بغداد/ اياس حسام الساموككشفت وزارة البيئة امس الاثنين عن وجود ملوثات خطرة في اهوار العراق.وفيما اتهمت الوزارة محطات الكهرباء ودوائر المجاري بالوقوف وراء هذا التلوث، نفت وزارة الكهرباء هذه المزاعم. وفي المقابل، شددت وزارة العلوم والتكنولوجيا على عدم وجود اي مواد مشعة في الاهوار.
وزارة البيئة اشارت الى وجود ملوثات هيدروكاربونية ناتجة من المخلفات النفطية وان مثل هذه الملوثات يجب ان تعالج لانها عندما تنزل الى الماء تكوّن جذوراً حرة من هذه المواد مما يؤدي الى تحولها الى مواد مسرطنة. وبينت الوزارة "ان المسوحات اثبتت وجود نسبة معتبرة من هذه المواد في المياه الا انها ما زالت لحد الان ليست بالمستوى الخطر" داعياً الى ضرورة معالجتها باسرع وقت ممكن.مدير اعلام الوزارة مصطفى حميد مجيد اوضح لـ"المدى"ان هذه المواد الهيدروكاربونية هي مخلفات صناعية لبعض المؤسسات الصناعية مما يسبب الامر تلوثاً في النهر.ونوه مجيد الى قيام الوزارة وبالتعاون مع الجهات ذات العلاقة بعدة مسوحات للاهوار اظهرت وجود ملوحة اضافة الى وجود مواد مسرطنة اثرت وبشكل كبير في الكائنات الحية الموجودة في الاهوار نتيجة المخلفات التي تلقيها محطات الكهرباء دون ان تتم معالجة تلك المخلفات، لافتا الى انه من المفترض ان تلتزم تلك المحطات بالقوانين التي تجبرها على استخدام وحدات التصفية للمخلفات الا ان هذا الامر يبدو انه لم يحصل حتى الان.وتؤلف اهوار العراق اكبر انظمة الاراضي الرطبة في الشرق الاوسط مع اهمية خصائصها البيئية والاجتماعية والثقافية وتعرضت الاهوار الى الضرر منذ السبعينيات نظراً لاقامة السدود ومن بعد عمليات التجفيف من قبل النظام البائد.ذي قار وهي احدى المحافظات التي تكثر فيها الاهوار اكدت خلوها من جميع الملوثات، ان ما يتم اكتشافه من تلوث هو نتيجة المخلفات التي تلقى من قبل محطات الكهرباء ودوائر المياه والمجاري وان كانت هذه المخالفات قليلة ولكن يجب القضاء عليها وبصورة تامة من خلال الضغط على الجهات التي تعمل على تلويث مياه الانهر التي تغذي الاهوار.وقال راجي نعيمة مدير بيئة ذي قار في تصريح لـ"المدى"ان المسوحات متواصلة على مياه الاهوار وذلك بسحب نماذج من المياه والتربة واجراء الاختبارات اللازمة عليها والتي اظهرت حدوث تلوث ليس بدرجة خطيرة ويمكن السيطرة عليه من خلال اعتماد الدوائر التي تطرح مخلفاتها على الانهر الاساليب التي من شأنها تنقية هذه المخلفات.وزاد نعيمة ان انهر الغراف والفرات والمصب العام هي من تجلب التلوث الى الاهوار، لافتا الى ان مديريته كانت قد اكتشفت في 2007 مخلفات تحتوي على اشعاعات ورفعتها الى محجر يبعد 50 كيلو متراً عن المحافظة، اما حاليا فالاهوار تعد خالية من جميع المواد المشعة وان ما تحتويه فقط المواد الملوثة التي سبق الحديث عنها وستلجأ المديرية الى القضاء للحد من تصرفات المؤسسات التي ترمي بمخلفاتها دون تصفية الى الانهر، مؤكدا على ان حالات السرطان بالاشعاع هي طبيعية نتيجة تلوث مياه الشرب ونسبتها اقل من واحد بالمائة.من جانبها نفت وزارة الكهرباء الاتهامات الموجه لها مشددة على ضرورة ان تقدم اية جهة طلبا اليها قبل رمي التهم جزافا.اذ اوضح مصعب سري مدير اعلام وزارة الكهرباء في حديث لـ"المدى"ان هناك نوعين من المحطات التي تستخدم لتوليد الكهرباء، الغازية والبخارية، وان الشركات التي نصبت هذه المحطات عملت على بناء اجهزة تصفية للمخلفات، مشيرا الى وجود كادر متخصص لتنقية هذه المخلفات كون البيئة تعد من اولويات الوزارة والدليل على ذلك عمل الوزراة من اجل الحد من اعتماد المولدات التي تستخدم النفط الاسود المضر بالبيئة.واضاف سري ان الوزارة استخدمت الغاز الطبيعي رغم ارتفاع سعره والذي اضراره تكاد تكون معدومة، لافتا الى ان باب الوزراة مفتوح الى أية جهة لكي تتقدم بشكواها.فيما اكدت وزار ة العلوم والتكنولوجيا على عدم وجود اي مواد مشعه في مياه الاهوار وذلك استنادا الى دراسة كانت قد عملتها الوزارة عام 2005، ملوحة الى قدرة الوزارة للقيام باللازم في حال طلبت منها وزراة المياه والموارد المائية عمل اي مسح.فالح عبد الحسن معاون مدير عام دائرة البيئة والمياه بالوزارة بين في حديث لـ"المدى"ان المواد الهيدروكاربونية ليست لها اي علاقة بالمواد المسرطنة كون الاولى هي مركبات حلقية تحتوي الكلور وبالتالي هي ليست مواد مشعة.وزاد عبد الحسن ان ما تحتويه مياه الاهوار هي مخلفات صناعية يفترض على المؤسسات التي القت هذه المخلفات ان تقوم بعدة اجراءات لتصفية هذه المخلفات من الملوثات، معربا عن اعتقاده بعدم وجود مواد مشعة في مياه الاهوار.وهو ما اكدته مديرة مركز الرقابة من الاشعاع في وزارة البيئة بشرى علي احمد اذ قالت لـ"المدى"ان جميع الدراسات التي قام بها المركز اثبتت خلو مياه الاهوار من المواد المشعة من خلال اخذ النماذج واجراء التحاليل عليها. وكان المركز فحص وضمن خطته لعام2010 للمسح البيئي الاشعاعي ما يقارب (50) نموذجا بيئيا من تربة ومياه تم جمعها من المحافظات، وكانت جميع هذه النماذج خالية من التلوث الاشعاعي.ونفذت الامم المتحدة و
البيئة تشكو الكهرباء تلويث الأهوار بمخلفاتها والعلوم تنفي الإشعاع فـي المياه
نشر في: 13 أكتوبر, 2010: 05:55 م