجان الشباب الحادي عشر المنعقد في بودابست ومصمم افلام الرسوم المتحركة (التلفزيون الهنغاري) في بودابست ونشرت رسومه في العديد من صحف المعارضة العراقية في الخارج قبل سقوط النظام، الى ان استقر اخيراً في صحيفة المدى لتزين رسومه الصفحة الاخيرة كل يوم. بسام فرج الذي بدأ وتحت قلمه حكاية. يعتمد فنه على الرجل الذي يثير المشكل، أو الرجل الكاشف للمشكل، أي الرجل القضية، وهذه نقطة مهمة من أن بسام فرج يفكر كما يجب، ثمة حكاية لهذا الرجل، رجل بحكاية، حكاية عراقية بالتأكيد، ولكنها حكاية تنتقل من الوصف إلى الفعل، ومن الكلام إلى الممارسة، اللحظة التي صور بها هذه الإنتقالة هي التي يجسدها رسما، فتكون المفارقة في سياق بنية الحكاية. ومن هنا لم يتخل هذا الرجل يوما عن هدفه، من أن يعري السيئين، بسام يذهب لجوهر فن الكاركتير بعد مراحله الأولى، يذهب للفكرة، لتلك القضية التي يحملها المجتمع فيوطنها رجلا ليجسدها تعبيرا بخطوط وكتل،. في جوهر فن بسام فرج نجد نزوعا نحو الحرية كمضاد للوحة الطبيعية والكلاسيكية والواقعية، نزوع نحو حرية الشكل وحرية البحث عن طاقة المخيلة المتجسدة في غرابة الشكل وانحناءات الخط وتسويد بقع من اللوحة، لا يلجأ الفنان بسام إلى كشف عيوب الشخصية، وهي طريقة كاركتيرية مألوفة لدى العديد من رسامي الكاركتير، كي يضحكوا الناس عليها، ولا يلجأ إلى الغيب أو الفراسة في فهم الشخصية، خاصة الوجوه، لأن فنه ليس فنا لشخصيات معينة، لذلك، نجد لوحته تمزج بين الشخصية والقضية، الشخصية والهوية، الشخصية والمرحلة، لأن شخصياته عامة وتمثل طائفة أو فئة أو شريحة مهيمنة، لا يرسم الفنان بسام فرج كي يُضحك الناس، بل يرسم كي يذكر الناس بما يحيق بهم، أنه مشروع لفكرة عليه تقع مسؤولية التنبيه لها، هذه الفكرة أكبر من رسم لوحة أو تذكير بما يدور حوله.. هكذا هي معظم لوحات بسام فرج التي نشرت في الصحف او ضمتها معارضه الفنية وآخرها معرض بودابست.
الفنان بسام فرج يقيم معرضا ومحاضره عن فن الكاريكاتير العراقي
نشر في: 13 أكتوبر, 2010: 05:26 م